البرنامج السياسي للتجمع الوطني الكلداني اجندة الغير بلباس كلداني لمصلحة من ؟

 

 

 

 

 

 

                                                       كامل زومايا

                                                           

            

          تأسست عشرات الجمعيات والاحزاب  السياسية بعد انهيار النظام الدكتاتوري في نيسان 2003 وبغياب اقرار  قانون الاحزاب  ادى ذلك نشوء احزاب وتجمعات وهمية حيث لا يتعدى عدد اعضاءها مع عوائلها اصابع العشرة فهؤلاء الاعضاء الذين لايتعدى عددهم اصابع اليد هم الهيئة التأسيسية وهم لجنتها المركزية ومكتبها السياسي ، كما تشكلت العديد من المؤسسات ظاهرها ثقافية ادبية ولكنها تمتهن السياسة في نشر الاكاذيب والتلفيقات ضد تطلعات  شعبنا،  واذا دققنا في اسماء بعض المنظمات على سبيل المثال لا الحصر كالتجمع الوطني الكلداني واتحاد الادباء والكلدان العالمي وقياديي نهضة الكلدان عبر القارات ومسميات اخرى نرى ان المناصب وليست المسؤليات تقسم فيما بينهم (هاي الك وهاي الي) ( داور كيسه )، عموما ان الغاية من تلك التشكيلات الوهمية مبعثها اجندة مدفوعة في محاولة لتقويض مشاركة شعبنا في الحياة السياسية في العراق والبرهان على ذلك بيان بأسم التجمع الوطني الكلداني في 4/آذار 2012.

قبل مناقشة البرنامج السياسي للتجمع الوطني الكلداني ، الجدير ذكره للقارئ اللبيب بأن احد قيادي التجمع مازال يترحم على النظام الديكتاتوري المقبور كما وانه يعزي القذافي "بأستشهاد" رفيقه المقبور صدام حسين صاحب المقابر الجماعية وعمليات الانفال السيئة الصيت حيث  ينعته بشهيد الامة العربية.. اي وقاحة هذه  ان تصل بهولاء الذين يسفهون نضال شعبنا وشهدائنا من جميع المكونات العراقية ويتبجحون بأنهم مدافعين عن شعبنا الكلداني !!!

ان شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لم يصبه العقم لكي يكون مثل هؤلاء مدافعين عن شعبنا، فشعبنا شعب ولاد برغم المحن وبالرغم ما يتعرض له من مخطط لزواله والى الابد  ، الا انه قادر ان يدافع عن مصالح ابناءه وامن مستقبله ، لذا تشكلت العديد  من احزاب ومؤسسات شعبنا بعد انهيار النظام الديكتاتوري البغيض (المجلس  القومي الكلداني ، المنبر الديمقراطي الكلداني ، حركة السريان المستقلة ، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ..الخ ) فشاركوا في العملية للسياسية الجارية في الوطن  ولهم مكاتب في الوطن وممثلين في المهجر من اجل الدفاع عن مصالح شعبنا بالاضافة للاحزاب العريقة التي تأسست قبل انهيار النظام والتي كان لها مواقف مشرفه في الدفاع عن مصالح شعبنا ..

ان من يطلع على البرنامج السياسي للتجمع سيعرف بأن الجماعة الذين اصدروا البيان السياسي ليس لهم اي اهتمام بمصير شعبنا وخصوصيته الثقافية والتاريخية والا كيف نفسر موقف التجمع الصامت والساكت عن تصرفات اقترفت بحق شعبنا في اكثر المناطق سخونة التي يتعرض لها شعبنا الى شبح التغيير الديمغرافي في سهل نينوى والاهمال المتعمد بتقليص ميزانية 2012 للتخصيصات الخدمية لقضاء تلكيف..!  والانكى من ذلك وجود  اكثر من شخص  في  قيادة ما يسمى " التجمع الوطني الكلداني"  هم من "كبار المستشارين" في محافظة نينوى ، (معقولة الذي يمدح ويعزي الامة العربية بموت الطاغية سيكون مدافع عن قضايا شعبنا .. عجيب امور غريب قضية ).

ان  البرنامج السياسي بنقاطه الاحدى عشر ، ليس برنامجا لتجمع يدافع عن قضية شعبنا الكلداني ، بل هو برنامج لكتله بعينها  لم تتمكن ان تهضم الواقع السياسي العراقي وانهم يقفون هم وبرنامجهم  السياسي على طرف نقيض من عراقنا الجديد وارساء دعائم الفدرالية في هيكلية الدولة العراقية الجديدة ، فما زال اقليم كوردستان في ادبياتهم ينعت بالمحافظات الشمالية،  ومازال اي مطلب فدرالي يعد تقسيمي،  واي مطالبه بحقوق شعبنا في استحداث محافظة في سهل نينوى مع جميع المكونات كالشبك والايزيدين والعرب تعتبر هي مطالبة بمحافظة مسيحية ويحاولون في زياراتهم مع الشخصيات العراقية وفي الخارج ايضا يتعمدون لتشويه الحقائق والاساءة لسمعه ومطالب شعبنا عبر ممثليه في  تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية..

