الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

على حدائق الزوراء ...

انطلاق مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013

 

 

 

 

 

متابعة – ابراهيم اسحق :  انطلقت يوم السبت 23 اذار فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 في حدائق متنزه الزوراء وسط العاصمة بحضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الثقافة سعدون الدليمي فضلا عن عدد من الوزراء والنواب والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

كما حضر حفل الافتتاح وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب ووزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي ووكيل وزارة الثقافة في دولة الامارات العربية المتحدة بلال البتار ومساعد وزير الثقافة اللبناني فيصل طالب بالإضافة إلى وفود من كل من اليمن وموريتانا وصربيا.

كما حضر حفل الافتتاح عدد من الوزراء والنواب وكبار رجال الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية في بغداد وعدد كبير من المثقفين العراقيين والعرب وحشد كبير من الوفود العربية والأجنبية.

وأقيمت احتفالية الافتتاح داخل خيمة ضخمة أقيمت على أرض متنزه الزوراء وسط بغداد، بمشاركة عربية واسعة نحو 300 مثقف ومفكر وشاعر عربي وأجنبي، فضلاً عن وفود ثقافية رسمية عربية وسفراء الدول العربية.
وتضمن حفل افتتاح "بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013" تقديم عروض فنية وافتتاح عدد من المعارض للكتب واللوحات التشكيلية والمقتنيات الشعبية.
وتشمل فعاليات المهرجان عشرة مواسم فنية وثقافية، تضم عروضاً مسرحية وسينمائية وفلكلورية وتراثية ومعارض للرسم والكتاب، إضافة إلى تنظيم زيارات للمشاركين إلى المواقع الأثرية والتراثية في بغداد.

وبدء الاحتفال بعزف السلام الجمهوري وبعدها تم قراءة آيات من الذكر الحكيم وبعدها القى الناطق باسم بغداد عاصمة الثقافة العربية الدكتور نوفل ابو رغيف معلنا افتتاح فعاليات المهرجان

الذي تضمن القاء لكلمات وزير الثقافة ورئيس الوزراء والامين العام للجامعة العربية، كما وتضمن برنامج الاحتفالية مشاركة الفنان العراقي نصير شمة بعزف مقطوعاته الرائعة وكذلك فرقة الانشاد العراق واختتمت دار الازياء العراقية فعاليات المهرجان.

 المالكي خلال افتتاح المهرجان

 وفي كلمته له خلال افتتاح مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 رحب رئيس الوزراء نوري المالكي بالضيوف قائلا: "نرحب بالأشقاء العرب الذين حلوا اهلا في مدينتهم بغداد منارة العلم والمعرفة على مر العصور متمنيا لكم طيب الاقامة ولمهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية النجاح والتوفيق، وكلي امل وثقة ان يشكل المؤتمر اضافة جديدة لما قدمته بغداد من انجازات في حقول المعرفة والثقافة والابداع على مر العصور".

واضاف المالكي : "لقد لعبت بغداد دورا ثقافيا رياديا وان ما حدث من تراجع لهذا الدور يبقى شيئا استثنائيا لا يمكن ان تستسلم له مدينة السلام ولا يمكن ان تستكين لحالة الجهل والتهميش التي وضعها فيه النظام السابق".

واستطرد قائلا : "ان الثقافة تستمد قوتها وقوامها واصالتها من امتدادها وتجذرها ، وان الثقافة في كل بلد هي تراكم للمعرفة والفنون والعلوم والآداب ، وهذه الصفات هي ما يميز الثقافة في بلد الثقافة ومدارس المعرفة والآداب واللغة، فثقافتنا ممتدة في عمق الزمان من الاف السنين عبر محطات وحضارات سادت في بلد التشريع والقانون وابداع الحرف وهي متراكمة وكل جيل يقدم نتاجه للأخر".

ونوه المالكي في كلمته : "الثقافة لا تنمو الا في اجواء الحرية التي تمثل الربيع الحقيقي للثقافة وكذلك الاستقرار واحترام الانسان والعلم والعلماء ووجود نظام سياسي يؤمن بذلك ويؤمن له الدعم والحماية والمتابعة الايجابية. وليس ملاحقة العلماء والمبدعين وزجهم بالسجون واعدامهم وحرق انتاجهم كما شهد العراق في ظل حكم البعث او كما حدث في بغداد حين تعرضت لموجات من الهمجية والجهل فاستهدفت المكتبات ورمت بكل الاثار وما انتجه العقل العراقي وغيره في نهر دجله. وكانت بغداد تشع علما ومعرفة حين كانت اوربا وغيرها تعيش تحت وطأة محاكم التفتيش ومصادرة الحريات مما ادى الى توقف الابداع بتوقف العقل البشري عن التفكير والتحليل".

