لوحه ومعرض

 

 

                                              

                                                                          

                                                                                                            

 

  ذنون محمد                      

 

             

        غارق في عالم اللوحه ومقاسات الصور وحالم هو في باحات الالوان واشعاعاتها المختلفه التي تعطي للوحه بعدا جميلا .دائما ينشد الى اللوحه وعالم التشكيل كأنه يجد نفسه بين تلك الخطوط ويقرأ بين خطوطها سيرة التاريخ المتعب ينظر دائما الى تشكيلات الطبيعه الجبال وانحدار الوديان والى تلك السهول العامره بمختلف مظاهر الخضره في رحابها والتي تعطي للمكان نضرة خاصه احيانا يجد ضالته في المحلات القديمه التي تذكرنا بالماضي وتزفنا الى يومياته والى تلك البساطه التي تملكته .هذه المظاهر هي التي جعلته عاشقا لأي لوحه فأدمن على هذه المناظر وراح يستقرأ تاريخها ويعمق في جزئياتها فوجد ضالته في المعارض التي تقام هنا او هناك  ..دخلت الى احد معارض الفن التشكيلي هو حبا بهذا الفن الراقي تملكني منذ الصغر دائما ابحث في اللوحات واستشعر. بها احيانا اجد نفسي تائها بين تلك اللوحات مرات اكون فارسا يبحث عن اميرته ومرات. 
اشعر بنفسي احد رجالات تلك العصور من عامه الناس اعشق احدى الاميرات وانسج لها الحكايات عن بعد هي احاسيس تملكتني منذ نعومه اضفاري ومنذ ان شغفت بهذا العالم .هذا الاحساس هو من ولد في داخلي عشق هذا الفن وجعلني الزائر لكل المعارض التي تقام في مدينه الموصل .وصلت الى القاعه وبدأت ابحث بين اللوحات كأنني ابحث عن شيئا قد ضاع مني منذ سنوات وها انا عاقد الخطوه في البحث بينها من بين تلك اللوحات .شدتني لوحه مثلت فتاه تغلب عليها البساطه وقد جلست على الارض جلسة استرخاء واضعه يدها على خدها وهي محدقه الى الارض توقفت امامها لحظات ولحظات استقرأ عن حال هذه الفتاة وما شدها الى هذا الوضع كأن الامر عندي بات واقعا وليس لوحه رسمت بريشه فنان وانا غارق بهذا الامر واذا بفتاة تقاطع تفكيري وهي تقول تعرف يا استاذ ان هذه الفتاه تنتظر زوجها الذي غادر مع احد الجيوش للغزو ولم يعد الى الان .انتبهت الى كلماتها ونظرت اليها واذا بها محدقه بمعالم اللوحه ايضا ..شارده بين خيالاتها وقد غلبت على الفتاة ايضا الحيره وبعض القلق الذي بدى على ملامحها ..قلت لها كيف عرفت ذلك ربما تفكر بأمر اخر ربما الحياة وصعوبتها هي ما تشد تفكيرها ابتسمت بخجل وقالت نحن الفتيات نعلم الواحده منا الاخرى نستقرى العيون ونركز على بعض الملامح ..قلت لها ربما ..هل شدتك هذه اللوحه قالت نعم وجدت فيها ضالتي وأعادتني الى الماضي القريب ..فأنا عاشقه لهذا الفن منذ نعومة اضفاري ودائما احضر هذه المعارض فلا توجد لوحه الا وكانت حكايتها وتاريخها في مخيلتي حاضرا بألمناسبه بدت عليها الابتسامه الخفيفه .هذه اللوحه رسمت بريشتي فأنا صاحبتها ووجدتك متعلقا بها وحائرا بين تشكيلها فأردت ان ارفع عنك هذا الغموض ..نظرت اليها لحظه وأغرقت بها واذا بصوت يقاطع همسي ويناديها استاذه .. ممكن لحظه نظرت الي وقالت شكرا لذوقك تشرفت بك وغادرت ببطء .وانا انظر اليها فعلا انسانه صاحبة ذوق جميل ورائعه الى حد لا يمكن وصفه تمتلك طولا رائعا وملامح تشد كل من يتحدث معها لما تمتلك من ثقافه واحساس .غادرت المكان وظل عطرها سارحا بين انفاسي كأنها قد  ابقته لي كذكرى من يدري  ..