الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

حفل تابين للراحل صباح نعمو صادق بولاية كاليفورنيا الامريكية

 

 

زوعا اورغ - كاليفورنيا : 16 تشرين الثاني 2012 /

أقام مجلس سورايا ألقومي (ألكلدآشوري ألسرياني) سابقا ، ندوة وحفل تأبين للراحل الكاتب والمفكر العراقي أبن باقوفا البار الأستاذ صباح نعمو صادق كبوتا الذي وافاه الاجل يوم 3 تشرين أول 2012 في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الامريكية .

حضر الندوة جمع غفير من أصدقاء الفقيد وممثلي بعض الجمعيات والمنظمات العاملة في سان دييغو وذلك على قاعة النادي الكلداني (كرستال بول) يوم الثلاثاء الموافق 30 تشرين أول 2012 .

أستهل الحفل السيد فاروق كوركيس بالوقوف دقيقة حداد على روح المرحوم ، تحدث بعدها رئيس مجلس سورايا المهندس سعيد سيبو حيث ابدى اسفه لرحيل كوكبة من مؤسسي مجلس سورايا القومي خلال الفترة الاخيرة وهم كل من :الشماس حنا قلابات والاساتذة كل من نوئيل قيا بللو وحميد يلدكو ونوري حبيب بابلا واخيرا صباح كبوتا ... هذا الكاتب المشهور لدى ابناء شعبنا والعراق ايضا حيث عرفناه من خلال منبره الثقافي في ديترويت وسان دييغو ودعوته الى المحافظة على أقليات العراق العرقية العريقة وتأسيس محافظة سهل نينوى بكافة مكوناتها المتآخية من كلدوآشوريين سريان وأيزيدية وشبك وبقية مكوناتها الاخرى , هذه المحافظة الجديدة ستكون نموذجية لبقية المحافظات نظرا لما يتمتع به أبنائها من مواهب وقابليات لتنميتها وأزدهارها .

 كما تحدث .... في كلمته التي القاها بالسريانية والعربية عن كيفية تأسيس مجلة حمورابي قبل سبع سنوات من قبل كل من المرحوم صباح والمرحوم حنا قلاّبات والاخ فاروق كوركيس. 

بعدها تليت كلمة المجلس في ديترويت وجاء فيها بعد الترحيب بالحضور الكرام :

رحل عنّا الفقيد صباح صادق كبوتا دون أن ترحل عنّا أفكاره الرائعة وتنظيراته الصادقة وآثار أعماله الثقافية والفكرية الممتازة ، فكان ذلك العراقي الكلدوآشوري الذي ترك لنا بصمات ناصعة عميقة وواضحة، هي بصمات العهد والالتزام ليس بقضايا شعبنا السورايا(الكلداني الآشوري السرياني) فقط، وانما سعى أيضا الى الحلول الناجحة من خلال كتاباته لجعل العراق موطنا للتآخي والتعايش بعد أن تصان حقوق كل المكونات .

 وحين تجتمعون في سان دييغو، أنتم محبيه وأصدقائه وأفراد عائلته وأقاربه ، حول بعضكم البعض، لاحياء ذكرى الراحل العزيز التي تتفاعل في قلوبنا وأعماق نفوسنا ، فنحن أعضاء اتحاد سورايا القومي في مشيكن لسنا ببعيدين عنكم في وجداننا ومشاعرنا تجاه ذلك الشخص النبيل الذي كان أحد مؤسسي مجلسنا : أتحاد سورايا القومي أي المجلس الكلدوآشوري السرياني القومي كما كانت تسميته السابقة . كما كان أحد المساهمين في أصدار مجلة حمورابي في كاليفورنيا قبل سبع سنين مضت ، والتي لا زالت تصدر في مشيكن حتى الان، ولم يتمهل في رفدها بمقالاته وطروحاته التي تتعلق بشعبنا السورايا خصوصا وشعبنا العراقي عموما . وعسانا أن نكون قد أدينا جزءً يسيراً من الوفاء لهذه الشخصية الفذة المعطاءة التي جمعت في ثنايا صدرها وطنية أصيلة بنهج فكري انساني وايمان راسخ بالحقوق القومية لشعبنا السورايا ووحدته القومية التي لا تنفصم ، فأثبت لنا جميعا انه ابن بار لتربة بيث نهرين المباركة .

