شكرا  .. لمن انصف الجنرال دوكلص عزيز ؟!!

 

                                                                                                

 

                                            

                                             

                                    

                                                              يعقوب ميخائيل                 

       

              من الصعب جدا  ان توفي كلمات الاطراء والمديح بحق نجم كبير بمستوى دوكلص عزيز الذي قدم اجمل روائع الفن الكروي خلال مسيرته الرياضية في ملاعب الكرة العراقية حتى  جعلته واحدا من ابرز لاعبي المنتخب العراقي خلال فترة السبعينيات تحديدا بعد ان تمتع بمواصفات فنية ومميزات تفرد بها بين اقرانه فسطع نجمه واعتلى ناصية التألق   لينال لقب الجنرال عن جدارة واستحقاق وبرغم ان تلك الحقبة الزمنية كانت تزخر بالعشرات بل المئات من اللاعبين الذين برزوا وتألقوا ومن ثم تناوبوا في تمثيل الاندية والمنتخبات العراقية الا ان "ابو ستيلا" اختلف بل تميز عنهم جميعا ولذلك استحق وسام الجنرال الذي (قلده) جمهور الكرة العراقية  و لم يحظى به اي نجم من نجوم الكرة العراقية عبر التأريخ حتى هذه اللحظة ؟!!

 

بالامس بادرت رعية مار بنيامين في هولندا وبمباركة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع  بطريرك كنيسة المشرق الاشورية بمبادرة نستطيع ان نصفها بالرائعة وهي تنصف واحدا من المع نجومنا في لعبة كرة القدم وتقدم على تكريمه امتنانا منها على الجهود التي بذلها هذا النجم  خلال مسيرته الرياضية كلاعب ومدرب مثّل خلالها اشهر الاندية والمنتخبات العراقية  وفي مقدمتها  فريق النادي الاثوري قبل ان يسطع نجمه في اليات الشرطة ومن ثم  فريق نادي الشرطة الذي تميز سجله التأريخي  بانجازات كروية رائعة اقترنت بتألق اشهر نجومه من بينهم الكابتن دوكلص عزيز

هناك من يظن  ان الكابتن دوكلص عزيز قد اقتصر تألقه في مجال لعبة كرة القدم فقط دون غيرها من الالعاب الرياضية بينما في حقيقة الامر ان دوكلص عزيز برز كلاعب متميز في لعبتي كرة السلة والكرة الطائرة ايضا قبل ان يحفر اسمه باحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العراقية

اذكر ذات مرة وفي سبعينيات القرن المنصرم نظم النادي الاثوري في كركوك سفرة رياضية الى العاصمة بغداد للقاء الفرق الرياضية في النادي الاثوري بالمركز العام  ... وعندما جاء موعد لقاء الفريقين بالكرة الطائرة واذا بدكلص عزيز من بين ابرز لاعبي فريق النادي الاثوري - بغداد الذي كان علامة مميزة في الفريق ولعب دورا كبيرا في حسم نتيجة اللقاء لصالح فريقه الاثوري (البغدادي) ؟ !!

الجنرال دكلص عزيز

مباراة تاريخية تقترن باسم الجنرال ؟!

ومع ان الكابتن دوكلص عزيز يزخر سجله الرياضي بانجازات قد لاتعد ولا تحصى الا ان تلك الانجازات لابد ان تقترن  باحداث استثنائية ليس من السهولة نسيانها بل ستبقى محفورة في  ذاكرة عشاق الكرة العراقية عامة ونادي الشرطة خاصة !!

وهل ننسى (ملك) الضربات الحرة ؟!!  .. لقد ظل هذا "الاسم " او اللقب يتردد ايضا على السنة محبي الكابتن دوكلص عزيز  وعشاقه  كلما عانقت كرته شباك الخصوم من ضرباته الحرة بسبب تميزه عن جميع اقرانه لاعبي المنتخب العراقي قاطبة في تنفيذ هذه الضربات ! .  

انه موعد مباراتنا التاريخية التي لاتنسى وقد جرت في العام  1973 بين منتخبنا العراقي العسكري مع منتخب فرنسا العسكري ضمن منافسات تصفيات بطولة العالم العسكرية ، ففي الوقت الذي كان المنتخب الفرنسي متقدما على المنتخب العراقي بهدفين مقابل هدف لاحت الفرصة الذهبية لنجمنا الكروي  دوكلص عزيز وفي الدقيقة الاخيرة من المباراة ... نعم في الدقيقة الاخيرة التي تسلم فيها الكرة من خارج منطقة الجزاء فسددها قوية باتجاه المرمى الفرنسي فاستقرت في شباك الحارس الفرنسي معلنة هدف التعادل وسط انبهار جمهورنا الكبير الذي غطت به مدرجات ملعب الشعب وكان قد غادر معظمه يائسا من النتيجة حتى ارتفعت الصيحات ولم نر الا الجمهور وهو يتدافع عائدا مرة اخرى الى المدرجات والفرحة (الحلم) تغمره حال سماعه  ان (الجنرال)  قد وضع حدا لفرحة الفرنسيين مسجلا هدف التعادل الذي على اثره مدد وقت المباراة الى شوطين اضافيين ففاز العراق بالوقت الاضافي باربعة اهداف مقابل هدفين !!...

