ونـــِعـمَ الطريق يا أستاذ يوسب شكوانا

 

 

 

 

 

                                                                                          

      

                                                                                                         شوكت توسا

 

 

 

              في مقاله  منشوره للأخ يوسب شكوانا على موقعي القوش نيت وتللسقف الموقرين, والأستاذ شخص معروف بنشاطاته السياسيه في المجال القومي  الكلدواشوري السرياني , أطلـَعَنا الأستاذ في مقاله  بتسلسل مشوّق وطرح مبسط  على تجربته الشخصيه في العمل القومي ودوافع انخراطه المبكر في صفوف الحركة الديمقراطيه الاِشوريه, إبتداء ً من مرحلة صباه وتقربه من الكنيسه و مشاركته  قراءات صلواتها ومزاميرها بلغتنا الأم في حين  كانت اللغه المستخدمه أو بالأحرى المفروضة آنذاك على  واقعنا الثقافي  الالقوشي  وعموم ابناء شعبنا هي العربيه, ثم إستماعه الى المفكر الألقوشي  ابريم عما وتأثره بكلامه, اذن لا ريب لو يشكل ذلك أحدى الحوافز التي تدغدغ الانسان كلما تقدم به السن ونمت  معها  قدراته العقليه  وهذا ما حصل للأخ يوسب , عدا ان  ظروف وأحوال ابناء شعبنا  آنذاك لم تكن بالحال الذي يسمح له ممارسة اي حق من حقوقه الانسانيه , حيث يؤكد الاخ يوسب بان هذه المعالم شكلت  بالنسبة له  دوافع  مبكره  بلورت  عنده حاله إيمانيه  تبعها  قدرا من الوعي القومي  الذي ترافقه  حاجة  فعليه  لابد لصاحبها  أن يبحث عن وسيلة  او وسط  كي  يطرحها ويمارسها عمليا ً على أرض الواقع.

 يذكر لنا الأخ يوسب شكوانا بكل وضوح  بانه وجد  خياره كما يورد  في مقالته , في قرار الإنضمام الى الحركه الديمقراطيه الاشوريه (زوعا) والعمل ضمن صفوفها لأسباب  لم يدخل في تفاصيلها  لكنها إتضحت لنا في سياق إعلانه عن مساهماته وعمله  في نطاق  العديد من الهيئات والجمعيات  والتنظيمات  دون أن يقيده او يمنعه العنوان الكلداني او الأسم الاشوري  او السرياني من ممارسة نشاطه  مادامه ُ  يبحث عن عوامل تحريك الركود  وخلق قاعدة الأنطلاق والعمل الوحدوي المنسق . من مجمل ما تفضل به الاخ يوسب في معرض طرح تجربته الشخصيه وإن كانت مقتضبه, فالرجل في النهايه وجد ملاذ تحقيق طموحاته القوميه  في  فكر الحركة  المعروف بسلاسته وبإنفتاحها  العقلاني والانساني على  هدف وفكرة الوحدة القوميه لشعبنا رغم تعدد مسمياته  ومذاهب كنائسه.

رأيي بإختصار:

من يقرأ تاريخ عمل شعبنا (الكلدواشوري السرياني) القومي في نصف القرن الأخير على اقل تقدير, بالتأكيد ستصادفه تشكيلات او تنظيمات سياسية  لأسماء أحزاب ومنتديات قوميه  بمختلف تسمياتنا لا يمكن ان ننكر عليها بذلها الجهود من أجل تحقيق شئ لشعبنا  , لكننا سنجد  بأن الفلسفه التي إعتمدتها الحركة الديمقراطيه الاشوريه (زوعا) إختلفت  في الكثير من محاور عملها الشعبي  وخطابها السياسي عن فلسفة ونهج  التنظيمات السياسيه القوميه  التي سبقتها او التي تعمل معها اليوم , حيث إنفردت الحركه بشكل واضح   في طريقة صياغة أسسها الفكريه في العمل القومي الوطني و في معايير إختيارعناصرها البشريه  بغض النظر عن ما يسوّق ضدها و العوائق التي  شكلتها مواقف المتزمتين  بالتسميه الأحاديه والاخطاء التي تتخلل فعاليتها , ونتيجة لفلسفتها الانسانية  هذه في طرح مشروعها القومي الوطني نالت رضا غالبية الأحزاب العراقيه وقد حظيت بدعم  خاص ومساندة  معنويه وماديه من قبل الحزب الشيوعي العراقي في بدايات عملها المسلح متمثلا ذلك في الموقف الذي تبناه القائد الشيوعي المرحوم توما توماس  في دعمها وفرضها على الساحه السياسيه والعكسريه  .

لقد  أثبتت الوقائع  بما لا يقبل الشك  صحة القول بان  مساعي (زوعا) قدر مستطاعها  كانت في الحفاظ  على إلتزامها لفلسفة  وثقافة إزاحة جدران العزلة  التي فرضتها  التسميات  وروجت لها الاطراف التي  أقلقها  توجه الحركة التوحيدي,   عملت  الحركه على نشر ثقافة نبذ الفرقه على اسس المذهبيه  واللهجات  اللغويه والمناطقيه والعشائريه  بين صفوف ابناء شعبنا  ,إذ كانت هذه  الإشكاليه قد  أخذت لها حيزا في عقول البعض ممن لا يهمه توحيد الكلمه بقدر ما يهمه إعلاء شأن تسميه على أخرى او تقوية مذهب كنيسه على حساب اخرى بعيدا عن إيلاء مخاطر ذلك اي أهميه. في الختام......نقول للاستاذ يوسب شكوانا, إختياركم لهذا الطريق هو عين الصواب وفي محله   لما فيه من عقلانيه  وإنضباط انساني واخلاقي  يمكن تلمسه في كل ما تكتبونه  .

 الوطن والشعب والحقيقه من وراء القصد

هنالك حقيقة  لابد لنا  شئنا أم ابينا من الإقرار بها واحترامها , فببزوغ طلائع مناضليها  ومن ضمنهم الثلاثي الشهيد يوسب /يوبرت/يوخنا  بدا في الأفق شيئا يمكن تسميته بالعمل القومي الحقيقي, حيث ظهر على الساحه العراقيه (ضمن جبهة الأحزاب المعارضه للنظام الصدامي) عنوانا لقضية شعب  تقوده  نخبه مثقفه ومؤمنه  مطالبة ً بحقوقه المهضومه , اي اننا قد أصبح لنا قضيه قوميه  تفرض نفسها  وإن كانت بحجمها المتواضع  في مجال طال غيابها عنه.