 نقول لكم أيها السيدات والسادة من عائلة الراحل الاعلامي صباح صادق كبوتا وأصدقائه ومحبيه، أننا سنبقى على نهجه في ترسيخ مقومات خصوصيتنا القومية. نطلب من المسيح أن يجعل له مكانا في ملكوته السماوي، وأن يلهم أهله وأقربائه وأصدقائه ومحبيه، الصبر والمثابرة للسير على طريق الحق والحياة .

 أعتلى المنبر الاستاذ سالم سللو والقى كلمة تحت عنوان (صباح صادق .. الانسان) جاء فيها... كان المرحوم ذو شخصية نادرة، فقد كان هادئا جدا حتى في أصعب المواقف، وكنت أتعجب من هذا الهدوء، كان مثقفا كبيرا وقارئا متميزا، أن ضعف بصره كان قد أثر على نتاجه الفكري، ومع هذا فقد كان يكتب المسودات ويكلف الآخرين بطبعها. كان صادقا وصريحا عند قول الحق، ولم يكن يخشى رد فعل المقابل. كان من أكثر الناس الذين قابلتهم اهتماما بالفقراء والمحتاجين، كان يحاول بشتى الطرق مساعدتهم، فقد كان عالي الشعور بالمسؤولية وذو نزعة انسانية فريده. كان بسيطا ومتواضعا، لم يعتد يوما على أحد، بل كان يتحمل أخطاء وتجاوزات الآخرين بتسامح وطيبة. لو كان المرحوم متمكنا ماديا وجسديا لكان قد عمل الكثير، ولكن قيودا كثيرة كانت تؤثر عليه. كان يستقبل القادمين الجدد ويرحب بهم حتى وان كان لا يعرفهم. كان قد كلفني بعمل كتاب عن العلاقات الاسلامية المسيحية منذ ظهور الاسلام وحتى نهاية العصر العباسي، لقد أحسن أختيار الموضوع، وجمع عددا كبيرا من المصادر وعلق وأضاف عليها،حتى أصبحت مسودة الكتاب كبيرة جدا، وهناك مواضيع لم تطبع لحد الآن. الكتاب يحتاج الى تنظيم وتنقيح ومراجعة ثم الى اجراء عمليات التصميم والطباعة، وهذه تحتاج الى جهود كبيرة ودعم مادي . أما نتاجاته الفكرية فقد جمعتها بالكامل ،منذ بداية عملنا في مجلة حمورابي وحتى وفاته. وسوف أستعرض أسماء المقالات التي كتبها ونشرها :من التراث الرياضي العراقي، عمو بابا، يهود الهراق، نعيم صرافة، نوري السعيد، الاعتداء على برطلة، الاعتداء على مسيحيي العراق، الغاء المادة(50) تحول خطير، ألم الخصب أمرّ من ألم العقم،الوليمة(قصة من الحرب العراقية الايرانية)،عبد الكريم قاسم، بلاء ووباء الدين، الاعراس وتقاليد الزواج في سهل نينوى،سركون بولص، صفحات مشرقة لمسيحيي الموصل، عبثا يحاولون خطف العراق، فرويد..فشل في التخلص من يهوديته، فوز علاوي،فولتير، لمحات في الحركة الشعرية العراقية الحديثة، كارثة الموصل، مأزق الحزب الشيوعي العراقي، مقتل رئيس أساقفة الكلدان ، مرة أخرى: من هو فهمي روفا ومن هو منير روفا ، نهاية صدام، هذا العراق العزيز الكريم، هل يستحق العراق كل هذه الاهانة والمذلة؟ ، ضرورة جمع المسيحيين في سهل نينوى، الكلدان : حبة خردل العراق، دير هند بنت النعمان، طارق عزيز، زلزال 11 سبتمبر .أعاد تشكيل العالم، نظرة الاسلام الى اللاهوت المسيحي، شعراء النصرانية في جزيرة العرب. رحم الله صباح صادق، واسكنه جنات النعيم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .

