كروان الخليج... فؤاد سالم

 

                                                                                                

 

 

 

 

 

 

                                                                        حكيم كاظم*             

 

                                                               

                                                                         

     

         مع موجات شط العرب وبين اغاني الصيادين ولد فالح حسن بريج "فؤاد سالم" في محافظة البصرة قضاء التنومة عام 1945.

بدأ الغناء عام 1963 وكان متأثرا بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي، غنى في الجلسات الخاصة بمحافظة البصرة وفي نادي الفنون الذي اسسته ورعته مجموعة من الفنانين والشعراء البصريين.

كان اول ظهور علني له اول اوبريت غنائي عراقي "بيادر الخير" في بداية السبعينات، الذي انتجه نادي الفنون بامكانيات متواضعة وكان من اخراج الفنان "قصي البصري"، ثم تبعه بعد عام باوبريت "المطرقة"، وكلا الاوبريتين احدثتا ضجة فنية واعلامية وسياسية ايضا.

ظهر لاول مرة على شاشة التلفزيون عام 1968 ومن خلال برنامج "وجه لوجه" وقد تبناه في بداية الامر عازف القانون الفنان "سالم حسين" وهو الذي اختار له اسم فؤاد سالم الذي اشتهر به، والفنان سالم حسين لحن له اول اغنية في حياته الفنية هي اغنية "سوار الذهب" وكانت من كلمات جودت التميمي... ثم غنى "مو بدينة" للملحن "محمد نوشي" عام 1975.

تأثر الفنان فؤاد سالم باساتذته في معهد الفنون الجميلة في بغداد من امثال الاستاذ "سالم شكر" و"غانم حداد" ورغم انقطاعه الاضطراري عن الدراسة بعد الحملة الدموية التي قام بها النظام السابق في العراق ضد معارضيه عام 1979 الا انه اكمل دراسته في جمهورية اليمن مما ساعده فيما بعد الى المساهمة في تلحين اغانيه.

خرج من العراق لاسباب سياسية لكونه من المعارضين للنظام السابق، واشتد الخناق على الفنان فؤاد سالم بعد ان فصلوه من معهد الفنون ومنع من الغناء في الاماكن العامة.. ومنع دخول الاذاعة والتلفزيون ثم اعتقلوه، وقال مرة "ذات مرة استطعت ان اغني في مكان ما لكنهم انتظروني في الخارج واشبعوني ضربا باعقاب المسدسات وجعلو دمائي تسيل على  الارض، عندها ايقنت ان لا مكان لي في العراق لانهم سيقتلوني في المرة القادمة فغادرت العراق وقلبي على كفي".

خرج عام 1982 متوجها الى الكويت وظل في بداية خروجه من العراق يتنقل في منطقة الخليج.

كتب فؤاد سالم الكثير من كلمات اغانيه في السابق ولديه حاليا ثلاثة دواوين تتضمن شعرا وزجلا منها ديوان "عسر الحال"، اذيعت بعض قصائده في السابق على اذاعات المعارضة العراقية، وديوان "للوطن للناس اغني"، وديوان "مشكورة"، وديوان اخر عن ادب الفنون الشعبية ويتضمن "140" ابوذية و"200" دارمي.

انضم الى صفوف المعارضة وكان صوته الغنائي عبر اذاعات المعارضة العراقية اقوى من صوت الكثير من المعارضين في زمن النظام السابق وهو يتغنى بحب العراق ووحدته.

للفنان فؤاد سالم الكثير من الاغاني ومنها "ارد اوكف، جيناكم، حدر ياهل بلم، درب الشوك، سعادة، مشكورة، يابو بلم عشاري، العب ياشوك، ردتك تمر ضيف، ياعشكنا" وغيرها من اروع الاغاني.

هذه الاغاني وغيرها من الاغاني لفؤاد سالم بقيت عالقة في ذاكرة العراقيين، اغاني قارع بها النظام السابق، حينما غادر الوطن مجبرا الى منفاه وهو يحمله في قلبه وعقله ظل يردد اسم العراق عاليا في كل ارجاء الدنيا، الكروان فؤاد سالم الان يصارع الموت في مستشفى بسوريا، والحكومة العراقية اولى بأحتضان ابنائها الفنانين والرياضيين وجميع المبدعين و خاصة اللذين عانوا اضطهاد السلطلة السابقة و يعانون الفاقة والمرض حاليا، فكانت لزملائه هذه الصرخة:

1- محمد جواد اموري: فؤاد سالم عاش غريبا وسيدفن غريبا.

2- حسين نعمة: ضحى بسعادته وحياته من اجل الوطن.

3- ناظم السماوي: فنان نهل من دجلة والفرات وشط العرب.

4- عريان السيد خلف: مناضل قارع النظام السابق بصوته

5- الفريد سمعان: مطرب وانسان ومناضل وطني.

فؤاد سالم صوت عراقي اصيل بذل جهدا في سبيل رفع اسم الفن العراقي عاليا، تغرب من اجل مصلحة الوطن، حافظ على مشواره الفني بشكل يليق بالفن العراقي وبالقيم النبيلة التي يعتز بها الانسان وهو يمثل نمطا خاصا من الفنانيين الاصلاء، وبعد ان افنى حياته وهو يغني للوطن والشعب سينحت الشرفاء من الشعب اسم فالح حسن بريج "فؤاد سالم" في قلوبهم.

* مخرج سينمائي