ولفت المالكي في كلمته الى العمق الحضاري للعراق ارض الرافدين : "لقد كان العراق بما يمثله من تاريخ حضاري وموقع جغرافي حلقة وصل بين الشرق والغرب ومقرا وممرا للثقافات المختلفة.. كانت بغداد تحتضن هذه الثقافات على تنوعها وتتفاعل معها وتضيف عليها وتضع عليها احيانا بصماتها الخاصة، واذا كان لشيء ان يتحرر من قيود السفر والتأشيرات وتراخيص الدخول والخروج فان الثقافة هي المصداق الحقيقي لذلك. وامتازت ثقافة العراق بتنوعها حيث جمعت بين العلوم التطبيقية والعلوم الانسانية ( لقد جمعت الطب والهندسة والكيمياء والفلك الى جانب الآداب والفنون والفقه والفلسفة)".

ودعا المالكي المثقفين العرب الى التركيز على النقاط التي تجمعنا وتوحدنا: "ان الثقافة العربية رغم تنوعها فإنها متصلة في محور واحد يضيف اليه كل شعب من الشعوب العربية عنصرا جديدا ولونا اخر يزيده ثراءا وبهاءا لا انقساما وتراجعا وعلينا التركيز على العناصر المشتركة التي تجعلنا ندور في منظومة واحدة غير متنافرة مع بعضها ولعلنا موحدين ليس فقط بطبيعة ثقافتنا التي تحتضن الجميع على اختلاف ادياننا ومذاهبنا وحتى اعراقنا ولكن طبيعة التحديات الثقافية التي نواجهها هي الاخرى مشتركة وذات طبيعة واحدة. وفي مقدمة هذه التحديات ما نواجهه اليوم من موجات تطرف فكري وثقافي تهدد كل ما بنيناه".

وشدد المالكي في كلمته على ان ماتعانية الشعوب العربية من انقاسمات وعدم واستقرار يمثل انتكاسة ثقافية وسياسية: "ان ما نعانيه اليوم من اضطرابات وانقسامات وعدم استقرار وربما ما يشبه الفوضى احيانا انما يمثل انتكاسة ثقافية قبل كونها انتكاسة سياسية وقد يكون ذلك جزءا من نتائج القمع والاستبداد والدكتاتورية التي سيطرت على العديد من الشعوب العربية طيلة العقود السابقة".

داعيا : "ان تكون المعالجة ثقافية ننقذ بها اجيالنا من ان تكون فريسة للتطرف والحقد ونبش التاريخ لإيقاظ كل ما فيه من شحنات تفرقة وضغائن لتكون حطبا لإذكاء نيران التطرف المتصاعد في كل ناحية من انحاء العالم العربي".

مؤكدا : "لا يمكن ان نهزم التطرف بالعنف لان العنف يولد عنفا مضادا وهكذا نقع في دائرة لا تنتهي". مجددا دعوته:"من هنا اتوجه بالنداء الى كل المثقفين والمفكرين والادباء والعلماء بضرورة العمل على نشر ثقافة الاعتدال والتنوير بدل الجهل والظلامية وادعو الى ان يكون هذا الموضوع محورا اساسيا من محاور النقاش في هذا المهرجان".

ولخص بالقول في ختام كلمته : "ان الموجة الظلامية اذا ما قيظ لها لا سمح الله السيطرة على عقول الشباب فان ذلك سيكون خطرا يضاهي خطر الاحتلال المغولي والتتري وكل موجات الاحتلال الاجنبي التي تعرضت لها بغداد او اية عاصمة عربية اخرى. اذ لا ثقافة ولا ابداع ولا فن حقيقي بدون الحرية وزوال مظاهر الخوف والارهاب. وانه من حقنا ان نفتخر نحن في العراق ان ابواب الحرية مفتوحة امام المبدعين ولا احد يسجن بسبب راي او اعتقاد او فكرة معينة ولا يوجد سجين واحد لدينا بسبب راي عبر عنه او فكرة بشر بها او عقيدة اعتنقها او عمل فني او ادبي انتجه، وهذا ما يجعلني واثقا ان بغداد ستعود قريبا لممارسة دورها الثقافي والفكري والادبي المعهود وسترون كم هو معطاء شعبنا العراقي العظيم الذي سيجعل من بغداد منارة للعلم والمعرفة وقيم التسامح والمحبة ونبذ العنف والكراهية".

