قشور الكلام

 

                                                                                                

 

 

 

                                                   

 

                                                              لونا يوآرش         

                                                                                         

 

                                                                             

        قرأت منذ امد غير بعيد مقالاً لأديب قام يعترض و يحتج على شكل شيء وهو في ارض اوربية، واعجبني هذا الاحتجاج لانه آبان لي تمسك الشرقي في حياته الخاصة...

يعجبني ان ارى الشرقي يتمسك ببعض عاداته او تقاليده قابضاً على ظل من ظل عاداته القومية ولكن لو فكر بأن هذه التقاليد تستطيع عبر الاجيال القادمة ستوصف بصفة قد لا تروق لله، لذلك علينا ان نوازن بين التقاليد و التطور الهائل الذي يحدث و لننتبه الى ان الاعتقادات التي تجعل الانسان تعساً في حياته تكون باطلة و عواطفه التي تقوده الى الشفاء كاذبة، لاننا لم نجيء لهذا العالم كالمنفيين المرذولين، بل جئنا كالاطفال نتعلم محاسن الحياة، فلماذا نعيش في ظلام التواني والكسل؟ لماذا نبتعد عن البشر؟

ان المشكلة الكبرى اتيه من كون الانسان لا يستطيع ان يترك تقاليده بأختياره لانها مغروزة في اعماق الباطن فيتأثر بها و يندفع بتيارتها اندفاعاً لا شعورياً ولا سيطرة للتفكير او المنطق او الارادة عليه...

ان العقائد الغيبية او ما تعد به من جحيم ينتظره الانسان في حياة ما بعد الموت او بالاحرى بعد توقف مظاهر الحياة حسب تنظير تلك العقائد، تجعل من العقل البشري ان كوكباً يدور في افلاك محدودة لا يمكن للعقل البشري ان يتحرر منها بسهولة الا اذا فتح الرباط الضاغط " العقائد الغيبية عن الدماغ" ليتسنى له الدور في افلاك اخرى من الافكار.

لان العقائد وخاصة في الشرق تجتاحها نوبات من الشلل المؤقت نتيجة الضغط على النخبة التي تعتبر وكيلة الله في تطبيق العقائد من قبل النخب التي تعتلى سدة الحكم، فترى فجأة و بدون سابق انذار اشخاصاً ترسمهم كلمات الاناس البسطاء بريشة المعجزة و التفويض الالهي يختار الصالحين في عباده.

قد اكون بالغت في حديثي عن الذين يتمسكون بالتقاليد و العقائد بشكل غريب و انانية قد اوجدت التنافس الاعمى بين البشر وهنا فيها معاني اغرب من الحياة و اهول من الموت بل وحتى اعمق من الحقيقة... واصبحت التقاليد والعقائد ستار مثل الذين يمارسون الدين بما يظهر وتبينه الطقوس وهو في الحقيقة ما يختبى في النقوس و يتجوهر بالنيات...

"وما الجمال بالوجوه انما الحسن شعاع القلوب"

ويبقى تفصيل مهم لا اود ان اتناساه اذ انه يحتوي ما اريد قوله... ان ما نراه بأعيننا ليس باكثر من غمامة تحجب عنا ما يحب ان نشهاده ببصائرنا وافكارنا هي مجرد قشور كلام...

لكن الانسان مطبوع على الخوف لا يرى العاصفة مستيقضة حتى يختبى في شقوق الارض و مغاورها...

انهم غير قادرين على الايمان بشيء لفرط انانيتهم لانهم يخشون ان يؤمنوا بشيء قد تأتي بعده اشياء تستأهل الايمان بها... فهم من طبيعه زئبقية تأبي ان تتشكل تشكلاً محدد الملامح.

فأذا كنت تعتقد و تؤمن بحقيقة ما تقول فأترك الناس و تقاليدهم التافهة و عش كالطيور و لاتكن كالشجرة المسنة عروقها في ظلمة الارض واغصانها تتعالى الى ما وراء الغيوم و اثمارها شقاء وهموم قد حاول بعض المصلحين تطعيمها و تغيير طبيعتها فلم يفلحوا بل ماتوا قانطين مضطهدين مغلوبين على امرهم...