دوكلص عزيز والراحل عموبابا ثنائي تدريبي خالد في

السجل التأريخي للكرة العراقية

ومثلما سطع نجم دوكلص عزيز لاعبا في صفوف المنتخب العراقي ونادي الشرطة لم يكن اقل نجومية عندما دخل الحقل التدريبي كي يوظف كل الخبرة التي اكتسبها كلاعب لصالح الجيل الذي تلاه في ملاعبنا العراقية .. وتأكيدا لتلك الامكانية  التي تمتع بها الكابتن دوكلص عزيز فقد جاء اختياره ضمن طاقم تدريبي مساعد للراحل عموبابا للاشراف على منتخبنا الوطني الاول خلال المشاركة في تصفيات ونهائيات دورة لوس انجلس الاولمبية .. الى جانب الكابتن مجبل فرطوس نجم الجوية والمنتخب العراقي الاسبق الذي عمل هو الاخر مساعدا الى جانب دوكلص عزيز مع الراحل (ابوسامي) شيخ المدربين العراقيين ...

دوكلص عزيز حارسا للمرمى بدلا من رعد حمودي

وتبقى الاحداث الطريفة هي الاخرى عالقة في الذاكرة خصوصا عندما تؤكد على صفة فنية اخرى تضاف الى الصفات التي تمتع بها الجنرال دوكلص عزيز الذي اجبرته مباراة الشرطة والتجارة ضمن مباريات الدوري في العام 1978 ان (يتحول)  الى حارسا للمرمى بدلا من رعد حمودي الذي تعرض للاصابة في الدقائق العشرة الاخيرة من المباراة ولم يكن بامكانه مواصلة المباراة حتى نهايتها وقد كان نادي الشرطة قد استنفذ تبديلاته فلم يكن هناك خيارا سوى (بتحويل) دوكلص عزيز حارسا لمرمى الشرطة الذي دافع عن مرماه في تلك الدقائق ببسالة حتى نهاية المباراة التي انتهت لصالح الشرطة 5-2 !! .

قصة الهدف المسجل في مرمى الميناء

وفي الدوري العراقي لذات الموسم 1978- 1979 .. عاد نجم الشرطة دوكلص عزيز ليسجل هدفا رائعا ومن ضربة حرة ايضا في مرمى الميناء نفذها ببراعة من خارج منطقة الجزاء .. وقد احتسب الهدف من قبل الحكم الراحل صبحي اديب الا ان الذي حصل بعد ذلك لم يكن في الحسبان ابدا ..

لقد اكتشف ان الهدف قد سجل من ضربة حرة مباشرة بينما اعلنها الحكم عند التنفيذ بانها ضربة حرة غير مباشرة ... وسر الخطأ كشفه يومها الاستاذ مؤيد البدري خلال برنامجه الرائد "الرياضة في اسبوع " !!

اروع ما قاله المدرب الاسكتلندي داني ماكلنين عن دوكلص عزيز

وفي الوقت الذي يقر معظم المتابعين وخبراء الكرة العراقية بان المدرب الاسكتلندي داني ماكلنين يعد واحدا من افضل المدربين الذين تركوا تأثيرا كبيرا ببصماتهم  على الكرة العراقية علق على نتائج منتخبنا العراقي في تصفيات دورة مونتريال التي جاءت مخيبة للامال قائلا ... ان العراق بحاجة الى الف دوكلص عزيز !! ، وبلاشك ان مثل هذا القول لم يأت سوى تأكيد على اعجابه بقدرة وامكانية النجم دوكلص عزيز

اخيرا ومثلما نقف بافتخار لنحيي مبادرة تكريم النجم الكروي دوكلص عزيز يزيدنا فخرا  ان يحظى العزيز " ابو ستيلا"  بمحبة وتقدير كل من عاصره من لاعبين ومدربين   ...  حكاما ام صحفيين في الوسط الرياضي  العراقي لما تمتع به من  دماثة الخلق   الذي ارتقت به الى ناصية "القلوب" لدى جميع محبي الكرة العراقية وعشاقها !