 أبنة الفقيد "نور" القت بالنيابة عن العائلة كلمة باللغة الانكليزية تناولت حياة الفقيد وسلوكه داخل المنزل كأب حنون وزوج مخلص استطاع ان يعيل عائلته وهو القادم من العراق حيث الاختلاف في الثقافة واللغة مع اميركا ولكنه استطاع التوفيق بين الاثنين ..وشكرت الحاضرين لهذا التقييم بحق أبيها.

 بعدها القى الاستاذ نجاح قينايا رئيس الاتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا كلمة وجهها الى عائلة واصدقاء الفقيد والحاضرين حيث مرّ شهر منذ مغادرة الفقيد فقدت الساحة الثقافية في اميركا أحد الصحفيين الرواد في الحضور في مختلف الندوات الثقافية والفكرية والسياسية، لقد كانوا من العيار الثقيل يجتمعون لاصدار المطبوعات والكتب الثقافية واعني بهم صباح صادق وسعيد سيبو وزكر أيرم.

 لقد كان الراحل صديقا للاتحاد منذ تأسيسه في 1980 ، حيث كان يحضر نشاطاته الثقافية والسياسية ويضيف اليها نكهة خاصة من الحكايات المتوقدة في ذاكرته، وبالرغم من اختلاف وجهات النظر وخاصة في السياسة ولكن ما يجمعنا هو حب الوطن وتحقيق الديمقراطية في عراق مدني حر وسعيد ، لقد خسر اتحادنا الديمقراطي خاصة والجالية العراقية عامة صديقا ووجها لامعا نتذكر مواقفه الوطنية ونشاطه الثقافي المتميز .

 بعدها تقدم الدكتور ثائر البياتي، رئيس الجمعية العراقية الامريكية في سان دييغو فقال"قبل عام ونصف فقدنا صديق ومفكر عزيز على قلوبنا، الراحل حنا قلابات، واليوم نجتمع لذكرى فقيد وقريب علينا، صباح صادق كبوتا، ففي رحيله نكون قد خسرنا نجما آخرا ً من نجوم الجالية العراقية في أميركا، ورافدا ً آخر من روافد المجتمع المدني الذي زودنا بالثقافة والمعرفة طيلة حياته، وترك لنا مثالا يحتذى به في الوطنية والإنسانية.

 وبهذا المصاب الأليم أتقدم بأسمي وأسم الجمعية العراقية الأمريكية في سان دييغو بالتعازي والمواساة لأهل الفقيد وأصدقائه ومحبيه.

كان لقائي الأول بالفقيد في أوائل تسعينات القرن الماضي، بمناسبة أهدائه ليّ أحد أعداد مجلته، أقلام مهجرية، فكانت بحق مجلة مرموقة، أشبه بكتاب، تضمنت مواضيع رفيعة المستوى، قيمة المحتوى، تنوعت بين الثقافة والسياسة والمجتمع، فعجبت بالفقيد محررا وكاتبا لعدد من مواضيعها، وزادت معرفتي وتعمقت علاقتي به بتكرر اللقاءات وتقارب الأراء. 

عمل في الصحافة داخل وخارج العراق لأكثر من خمسين عاما ً، كان عضواً في نقابة الصحفيين العراقيين منذ عام 1964، كاتبا ً في جريدة الجمهورية لسنين طويلة، محررا لقسمها الرياضي، وكاتبا لمقالات سياسية دفاعا عن المظلومين والمنكوبين نشرت في جرائد مختلفة. 

واصل نشاطاته الثقافية والصحفية المختلفة بعد وصوله الى المهجر الأمريكي في نهاية السبعينات من القرن الماضي، فساهم بتأسيس رابطة أصدقاء القلم العراقي في ديترويت عام 1987، أصبح محرار لمجلتها، رابطة القلم، ومن ثم محررا ً ومساهما ً في إصدار خمسة أعداد من مجلة أقلام مهجرية. 

