هو وقصرها

 

 

 

 

 

                                                                          ذنون محمد

                                                                     

          

          تمر الايام وهو حبيس غرفته التي ربما لا يغادرها الا لامر هام تحولت ايامه بلياليها الطويله الى افكار تضربه بعمق من كل جانب نحو ذلك القصر الذي يراه عن بعد ومن خلاله يرى تلك الاميره ان وقفت على نافذه غرفتها وراحت تنظر بكل اتجاه او عندما تنطلق في جولاتها برفقه الحرس الخاص بها احيانا تمر من امام كوخه المتهالك بسرعه شديده. تمنعه من الرؤيا كثرة الحرس وحركه الخيول التي تنثر الغبار اليه وفي كل مكان ربما لتحجب عنه الرؤيا او عن المتطفليين .تعلق بها الى حدود التملك كأنها جزءا منه يرفض المغادره او كأنها روحا جاءته عن بعد وتعلقت مع انفاسه ...هو شاب حالم يعزف عن الحياة التي يعيشها وراح يتعلق بحلم راوده منذ صغره  حلما ربما يفوق منطقه او تفكيره ولكن لابد من الخضوع الى تلك الاهواءات التي باتت تشكل الهواء الذي يستمد بقاءه..

       هو يشعر بقوة الحاجز بين حياته البسيطه التي يعيشها في كوخ متهالك مهدد بالفناء لزخة مطر خفيفه وبين حلمه الذي تعلق بتلك الاميره التي لم يرى من نورها وسحرها شي تعلق به دون ان يراها ربما لانها اميره فقط وربما لانها روح تملكته من صغرها .عشقها الى حد انه بات يراها بين جدران بيته خيالا جميلا من دون ملامح او ربما اثرا تملكه وسكن داخله ..في يوم ما شاهد العاشق العاب ناريه تطلق من قصر الزهور الذي تشغله الاميره العابا عانقت السماء وحولت تلك الليله الى نهار جميل قال في نفسه انه احتفال فراحت الظنون تضربه من كل جانب وباتت قدماه لا تطيق الحركه ربما خطوبه الاميره ربما جاء الفارس الذي احبته وخطف قلبها كلها افكار ارعبته وحولت تلك الليله الى كابوس مرعب اقلقه لم يحتمل البقاء فخرج الى القصر وما ان وصل سأل احد الحراس بربك لما الاحتفال ولما هذه الالعاب عانقت السماء هل زفت الاميره الى رجل اخبرنا لنحتفل بذلك قال كلماته وهي تخرج من فمه ببطء وحذر وبنفس كاد يهلكه تبسم الحارس وقال له ليس الامر كما تصورت لكنه احتفال بعيد مولد الاميره لا اكثر فرجع الى كوخه المتهالك ووضع لها شمعتان على طاولته المتعبه وراح يحتفل بمولدها على طريقته البسيطه .احتفال تم عن بعد ممنيا النفس ان يتحول يوما الى حقيقه وان يتم الاحتفال مع الاميره او مع اميرته التي تملكها روحا وباتت كجسد فقط بعيده عنه .. وما ان اشرقت الشمس في الصباح الباكر وضربت تلك الخطوط كوخه المتهالك نهض من فراشه ووقف على نافذه الكوخ ممنيا النظر الى قصر الزهور الى غرفه الاميره التي يراها من خلال النافذه طظلال يتحرك يطمئن الى وجودها بقربه  حتى وان كانت هذه الفواصل التي تحكمه ممنيا النفس ان تذيب اشعه الشمس يوما ذلك الجليد بينهما وتتحقق له تلك الامنيه التي اسرها عن الجميع حتى عن حبيبته ...دونت في مفكرتي قصتك بأسطر لم تكتمل روايتها بعد فما زلنا في منتصف الطريق بين التمني المتعب والحلم الذي لا يمكن لمسه او معاينته واقعا لا ادري مولاتي لما ابتعد عن واقعك  حيرة انت تملكت جسدي المتعب وتغذت من كياني واخرجت الى الوجود حلما لا يمكن رؤيته واقعا ولذا قررت ان ابتعد عن صورتك وملمسك الدافى وان اعيش على احرفك الرقيقه وتأملات انفاسك التي اشعر بها كأنها سكين ينحرني ببطء ..باتت عنده الملهم والهواء الذي يعطيه الحياه ومن خلاله يكمل بقية عدته باتت هي الحلم الذي يغرد على انفاسه في عالم تضربه التداعيات المختلفه ورافضا ان بنزل الى المجتمع ويختلط  مع مجاميع الناس خوفا ان يفتقدها لحظه او تغفل ذاكرته عن التغني بها باتت له الهاجس والامل والحلم والانشوده التي لا يمل من سماعها ينتظر طلتها على النافذه كانتظار الارض لزخات المطر لتنبت الحشائش على اديمها وتحول تلك اليابسه الى زهور واخضراء دائم يعطي للفراشات مكانا للتنقل من مساحه الى اخرى بحركتها البطيئه . شاب واوراق ومحبره وحلم وخيال خصب يبحث في الفراغات عن امنيات يستنجد من خلالها  السعاده تائها بين افكاره التي اتعبته ومنته الامل احيانا بحلم ربما طال عن مداه وبلغ افقه المعتم رافضا ان ينطوي على الامه التي اخذت من جسده الكثير وربما بدت الخطوط واضحه على جبينه  .