 وزير الثقافة يستهل حفل الافتتاح

من جانبه استهل سعدون الدليمي كلمته الافتتاحية في مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013 بالاعتذار من "التشدد الامني" وقال ان "هذا التشدد هو لتفويت الفرصة على المغرضين وخوفنا من الصيادين ومصاصي الدماء من تخريب هذا الاحتفال"، مضيفا ان "هناك من لا يريد للعرب ان يلتقوا ابدا ولا يريدوا لبني آدم أن يفرحوا".
وأضاف الدليمي أن "اقامة مهرجانات الثقافة في العواصم العربية هو رد على المشككين بثقافة العرب وتأكيد أن ثقافة العرب ليست ثقافة الزوايا والدهاليز المظلمة".
ودعا الدليمي "اهل الفكر والابداع وصناع الموقف الى مضافرة جهودهم في ترسيخ الثقافة العربية وترسيخ ثقافة الأوطان والانسان وليس ثقافة السلطة".
وأكد الدليمي أن "اخطر ما يهدد الأمة في هذه الفترة والحقبة التاريخية المثيرة للجدل هو هيمنة السلطة على المشهد الثقافي للامة"، دعا إلى ضرورة أن يكون هذا الملتقى منطلقا لبناء مشروع عربي ثقافي متكامل عنوانه (الثقافة الجامعة(.

وبين وزير الثقافة العراقي ان "هذا المشروع يؤكد التنوع والاعتراف بثقافة الآخرين ونبذ العنف والتفرقة ويكمن على اسس التعايش السلمي الاجتماعي"، مؤكدا أن "مشروع الثقافة الجامعة قادر على مواجهة الثقافة الظلامية والتشدد"
وفي ختام كلمته تعهد الدليمي بأن "تكون بغداد وعلى مدار سنة كاملة داعمة ومفتوحة أمام المبدعين والمثقفين العرب".

الاستعدادت

وكانت بغداد قد استقبلت وفود عدد من الدول العربية والاجنبية المشاركة في حفل افتتاح مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية وكانت التحضيرات لهذه الفعاليات قد اكملت في وقت سابق لهذا الكرنفال الذي يعد من اهم الاحداث الثقافية والفنية التي ينتظرها الفنانون والمثقفون العراقيون حيث هيؤا عددا من الافلام والعروض المسرحية والاوبريتات والفعاليات الفنية الاخرى التي تغنت بحب بغداد وتراثها وتاريخها.

 افتتاح ساعة القشلة عشية انطلاق المهرجان

 وعشية انطلاق فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية تم افتتاح ساعة القشلة صباح الجمعة 22 اذار الجاري.

حيث افتتح مبنى القشلة بعد ترميمه واصلاح ساعة القشلة التي دام صمتها لسنوات عديدة عشية انطلاق فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية في احتفالية كبرى بمناسبة الافتتاح والتأهيل لأبنية وقاعات وحدائق وساعة القشلة في شارع المتنبي.

وتعتزم المحافظة ايضا أعادة تأهيل وترميم مبنى دار الوالي والمتصرفية القديمة خلال الفترة القليلة المقبلة، كذلك عمل ترميمات وتعديلات جديدة لمبنى القشلة كانشاء بوابة حضارية جديدة تليق بمبنى القشلة قريبا ونصب 12 مدفعا تراثيا على نهر دجلة فضلا عن إقامة قصر ثقافي في المتصرفية وتطوير قاعات المتصرفية ودعوة الجميع لتقديم الافكار المناسبة للاستفادة من قاعات مبنى القشلة وعمل بازار سياحي داخل القشلة ونصب لوحات لعرضها أمام زائري القشلة وعمل متحف في الطابق الثاني منه واستثمار المناطق الاثرية والتراثية في العاصمة فضلا عن عمل متحف للتعريف بانجازات العلماء العراقيين والابتكارات البغدادية.