شارك بشكل فعال في تحرير عدة أعداد من مجلة حمورابي الناطقة باسم المجلس الكلدوأشوري السرياني التي انطلقت من مدينة سان دييغو ولازالت مستمرة في ديترويت، فكانت مجلة عراقية تراثية تعني بالشأن الوطني والقومي، أصبحت منبرا ًً للأقلام العراقية الحرة. وفي نشاط آخر ساهم في تأسيس المركز الثقافي العراقي الأمريكي في سان دييغو- كاليفورنيا مع الزميلين حيدر عودة وشوقي عبد، بهدف الأستمرار في نشر وتعميق الثقافة العراقية في المهجر الأمريكي، فنشروا عدة أعداد من مجلته، مقهى. 

كان للفقيد دور وطني مـشرف قبل وبعد سقوط الحكم الدكتاتوري في العراق عام 2003. في عام 2002 ساهم جنبا ً الى جنب مع فقيدنا الراحل حنا قلابات وأصدقاء آخرين في تشكيل منظمة التجمع العراقي التي برز دورها في الساحة السياسية بين الجالية العراقية في الولايات المتحدة الأمريكية أبان سقوط النظام الدكتاتوري، وكانت تلك المنظمة أسوة بمنظمات الجالية العراقية الأخرى، فعالة في فضح جرائم النظام الدكتاتوري وممارساته ضد الإنسانية، دعت لإسقاط الحكم الدكتاتوري والدعوة لقيام حكم ديمقراطي مدني في العراق، فكتب مقالات كثيرة في هذا الخصوص وساهم في إعداد وقيام تظاهرات وأحتجاجات ضد النظام الفاسد، ورغم الأحباطات التي أصابت الكثير منا بعد سقوط النظام، الا ان الفقيد كان متفائلا بمستقبل تحول الأوضاع في العراق نحو حياة حرة كريمة.

كان الفقيد رحمه الله المحرك الأساسي لمسالة ترشيح سماحة آية الله السيد علي السيستاني لجائزة نوبل للسلام في عام 2005 وذلك تقييما لدوره الكبير في تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة الصراعات الطائفية في العراق، فكتب مع الفقيد حنا قلابات نص نداء الترشيح، وساهم في نشره وتوزيعه وأيصاله لأكبر عدد من الشخصيات الوطنية العراقية والأجنبية. وعلى هامش الترشيح كتب مقالات عديدة تدعو للأمن والسلام والمحبة في العراق وتـَحث ُ على قيام حكم مدني علماني، يكفل الحياة الحرة الكريمة لجميع العراقيين، ولم تمنعه نشاطاته الوطنية من الأهتمام في شؤون شعبه، فنشر مقالات سياسية كثيرة في الدفاع عن مسيحيي العراق والشرق الأوسط وكتب حول مستقبل أرومته في مختلف الصحف والمجلات الالكترونية.

يعتبر من اوائل الذين نادوا في إقامة محافظة سهل نينوى على أسس إدارية لحل مشاكل الشعب المسيحي والشعوب المتعايشة معا ً، بعيدا ً عن الصراعات السياسية الدائرة في المنطقة. عمل على توحيد كلمة الشعب الكلدوأشوري السرياني في الجالية العراقية في أميركا، فكان عضوا ً فعالا ً في جمعياتها الموحـِدة والمتعاونة ومساهما ً أساسيا ً في نشاطاتها الثقافية والسياسية. ورغم محدودية إمكانياته المالية، غير إنه كان سخيا ً وكريما ً في تبرعاته المالية لأنجاح نشاطات المنظمات الوطنية التي كان ينتمي اليها. كان محبا ً ومضيافا لكل عراقي قادم من العراق، فأختار لنفسه الطيبة ان يكون أول من يـُعـَرفنا بالشعراء والأدباء والفنانين الوافدين من الوطن، فـَيزيدنا معرفة بالثقافة العراقية ويعمقها إكراما ً للوطن ومبدعيه. شكرا للأخوان في مجلس سورايا القومي لإحيائهم هذا الحفل التأبيني ولمنظمات الجالية التي ساهمت وللحضور الكرام كل الشكر والتقدير.
ولروح فقيدنا الطاهره الخلود".

