أزلية الأمكنة

 

 

                                                              

                                                                                                  ذنون محمد

          بين أضلعي أشتياقات مزمنه أرهقتني وبت أزفها لك كل صباح مع النسائم البارده لتصل الى دفئك وتغزو هاجسك الجميل وتنسج في خيالك الخصب العطش الى كلماتي العاشقه الى روحك الازليه التي باتت في مخيلتي أثرا لابد من الاصغاء الى نداءاته المتكرره التي باتت هي الاخرى متعلقه بك الى حدود عانقت الانين الذي يسكن داخلي .

 

         باتت كلماتي يا فتاه المعهد تجد المأوى لها هاهي باتت الان تستقر بين جدرانك الاربعه وباتت همسا يضرب المكان ويكرر النداء لك . أينما تذهبين ترافقك في أي ترحال كأنها الحارس لك من كل شي ربما يؤثر بك لا اريد ان تضربك اشعه الشمس وبت اكره البرد ان أثر على روحك وبت اكره ضجيج السيارات ان أرهق مسمعك وأصابك بأي أرتباك. انت قمري الجميل بل منك القمر أستمد طبيعته وبات يشعر بألغيره من وجودك وتأثيرك في هذا الوجود القائم ..روحك أزليه تكونت منذ بدء الخليقه والى الان الا ان سكنت في جسدك وباتت تحركك كيفما تشاء وباتت تنقلك بين مجاميع البشر تنتقلين مع الاف البشر بين زحامات الحياة وهي تقودك الى دار قداستك في المعهد .. كل من يراك لا يعرفك ولا يلتمس فيك ما التمس انا من قداسه او روعه او هيبه او سكون ازلي يحمل التاريخ كله بين جنباته كما لو كنت من تلك الالهه المقدسه التي عشقها القدماء لما وجدوا فيها من أثر وحكمه ودلاله فيك التمس شظايا الفكر ورونق الكلام . احيانا أصحو على حلم يوقض في داخلي الجرح وتبدأ دورة التفكير تأخذ مداها .قلت في نفسي ما لكلماتي لا تجد في داخل ذلك الكائن ولو مكانا ضيقا لتستقر بين زواياه لتجد الدفء لها او الاستقرار الذي يجنبها الصدمه  قال هاجسي ورن  لي الهمس بأن احمل خطواتي وأتجه الى قلاعها الحصينه ربما وجدت في تلك الارض ولو بعض الاجوبه التي تشفي الغليل او التي تريح النفس من ألامها  وتزيل التعب عن جسدي ومنطقي وتفكيري .اتجهت اليها وانا لا اعلم من مكانها سوى أنها تقطن في احد الاحياء الراقيه حي كبير يسرح فيه الخيال وتنام الفتيات على اكف الراحه يجلسن حبيسات الغرف ليقضين ساعات الراحه بسماع الاغاني او مشاهده الفيلم الاجنبي .فتاتي متعلقه بثقافه الغرب تستمع ربما اليها لكنها لا تنسجم مع افكارها ربما اعجاب فقط او حب التعرف  ولكن يحكمها المجتمع الشرقي والنظره الى المراه ..وصلت خطاي الى ذلك الحي وبدأت اتمشى في شوارعه لا ادري اين تقودني قدماي المهم ان اتجول بين اثارها ربما هنا لامست خطوتي خطوتها او ربما وقغ نظري هنا الى مكان كانت قد رأته فأتحدت الرؤى بأثر واحد.اتصلت بها واخبرتها اني يا اميرتي في حييكم اتجول اخطوا بين شوارع تميل الى قله الحركه ربما الجميع جليس البيت هربا من برد الخارج الى دفء الداخل اطلقت ضحكتها الرائعه وقالت اين بالضبط قلت لها بألقرب من تلك المدرسه قالت نحن اخر الشارع .تملكني شعور ان ارجع وبدأت خطواتي بألتثاقل صراع بين الاقتراب من رؤيتها وصراع يدعوني الا ان اعود منكبا على همسي عشيق الخيال والذكرى وحلم التمني  فلا أتحمل النظر الى ذلك الملاك الذي قررت في داخلي يوما ما أن اجعله غائبا بألصوره وأن أستمع الى كلماته فقط ..مشيت ومشيت وقررت العوده ادراجي الى اوراقي ومحبرتي لتغرد لها كل يوم بحكايه تنسج لها الاحرف وتخاطبها عن بعد قدر أمنت به فلا داعي الى خرقه او الطعن بأثاره.