 ان البرنامج يحاول القفز على الديمقراطية بأسم الكلدان ، ففي الوقت الذي يطالب التجمع بألغاء الكوتا من باب المواطنة ( كلمة حق يراد بها باطل ) يطالب في فقرة اخرى بتمثيل "الكلدان" في مجلس النواب والحكومة وفي اقليم كوردستان ، اما كيف يكون ذلك التمثيل ؟؟ الله اعلم ، فمن المعروف ان الاحزاب لاي شعب تحاول ان تستقطب الجماهير من حولها لكي تنتخبها في الدورات القادمة عبر الايمان باهداف تلك القوائم والكتل السياسية، وهذا التنافس  يحسم عبر  صناديق الاقتراع وهناك استحقاق انتخابي لكل فائز وهناك مراجعة حسابات الخاسر وامنيات بالحظ الاوفر في الانتخابات القادمة،  هذه اصول وعرف الديمقراطية ، لذا نرى ان ان التجمع الوطني الكلداني الذي ليس له قاعدة جماهيرية وليس له اي عمق او حتى تمثيل في قرى وبلدات شعبنا في الوطن وفي سهل نينوى يعادي ويتحالف مع الغريب ضد اي تحالف شعبي لاحزاب ومؤسسات شعبنا ، فلا غرابة ان يعادي تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية والمعبرعن طموح وآمال معظم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر.

ان من صاغ البيان السياسي للتجمع الوطني الكلداني لازال يحن ويبكي على النظام السابق ، ففي الفقرة 6 من البيان يقول (يطالب التجمع برفع الغُبن الذي أُلحق بالشعب الكلداني منذ التغيير السياسي الذي جرى عام 2003 وحتى اليوم من تهميش واستبعاد وإقصاء. والإقرار بحقوقه القومية والسياسية الوطنية ووجوب تمثيله تمثيلاً عادلاً في برلمانَ العراق الإتحادي والإقليم الكردستاني.

يبدو من الفقرة اعلاه يريد البيان ان يتغافل او يغافل المغفلين ، بأن شعبنا قد غبن حقه منذ التغيير السياسي الذي انهى نظام الحكم الديكتاتوري في 2003 ، ويريد البيان ومن خلفه الاجندة المخفية ان تبرئ ساحة النظام الديكتاتوري ماالحقه بشعبنا من دمالا ومصائب وويلات في مناطقه الآمنة في اقليم كوردستان العراق في اواخر القرن الماضي ، فقد كانوا ابناء شعبنا وقودا لحروبه المجنونة وقد دمرت مئات الاديرة والقرى والبلدات والكنائس بما سمي في عمليات الانفال السيئةالصيت ، كما تم ترحيل جميع قرانا الممتدة  في الشريط الحدودي مع تركيا في سبعينيات القرن الماضي ، كما طالت مخالبه الاثمة الكثير من ابناء  شعبنا الذين استشهدوا في سوح النضال وفي السجون والمعتقلات ،  فكانوا نبراسا وشموعا تضيء درب شعبنا في المطالبة بحقوقه المشروعة والعيش الكريم ومدافعا عن وطنه النهرين بعيد عن الاستبداد..

الغريب انه تارة يلغي الكوتا وفي نفس الوقت يؤكد في الشطر الثاني بوجوب تمثيله تمثيلا عادلا ..!!؟؟ فباي المعايير يكون التمثيل عادلا ، اليس من حق شعبنا يختار ممثليه ام ان العملية الديمقراطية لا تحلو للتجمع الوطني الكلداني !؟..

ان من يريد ان يدافع عن مصالح شعبنا عليه ان يكون له موقف واضح بالتغيير الديمغرافي الحاصل في مناطق شعبنا في سهل نينوى..!! فهل تم ادانته واستنكاره من قبل التجمع الوطني الكلداني؟  وهل لقاءاتكم مع المسؤوليين ترفضون تلك المشاريع؟  أم ان  لقاءاتكم فقط لتنسيق المواقف في تشويه سمعة احزابنا ومؤسسات شعبنا كما هو منشور في لقاء المنسق العام للتجمع مع الاستاذ حامد المطلك في 21/ايار 2011 ..؟!! هل تم استنكار ومطالبة مجلس محافظة نينوى في رفع الغبن والتهميش والاهمال التي تعمل المحافظة في تقليص التخصيصات المالية لميزانية 2012 ، لاسيما وان اثنان من قيادة التجمع مستشارين في المحافظة فلم نسمع تقديم استقالة من ذلك المنصب الرفيع او على الاقل  استنكار في وسائل الاعلام من باب رفع العتب مثلا ..!!

ان من يريد ان يدافع عن حقوق شعبنا عليه ان ينزل من برجه العالي ليعيش مع اهله ببرد الشتاء القارس وحرارة الصيف ويرعى مصالحهم ومطالبهم لا ان يخطط الدهاليز المظلمة وقصص بالية وكأن شعبنا يعيش بأمان واستقرار وليس شيء ينقصه سوى التسمية فأي تسمية يختار البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة ، ان هذه الامور المدروسة من قبل البعض في استنزاف جهود ابناء شعبنا سوف لا تنطلي على احد وان شعبنا عبر مؤسساته الحزبية والشعبية قادر ان يميز الخيط الابيض من الخيط الاسود ...