 القى الاستاذ حيدر عودة منسق التيار الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا، كلمة أستعرض فيها مساهمات صباح الوطنية وحضوره الدائم مع المرحوم حنا قلابات في النشاطات الثقافية والسياسية قبل وبعد سقوط صدام، وكيف بع جهد ولقاءات كثيرة تم اصدار مجلة المقهى وهي من اقتراح الاستاذ شوقي عبد عام 2009 في سان دييغو، كان صباح حيويا ومشجعا لكل عمل ثقافي، وداعا صباح ..هذا ما قاله شوقي ورددته في قلبي وهأنذا ارددها...وداعا صباح. 

كلمة الاتحاد الوطني الكردستاني القاها الشيخ طالب البرزنجي تحدث فيها عن صباح صادق المناضل الصامد الدؤب لسنين طويله والذي كان يتمنى المزيد من النضال، وابدى الشيخ طالب أعجابه بهذه الشخصية الوطنية الانسانية داعيا المولى العلي القدير أن يرزقه برحمته الواسعة وهو يوجه كلمته الى الحاضرين.

بعدها القى الشماس القدير صادق برنو قصيدة بالسريانية وكلمة مؤثرة بالسريانية ايضا بحق الفقيد , اثنى من خلالها على اعماله ونتاجه الفكري في خدمة أبناء شعبنا الصغير والمهدد من كل جانب . 

كلمة الاستاذ ألاديب سليمان متي تضمنت تعارفه مع الفقيد قبل عقدين من الزمن عند وصوله الى هذه الديار في سان دييغو من خلال الجمعية الكلدانية الآشورية، أثني خلالها على مواقف الفقيد ومساعدته الشخصية من خلال تسهيل العناية الطبية ومرافقته الى مجموعة من الاطباء المعتمدين وكذلك على نتاجاته الادبية والسياسية... لم تكن أقلام مهجرية مجلة بسيطة بل كتابا رائعا ..كان المرحوم شعلة من النشاط والعمل ، حنونا متواضعا كبيرا في عقله ورجاحة فكره، وقد أشرف لسنين طويلة في اصدار مجلة "قالاد أمثا" الصادرة عن الجمعية الكلدانية الآشورية في سان دييغو .

 قرأ السيد فاروق كوركيس كلمة الاستاذ نوري حسينو الرئيس السابق للجمعية الكلدوآشورية من ديترويت جاء فيها : 

المثقفون يموتون واقفين ...تعرفنا على الزميل والصديق والاخ الفقيد الراحل صباح نعمو صادق كبوته (أبن باقوفا) البار في نهاية السبعينيات في ديترويت وكان شعلة من الثقافة والمعرفة في أمــور الحياة ففي عام 1987 كان أحد المؤسسين لرابطة أصدقاء القلم العراقيين وساهم في تحرير مجلتها(رابطة القلم) وأسس مطبعة الشعب وأصدر مجلة (الجالية) وكذلك الاعداد الاربعة مــن مجلته(أقلام مهجرية) في ديترويت والعدد الخامس (واليتيم)عام1994 في ســـــــانتياكو.............

