همسات للتذكير فقط

 

 

                                                           

                                                                يوسف شكوانا

                                                                                

           تناقلت بعض وسائل الاعلام الالكترونية مؤخرا خبر تأكيد المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية دعمه لشعبنا المسيحي في الوطن وبعضهم حصر الوعد بالكلدان فقط وهلل البعض للخبر واعتبره نصرا ما بعده نصر ونشره بطريقة لا تدل الا الى التهريج الاعلامي غير مكترثين بنتائجه وافرازاته وتداعياته على اهلنا في الوطن، وهنا اثني على جهود الذين عملوا من اجل صدور مثل هذا التصريح الذي ليس لدي اي اعتراض على عملهم ولكن الخطأ باعتقادي هو في نشره بهذه الطريقة وكأنه حقق كل اهداف شعبنا في الوقت الذي لم يلمس شعبنا اي شئ منه لا بل قد تكون انعكاساته سلبية عليه بسبب اوضاعه والمحيط الذي يعيش فيه فلو فكرنا قليلا بالحماية المزعومة بعد تجربة السنوات التسعة الماضية لتوصلنا الى نتيجة واحدة هي ان نشر مثل هذه الاقوال تكلف شعبنا في الوطن الكثير وتزيد من عمليات استهدافه فما هي مصلحة شعبنا من التطبيل لهكذا اقوال التي تزيد الطين بلة

حنين البعض الى المياه العكرة

الكل يعلم بالزوبعة التي اثارها البعض حول موضوع رئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الاخرى فما ان صدر ايضاح بطريركيتنا الكلدانية حول الموضوح حتى اخذت مقالات الخارج تنهال مباشرة كزخات المطر وبعد ساعات فقط من نشر الايضاح واستمرت باعتماد اعداء مسيرة الشعب على الكمية وليس على النوعية فمنها ظهر ان معظمهم لم يكن لديه اية معلومات عن هذه الدائرة وعدد المرشحين وهويتهم ومن رشحهم وسياق الاختيار بحسب القانون، بمرور الايام اخذت الحقائق تنجلي والتهم تفند والتهميش المزعوم يتبخر وتجاوز الصلاحيات يغيب فهدأت الزوبعة قليلا لدى البعض الا ان البعض الاخر لا يزال يرجع الى تلك الفترة التي تعكرت فيها المياه ليجد فيها المناخ المناسب كي يكتب بنفس اللغة التي مل القارئ منها واصبح يعرف محتواها ولهجتها من اسم كاتبها

الدور الغائب للطبقة الواعية.

بدا البعض بنشر كتابات التفرقة والانقسام وتشويه الحقائق قابلها الحريصون على مصلحة شعبنا بالسكوت (باستثناء القليل جدا) معللين سكوتهم بان مصلحة شعبنا تتطلب الابتعاد عن المهاترات الجانبية والتي لا يجني منها غير المزيد من المآسي، الا ان الفريق الانقسامي رأى في ذلك خلو الساحة له فمضى بعيدا في نهجه وافتراءاته وتزويره للتاريخ وتخوينه وتطاوله بكلمات نابية على كل من لا يركب في عربته الانقسامية المرفوضة، ونتيجة نهجهم هذا اخذ المثل (لقد طفح الكيل ووصل السيل الزبى) يتردد على السن عديدة، والمضحك انه بسبب هذا السكوت اعتقد البعض انه يغرد داخل السرب وشر البلية ما يضحك.

اذا عرف السبب بطل العجب

بعد عام 1991 وظهور زوعا اعلاميا وفي المهجر كان ازلام النظام البائد ينتقدونه ويقفون ضده لانظمامه الى صفوف المعارضة العراقية التي كان هدفها اسقاط النظام الذي خدموه واخلصوا له بالضد من مصلحة شعبنا والملاحظ بعد عام2003 ان بعض اولئك غيروا بدلتهم ذات اللون الزيتوني بلون آخر الا ان عداءهم لزوعا لم يتغير واذا يعتقد البعض ان تغييرهم للونهم جاء نتيجة صحوة قومية فاقول ما عليكم الى البحث في كوكل عن مواقع حزب البعث العراقي لتجدون كتاباتهم وترديدهم للشعارات البعثية الاستفزازية ومبايعتهم (للقائد والمجاهد والشهيد كما يسمونه) وكأننا ما زلنا في عهد النظام المقبور، انهم لم يتغيروا لا ايمانا ولا اسلوبا وانما مظهرهم الخارجي فقط وبعد اطلاعكم على كتاباتهم واقوالهم تتوصلون الى سبب وقوفهم ضد زوعا

