كركوك وطن مصغر ولوحة يزينها حب الناس

                                                                                     فهد عنتر الدوخي                   

         محافظة كركوك وطن مصغر, في ذاكرة أبناءه قواميس منشورة على أديم المجد منذ ان توحدت أرابخا(1) مع القلعة الشامخة على ضفاف الخاصه صو(2) وحتى نارها الأزلية التي أضاءت مكامن تاريخ هذه المدينة بكل مدياتها المفعمة بفنون الحياة , كلوحة يزينها حب الناس وسعيهم المحموم نحو العيش على شاكلة كل المجتمعات التي تتآلف بروحية متجذرة البنيان تحكمها ثقافة الإحترام المتبادل

      هذا الذي يزين صلاتها وإرتباطها بموروثها ونسيجها المتفاعل الحي , فهي تختزن في ذاكرتها أعلام تركوا أثرا مشرقا في سيرتها الذاتية وبكل لغاتها المعروفة, وعندما نتصفح آفاق كركوك بعقل مستقر وروح راجحة وصدر رحب , نعثر على نفحات صوفية من التألق والسلام والتراحم, هي ذاتها( أرابخا) بدلالتها التاريخية وتوغلها في تخوم الزمن تروي لنا حكايات عن صور البناء الذي لازال شامخا ورصينا في كل مفاصلها, ولم تتعالى عن ماضيها الذي منحها ولازال يزودها بحقن من الإبداع والتفوق, وحتى مسميات أحياءها العامرة بالعشرة الطيبة والتواصل الأجتماعي المميز بين مكوناتها يشير بلا أدنى شك الى متانة علاقاتها بالمجتمع العراقي الأم, وأحياءها(إمام قاسم,بريادي , شاطرلو, عرفة, القصاب خانه رحيم آوه ,الإسكان, حمام علي بيك, كاور باغي, ألماس),وأنت تتجول بين أسواقها تطرب الى كلمات أعتاد الكركوكليين أن يتجاذبون أطراف الحديث مبتدئين بها(عيوني , جيوزم, سرجاو, بسيما )وفي مراحل حياتها كافة كمدينة عراقيةلم تمر مناسبة في البلد إلا كان لأبناءها دورا مميزا ومواكبا لأية نهضة وفعالية سواء كانت عراقية اوعربية أو عالمية جان دمو وسركون بولص ومؤيد الراوي وفاضل العزاوي وجليل القيسي وأنور الغساني ، محمد صابر محمود,محي الدين زنكنة, فاروق مصطفى, عبداللطيف بندر اوغلو,حسن كوثر,نرمين المفتي , منور ملا حسون.. منهم من رحل الى جوار ربه ومنهم من هوبيننا لازال يحمل مشعل النور بيده عطاءا وعلما وموهبه, ومن رموز كركوك,شركة نفط الشمال,شركة غاز الشمال, معمل السمنت, جامعةكركوك,المعهد القتني,ودوائر المحافظة الأخرى التي تقدم خدماتها في الوقت الحاضر بإشراف ومتابعة مجلسها الموقر مجلس محافظة كركوك الذي يضم أطياف ومكونات الشعب بعربه وكرده وتركمانه وكلدو اشور بشفافية وقد تطورت خدماتها في السنين الأخيرة لترتقي الى طموح المواطن في كركوك بإستثناء بعض الخدمات المعقدة التي لها ارتباط في الحكومة المركزية, وقد تميز موظفيها بالعطاء والتفوق من خلال انجازاتهم الوظيفية ومشاركاتهم في الدورات التطويرية التي تنفذ في العراق وفي الدول المجاورة وهنالك منظمات المجتمع المدني التي تنظم الفعاليات والأماسي الثقافية والأدبية والأجتماعية..البيت الثقافي التابع لوزارة الثقافة وإتحاد الأدباء والكتاب فرع كركوك...

وفي الوقت نفسه تشهدالمدينة نهضة عمرانية وحضارية واسعة من خلال إنشاء شبكة طرق حديثة تتمثل بتشييد معابر وفضاءات كونكريتية وأنفاق وجسور في تقاطعات الطرق التي شهدت في السنوات الأخيرة تزاحم في مرور المركبات والأختناقات التي تؤدي الى عرقلة حركة الناس والمارة, فكانت إستجابة السيد محافظ كركوك الدكتور نجم الدين عمر كريم لمتطلبا ت العصر ومواكبة للتطورات التي يصنعها العالم ,ولكونه رجل محب لبلده وإن سيرته الوظيفية رغم قصرها فإنها تكللت بالإنجازات السريعة لخدمة المواطن وبنزاهته التي يشهد لها التاريخ وأبناء المحافظة والتي إتسمت بالعدالة دون التفريق بين مكون وآخر, كذلك نهضت المحافظة بتطوير الساحات العامة والمرائب والحدائق ومدن التسلية والألعاب كما تلاحظ حجم ونوع المنشآت السياحية المتمثلة بالنوادي الإجتماعية والمطاعم وتشهد تلك الاماكن حركة رائعة إذ ترتادها العائلة الكركوكلية في كل أيام الإسبوع خاصة بعد أن تحسن الدخل الشهري للعائلة , و تلاحظ شوارعها وقد أكتظت بالسيارات الفارهة الحديثة, ذات الموديلات الجديدة كما تشهد المحافظة حركة نشطة في بناء الدور السكنية وفق أحدث المواصفات العالمية إمتدت حتى قصباتها وضواحيها القريبه..

(1)  اسم مدينة كركوك في التاريخ

(2)نهر  موسمي   يخترق المدينة