كان للفقيد الغالي صولات وجولات في الصحف العراقية في بغداد سابقا حيث كان عضوا فاعلا في نقابة الصحفيين العراقيين منذ عام 1964 ونشر عدة مقالات في جريدة الجمهورية والعراق ومجلة الى الامام اللبنانية وغيرها. كما ساهم في انشاء المركزالثقافي العراقي الامريكي فـي كاليفورنيا وأشرف على الصفحة العراقية في جريدة (بيروت تايمس) في لوس أنجلس كما أشرف على اصدار العدد(27) والاخير لمجلة (صوت الامة) للجمعية الكلدانية الآشورية في سان دييغو عام 1999 . كتب تحت أسم مستعار(أبو فرات) ودافع عن حقوق المرأة المسلوبة كان صوتا لمن لا صوت له من المحرومين والمظلومين والبائسين وسيفا مسلطا على رقاب الطغاة والظالمين جميعا . وكان انسانا بسيطا ومتواضعا يحب جميع الناس بغض النظر الى جنسهم ولونهم وطائفتهم ودينهم حيث كان قوميا الانتماء وأمميا وعلمانيا في الفـــــــــكر والانتماء والممارسة والمواقف ولا يهمه في قول الحق والحقيقة لومة لائم !!!. حيث التزم جانب الجماهيرالمسحوقة والمبتلات بحكام قساة وظالمين وجهلة(كمــا يقـول) !. وبهذه المناسبة الاليمة نقدم هذا الرثاء الحزين لروحه الطاهرة / ...................................بالامس ودعناك بالصعود للعلياء / ذرفنا الدموع رغم الكبرياء / يا أخا كنت قمة في الفداء /يا زميلا كنت متميزا بين الزملاء / يا صديقا كنت رمزا للوفاء / رحيلك عنـا طعنة نجلاء / محبتك ستبقى في السويداء /أرقد في الجنان تحرسك اّلهة السماء / وسنبقى نذكرك صباح ومساء / ولن ننساك ما دمنا من الاحياء (2) .تعازينا القلبية الخالصة للعائلة ولاصدقاء الفقيد وزملائة ومحبية ولفقيدنا الغالي الرحمة الابدية  زميلك واخيك الحزين / نوري حسينو والعائلة/ ديترويـت
رئيس الجمعية الكلدانية الآشوريه في سانتياكوالسابق ناشر ورئيس تحريرمجلة (صوت المهجر) ديترويـت. "

 كما قرأت رسالة التعزية والرثاء برحيل الصحفي والكاتب العراقي صباح صادق كبوتا الى الاخدار السماوية من قبل أسرة البيت الآرامي العراقي في ميونيخ - المانيا جاء فيها :

رسالة تعزية ورثاء برحيل الصحفي والكاتب العراقي صباح صادق كبوتا الى الأخدار السماوية .

بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الأله الواحد ... امين .،، انــا هو القيامة ... والحق ... والحياة ... من امن بي ... وان مــات فسيحيـــا ،،
الاعزاء الأخت الفاضلة أم فراس زوجة المرحوم الأخ والصديق العزيز الأستاذ صباح صادق كبوتا وأولادهما نور , جنيفر , وفراس وعائلاتهم الكريمة المحترمون 
الأعزاء الاخوان والاصدقاء أشقاء وشقيقات الفقيد وعائلاتهم الكريمة المحترمون
ساندييكو / مشيكن وكاليفورنيا – أمريكا ألاعزاء في عائلة الـ ... كبوتا الكريمة المحترمون العراق والمهجر سلام من الله ورحمة..

،، حكم المنية في البرية جــار ..... مـــا هذه الدنيــا بدار قرار ،،
صباح يـا فـارسا ترجلت عن صهوة فرسك الاصيل مبكرا مكرهـا
بـبـالـغ الأسى ومزيد الأسف تلقينـــا نبــأ رحيل الأنسان الطيب الأخ والصديق العزيز أبو فراس المبكر بسبب مرض عضال ، نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الأليم سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنـاته ويلهمكم جميعـــا ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين اليه تعالى ان لا يريكم اي مكروه ويحفظكم من كل سوء انه سميع مجيب برحيل الصحفي , المثقف , الكاتب , الانسان الطيب , المحب , الهادئ , الدمث الاخلاق , فـان الشعب المسيحي في العراق والمهجر قد خسر شخصية مرموقة من شخصيـاته المهمة المحبوبة 