لو حكمنا بالعدل فالمنصب الوزاري في الاقليم من نصيب المجلس الشعبي

نشرت في الاونة الاخيرة بعض المقالات حول من يشغل المنصب الوزاري المخصص لشعبنا في الاقليم وتباينت الاراء حول الموضوع والاسس التي يجب الاعتماد عليها في الاختيار كان اغربها راي الذين يغردون خارج السرب القومي الوحدوي منطلقين من النظرة الضيقة في العزف على وتر التقسيم ومنح درجات الاخلاص حسب هواهم الى درجة ان احدهم حكم على وزير المستقبل الذي لم يحدد بعد مشترطا ان يكون من السائرين في خطه المرفوض شعبيا والا فسيكون (مكتفيا بمنصبه وراتبه الشهري ومصلحته الذاتية) اما اذا كان من جماعته فيقول عنه مسبقا (يتعامل بشفافية ولا يبيع نفسه وقراره من اجل حفنة من الدراهم) وهكذا يتهم الكل باستثناء من يوافق عليه بالخيانة وعدم الاخلاص! ولما يعلم جيدا ان نتائج الانتخابات لم تكن في صالح نهجه فاكد على موضوع (التعيين) لاغيا الاستحقاق الانتخابي وارادة الشعب التي عبر عنها بكل حرية في الانتخابات

ربما يقول البعض انني اقترح ان يكون الترشيح من قبل زوعا، وقبل ان يذهب هذا البعض بعيدا في تخميناته واتهاماته اقول وان كنت اتمنى ذلك الا ان جوابي هو بالنفي لان الذي فاز رسميا بثلاثة مقاعد من مجموع المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا أي (60%) في اقليم كردستان هو المجلس الشعبي لذلك يستحق بجدارة ترشيح من يراه مناسبا لشغل هذا المنصب لحصوله على التخويل من قبل الاكثرية لتمثيلنا في الوقت التي حصل زوعا على مقعدين اي 40% من مقاعدنا.هذه هي الحقيقة وهكذا يجب ان نتعامل معها فليس كل ما يتمنى المرء يدركه، ان الذي يختاره الفائز يعتبر مختارا من قبل الشعب باكثريته لا كما يدعي البعض ويمنح نفسه صلاحية الاختيار معتبرا نفسه ممثل الشعب والمتكلم باسمه من غير اي تخويل. فكما فاز زوعا بجدارة بثلاثة مقاعد من اصل خمسة بينما فاز المجلس الشعبي بالمقعدين الاخرين في برلمان بغداد لذلك استحق زوعا ترشيح من رآه مناسبا للمنصب الوزاري

لا ترمى بالحجارة الا الشجرة المثمرة

ليس بخاف على احد شراسة الهجمة على زوعا اذ قلما يمر يوم من غير مقالة او اكثر ضده هذا في الايام التي تكون المياه فيها صافية اما اذا تعكرت لاي سبب فتصدر التعليمات وتنزل المقالات بالجملة كل يظهر شطارته بكيل التهم والشتائم التي لا تعبر الا عن اخلاقية كتابها، ان هذا البعض يستهدفه بكل كتاباته حتى في المواضيع التي لا علاقة له بها، والاسباب المعلنة للاستهداف تتغير بين فترة واخرى الا ان الهدف يبقى ثابتا، فحاربوه لحضوره مؤتمرات المعارضة ثم لدعمه التعليم السرياني وقبلها لاشتراكه في حكومة اقليم كردستان ولمسيرات الاول من نيسان ولدعوته لانعقاد مؤتمر بغداد ولعدم مشاركته بمؤتمر اربيل، انتقدوه لغياب العمل المشترك ثم وقفوا ضده بسبب العمل المشترك... ومن كثرة هذه المقالات رغم معدودية كتابها يقف البعيد عن الواقع مستغربا ويسأل: لو كان بعض ما يكتب صحيحا فكيف بقي زوعا موجودا لحد الان وهل الجماهير التي تؤيده وتنتخبه لا ترى الحقائق على الارض؟ وبالرجوع الى تاريخه ومسيرته واعماله وتضحياته وانجازاته نتوصل الى حقيقة واحدة لا غيرها وهي: لا ترمى بالحجارة الا الشجرة المثمرة، ولكن هذه الحجارة لا تصل لانها ترمى من وراء البحار والمحيطات.