الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

الثقافة العراقية في المهجر وكوابيس هلسنكي

 

 

 

 

زوعا اورغ -ميشيكان: 10 تشرين الاول 2012/

 

      "الحجر اثقل وأركز في تربته" هكذا وصف الكاتب يوسف ابو الفوز معاناة المبدعين العراقيين الذي اضطروا للهجرة الى خارج الوطن والصعوبات التي يمرون بها خارج "تربتهم" ووطنهم العراق. جاء هذا في سياق الامسية التي اقامها الاتحاد الديمقراطي العراقي للكاتب والاعلامي العراقي يوسف ابو الفوز يوم 5 اكتوبر 2012 في ولاية مشيكان الامريكية والتي كانت بعنوان الثقافة العراقية في المهجر وكوابيس هلسنكي (في اشارة لكتابه الاخير).

 

قدم الضيف العزيز ابو الفوز الزميل جميل اوسي (جاويد) مرحبا بالحضور وساردا نبذة مختصرة عن حياة ونشاط ونضال يوسف ابو الفوز.   

 

ابتدأ الضيف العزيز الامسية بالإشادة بنشاطات الاتحاد الديمقراطي، مستذكرا موقف الاتحاد في التضامن مع السجناء العراقيين في استونيا عام 1993 حين اختاره السجناء ليكون ممثلا لهم. ثم تحدث عن اهم المراحل في حياته ابتداء بالبيت الذي نشأ فيه ، في مدينة السماوة، وتعرضه للسجون والملاحقات في بداية حياته، واشاد بالمدرسين والاصدقاء من مثقفي المدينة الذين قدموا له التوجيهات لدراسة التراث والادب العربي والعالمي .ومن ضمنهم زميلنا الشاعر السماوي "اسماعيل محمد اسماعيل" والذي كان حاضرا في الامسية. وفي اوائل عام 1978 عندما بدأ النظام بحملة التنكيل بالشيوعيين والوطنيين اضطر ابو الفوز لترك الكلية والاختفاء، حتى انتهى الامر به الى السفر الى الكويت عبر الصحراء السعودية مشيا على الاقدام. مارس العمل الصحفي لفترة في الصحافة الكويتية بعدها انتقل الى اليمن الديمقراطي ثم التحق بحركة الانصار في كردستان العراق لفترة ثمان ســنوات، حتى اســتقر فيه المقام في "فنلندا".

 

اعطت هذه الوقفات المتعددة في حياة ابو الفوز روافد كبيرة ادت الى اغناء تجاربه الصحفية والادبية إذ كتب المقالات السياسية والقصة وكتب للمسرح، وعمل ايضا ولايزال مراسلا لصحيفة "طريق الشعب". ووفرت له هذه التغيرات الفرص للتعرف على الثقافات والحضارات المتنوعة مثل الكردية والروسية والفلندية، وعن تجربته في فلندا تحدث الضيف ابو الفوز عن عمله ودعمه للثقافة الانسانية في فلندا عن طريق الاندماج وليس الانصهار في الثقافات العالمة والاستفادة من تجاربها المختلفة.


اما ما يخص الثقافة العراقية وهمومها فأشار الكاتب ابو الفوز الى ارتباطها بتطورات الوضع السياسي في العراق، وقال إن الصعوبات التي مر بها المثقفون العراقيون ابتدأت منذ بدايات النظام الديكتاتوري البائد ومحاربته للمثقفين والمبدعين العراقيين، ثم جاءت حكومات المحاصصة البغيضة لتكمل مسيرة الاقصاء والقمع والتي ادت الى هجرة آلاف المثقفين وانحسار عطائهم عن للشعب والوطن.

 

ولكن الكاتب ابدى تفاؤله في جيل المثقفين الجدد من خلال اشارته لمهرجان "انا عراقي ... انا أقرأ" ولرسالة المبدعة "روان" الى الشعب العراقي بالتمسك بالقراءة والتعلم للعودة الى الابداع والمعرفة الذي عرفه العراق لأجيال خلت.

 

وأغنت أسئلة ومداخلات الحضور واجوبة الكاتب ابو الفوز عليها الامسية، وغطت المجالات السياسية والثقافية وسلطت الاضواء على الممارسات القمعية التي تقوم بها الاجهزة الامنية ضد المراكز والنوادي الثقافية وشارع المتنبي، والتي تعمق الفجوة بين أحزاب الاسلام السياسي وسياساتها وبين تطلعات الشعب العراقي التائقة للمعرفة والابداع وحرية الرأي والفكر. 


وفي نهاية الامسية وقع الكاتب يوسف ابو الفوز كتابه الجديد "كوابيس هلسنكي" وهو رواية تتحدث عن الإسلام السياسي والتطرف الديني في أوربا وصلة ذلك بالإرهاب في العراق.