يقول احباء الراحل العزيز صباح  صباح يـا حبيبنـا .... ايهـا المسافر عبر السحاب الراحل الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيت سريعـا دون وداع ، ولمـا غادرتنـا بهذه العجالة وموعد رحيلك لم يحن بعد , وشجرة حياتك لا تزال خضراء ومثمرة ... ؟ هل سئمت الحياة بسبب معـانـاة وطنك الحبيب وابنائه الأعزاء في الزمن الصعب فابيت الضيم وتساميت في العطاء فعدت الى منابع الصفاء ، تاركـا عائلتك واولادك الأعزاء بلا رب اسرة , واشقائك وشقيقاتك ومحبيك بلا محب 
لقد ذهبت يـا صباح وتركت في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصة ، وفي العيون دمعـا وخاصة لدى من شاركك الحلوة والمرة طيلة حياتك عائلتك واولادك الأحباء ، لكنك رغم بعادك عنـا فانت تعيش معنـا ، وفي افكارنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمائرنـا ، نذكرك مع الأصيل ، ونراك عند الفجر بسمة حلوة في افواه الأطفال الصغار ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والقديسين . 

فنم قرير العين في مثواك السرمدي يا قرة عيوننا ومهجة قلوبنا وتاج رؤوسنا ، ولتسعد روحك الطاهرة في عليائهـا فمـا هذه الدنيــا الا دار فناء وزوال فوداعـا يـا حبيبنـا الغالي وداعــا ...

كنـا نتمنى ان نكون وأياكم في الوطن الحبيب لتوديع الراحل العزيز الى مثواه الأخير ليوارى الثرى في بغداد الحبيبة أو تللسقف العريقة ارض الآبـاء والأجداد قرب أضرحة شهداء العراق الأبرار لنعزيكم بحرارة ونشد من أزركم ونخفف من الامكم وحزنكم ولكننـا للأسف الشديد نعيش كلينا في الغربة المقيتة بعيدين عن الوطن المفدى الاف الأميـال , اه ... اه ... اه كم هي مريرة لحظات توديع الاحباء الوداع الاخير لاسيما حينما يكونون رموزا علمية وثقافية واجتماعية كبيرة في العائلة والمجتمع , ولكنها ارادة الله جل جلاله ولا راد لارادته تعالى .

ان الموت حق على جميع الناس ، ولكن حينمــا يرحل الأنسان ويترك اثـارا حسنة وارثا ثقافيا ثرا فهذه نعمة من الله ، فالمرحوم رحل بعد مسيرة طويلة في الحياة حافلة جدا بالعطاء في مجالات عدة اكسبته سمعة طيبة في المجتمعات التي عاش فيها وخاصة في الأوساط الأجتماعية والثقافية وترك عائلة كريمة لهـا مكانة مرموقة في المجتمع وسيكونون أولاده خير خلف لخير سلف ، وهذا مــا يتمنـاه كل انسان في حيـاته .

ادامكم الله بخير برعايته الألهية ذخرا وملاذا لشعبكم الكريم ، ويجعل هذا المصـاب الأليم خـاتمة احزانكم

 شركاء احزانكم المتألمون لكم

ابو فرات والعائلة

وأسرة موقع البيت الآرامي العراقي

ميونيــخ ـــ المانيـــــا

 بعدها تلى المنبر الكاتب المهندس نبيل يونس دمّان بكلمة جاء فيها :

 نشجت طيور الصباح، عن نَجْمٍ أفَلَ وَراح
مِنْ طْيبِ ثَمَر التُفّاحْ، مِنْ شَذى وَرْد القَدّاحْ
لكن رُويدَك يا صاحْ
فنحنُ في نُواحْ، نُوَدِّعُ الاخ صَباحْ
ايها الحفل الكريم
أسْعِدتُم مساءً

من على هذا المنبر اعبّرُ لعائلةِ الفقيد واصدقائِه، عن كُبرِ خسارتِنا في رحيلِ هذا الانسانُ الوفي، أسيفٌ أقفُ في ذكرى صديقٍ عرفتُه لسبعِ سنواتٍ فقط، فانطبعَت في مُخَيِّلتي صفاتُه، من هدوئه، طيبته، حبِّه للثقافة، ومواظبتِه جلساتنا الاسبوعية. عرفناهُ صديقاً للكتاب وصُحفياً مُخضرَماً عاصرَ كلَّ الانظمة بقلمِه وامكاناتِه، لم يتوغلَ عميقاً في كَنَهِ هذه النُظُم ولم يتحزبَّ الى جهة معينة، بل مَسَّ شِغافَ الجميع ووضعَ نفسَه على مسافةٍ متساوية من الاحزاب والقوميات والطوائف، من الصعوبة أن تميزَّهُ بانَّه من دينٍ بعينِه او طائفةٍ بعينها، بل كان ينظرُ نظرةً واحدةً للجميع، لذلك نالَ احترامَ ابناءَ هذه الطوائف سواءً في العراق او في المهجر، الذي وجدَ نفسَه فيه قبل اكثرَ من ثلاثين عاماً.
كان صباح هاوياً لجمعِ الكتبِ ومطالعاً جيداً وراوياً في الجلسات التي جمعتنا لسنين في إلفةٍ وانسجام، يَحِبُّ النقاشَ والحوارَ الموضوعي، يتأنّى في طرحِ آرائِه، لا تأخُذه الحٍمِيَّةُ او المزايدة في طرحِ ما يراه مناسباً وما هو مُقتنعٌ بهِ. فخرٌ لقريةٍ صغيرةٍ في شمال نينوى إسمها (باقوفا) والتي شبَّهها احد ابنائها ب (حبة خردل) ان تنجب صباح صادق، احد روادُ مجلسِنا الأسبوعي الذي شهدَ تناقصاً ورحيلاً ابدياً لزملاءٍ لنا واخوةٌ، كنا ولا زلنا نجتمعُ على تبادلِ الافكار واحياءِ جوانبَ الثقافة، وتذكُر وطنَنا هناك بينَ النهرينِ، اشبّهُ مجلسَنا بالمزهريةِ فمِن كلِ حقلٍ زهرةٌ فوّاحَةٌ، وعلى طاولتِه تزولُ الحدودَ والقيودَ الدينيةِ والطبقية والقومية.

ختاماً أوجِّهُ التعازي الى أنفُسِنا والى عائلتِه ومُحبّيه، فَكلُّ نفسٍ ذاهبةٌ الى المصيرِالمحتومِ في موعِدِها، الذكرُ الطيب لصباح والصبرُ والسلوان للجميع.

 بعدها أرتقى المنبر الناشط القومي وأحد مهندسي ومؤسسي الحركة القومية الكلدآشورية في سبعينات القرن الماضي في ديترويت - مشيكن الاستاذ ريمون برنو فتحدث بألم باديا عليه التأثر عن بداية تعرفه على الفقيد والعمل المشترك مع مجموعة من العراقيين الرواد في التصدي للدكتاتور صدام حسين من خلال القلم والكتابة والنشر وكذلك في المظاهرات السلمية التي جابت أميركا في ذلك الحين والتي استشهد فيها غدرا المرحوم نابليون بشي برصاص أحد المأجورين من قبل الطاغية ، وقد اثني الاستاذ ريمون على قرية باقوفا التي أنجبت العلامة مار يعقوب أوجين منّا ، هذه القرية كما أسماها الصغيرة في حجمها والكبيرة في شأنها .

 آخر المتحدثين كان الصحافي والاعلامي العراقي الشاب علي محسن الذي تعرف على المرحوم قبل سنتين ونيف عن طريق صحيفة العراقي التي كان يصدرها الفقيد في سان دييغو،حيث التمس فيه الصراحة وكان متشوقا للتعرف على الجيل الجديد للصحفيين العراقيين وتشجيعهم، كان للفقيد طموح تأسيس فضائية كمنطلق كبير لصوت العراقيين في المهجر لكن يد القدر كان متعجلا في هذا الامر. يقول الاستاذ علي باني كنت أسأل الدكتور ثائر قبل المجئ الى اي جلسة ادبية هل الاستاذ صباح سيكون حاضرا فيها أم لا؟ لقد كتب على المثقف العراقي أن يموت ويدفن غريبا وهذا المشهد يتكرر مع صباح كبوتا بعد الشاعرة العراقية التي أغنت الثقافة العراقية نازك الملائكة، وهذا هو قدر المثقف العراقي في هذا الزمن الصعب ، صباح.... ستكون في ضميرنا والى جنات الخلد .