شهيد الأمس في الموصل سرياني أم كلداني أم أشوري؟؟؟

 

                                                                                                

 

                                            

 

                                               غازي إبراهيم رحو

                                    

 

                                  

        تناقلت الإخبار أمس عن استشهاد عراقي مسيحي لم يقال عنه انه أشوري أو كلداني أو سرياني بل قيل عنه انه مسيحي في الموصل ومن ذلك الخبر المؤلم تبادر إلى ذهني بعض الاستفسارات التي ما برح البعض من الكتاب والمواقع الالكترونية يوغلون في زرعها بيننا  فللأسف الشديد  ثم كتاب وسياسيون ومواقع الكترونية متخصصة لأبناء شعبنا العراقي المسيحي  تعمل جاهدة  على خلق التفرقة بين أبناء الاصلاء  في عراقنا العزيز  مدعومة من قبل البعض من الإخوة المغتربين الذين حزموا أمرهم واستوطنوا في بلاد الغربة والتي هي من حقهم الطبيعي في العيش أينما رحلوا  ولكن ليس من حقهم أن يعملوا على خلق التفرقة  بين أبناء المسيح لإغراض في نفوس البعض اللذين لهم أجنداتهم السياسية أو  الجغرافية أو المصلحية المقيتة في داخل الوطن فيحركوا أيادي وأصوات  الخارج  ؟؟

فهل يمكن لنا اليوم أن نرى من يستهين بكرامة الإنسان العراقي المسيحي  وقيمته في أن يمحوا  كل تلك المعاناة  لمئات من شهداء كنيستنا العراقية  والضحايا والعذاب والقتل الهمجي  من خلال تسطيره بيان آو مقال  لغرض زرع كل تلك الفتن والخلافات التي  جميعنا بعيدين عنها  ويراد للبعض أن يغرسها في قلوب مسيحيي العراق من خلال توصيف لا يحبذه أبناء شعبنا في إطلاق  أسماء خلقها لنا البعض  ليطلقها على العراقي المسيحي ولكي يؤصل التفرقة المقيتة التي يعانيها أبناء العراق الآخرين في طائفية  آدت إلى فقدان الثقة بين أبناء الوطن الواحد  بسبب تلك الجرائم الخبيثة التي زرعها المحتل الغاصب المجرم الذي قتل الإنسان والشجر وحرق الأرض وسمم السماء  ؟؟ألا يكفي ما نعانيه نحن أبناء المسيح  الذي يتهمنا البعض من الموتورين  بأننا  من أرباب المحتل الذي يتهمونا به لكونه يدين بنفس ديانتنا  مع التأكيد إن هذا المحتل لا دين له فهو كافر ولا قيم إنسانية آو دينية له  ولا يشرف أحدا أن يكون هذا المحتل  من دينه أو قوميته بالرغم من جلائه عن أرضنا الغالية بعد أن خرب بها ما خرب  حيث ما فعله في العراق لا يمكن أن يفعله إنسان يؤمن باديان سماوية سمحاء ؟؟ أفلا يكفي من هؤلاء الإخوة اليوم وتلك المواقع الالكترونية والمقالات السياسية  بان يضعوا جانبا  الصراعات التي بدأنا نمل من قارئتها  والتي تعمل على التهليل للطائفة الفلانية والتشهير بالطائفة العلانية؟؟؟ وأين دور رجال الدين الأفاضل الذين نعول عليهم في خلق محبة تسموا فوق كل تلك الصراعات  ولعلها مفارقة عميقة تلك التي قراناها عن احد الإخوة في مصر العزيزة والذي يرد بها بروح التسامح والمحبة على شخص موتور متخلف كافر لا يمثل أي دين عندما تشفى وسمى البابا شنودة رحمه الله بأوصاف لا تدل إلا على حقد دفين على ديننا المسيحي السمح  فما كان من هذا الأخ المصري المؤمن بدينه ومسيحيته بان رد برسالة تعبر عن خلق عظيم وتفكير سليم قل نضيره  عندما دعى  ذلك الكافر والمسمى شيخا بان يسامحه الله على كل تلك الشماتات التي أطلقها تجاه رجل دين عرف بإيمانه ومحبته لوطنه ولدينه ولامته ولبلده  ؟؟أفلا تكفي كل تلك المهاترات التي نراها اليوم في مقالات على مواقع معروفة بانتمائها المسيحي ويصحى أصحابها  ...هؤلاء القوم الذين يريدون لأبناء سيدنا المسيح بان يشمر احدهم على الأخر ويتبارى في شتم الآخرين ...إننا نحتاج اليوم إلى وقفة توحدنا  ضد مشروع تهجيري  يختزل وجودنا المسيحي في العراق من خلال أشخاص لا يمثلون مسيحي العراق بل يمثلون قسم قليل جدا من  طوائف زرعت الفتن والتفرقة وتحاول التغول على الآخرين من خلال وجودها هنا وهنالك ..  إننا اليوم لا يجوز لنا أن نختلف على قدسية الإنسان العراقي المسيحي  وكرامته وحريته  وحقوقه الإنسانية والمدنية  وقيمته العليا  بسبب انتماء ضيق لهذه الطائفة آو تلك ..حيث بعد أن نحقق ما نصبو إليه في صيانة حقوقنا وتثبيت دورنا  الصحيح والحقيقي ثم ليختلف من يريد الاختلاف لان في ذلك سيكون عزلا له ولعقليته الطائفية  ..وليس  من حق أحدا بعد اليوم أن يرتزق على جثث أهلنا وحرية كرامتنا ودماء رجال ديننا ليعيش هو والبعض القليل  ممن أرادوا  أن يخلقوا  تلك الفرقة لينعم هو بما يرى وما يشتهي ..الجميع مطالب اليوم بنكران الذات والتوجه إلى التوحد عبر قيم دينية وإنسانية سمحاء حملها عنا  سيدنا المسيح عليه السلام عندما صلب  وطلب السماح والغفران  من الرب لهؤلاء الذين يفعلون ما لا يعلمون ..دعوة لكتاب المقالات والمواقع التي تنشر تلك العصبية المقيتة بان يتجنبوا كل تلك التفرقة والصراعات لان الرب سوف لن يسامح أحدا منهم فشهدائنا لم يتم تحديد استشهادهم كونهم من السريان آو الكلدان أو الأشوريين  بل استشهدوا لكونهم مسيحييون؟؟؟وشهيدنا في الموصل  لم يقال عنه انه أشوري آوكلداني آو سرياني ؟؟؟ بل مسيحي ...واللبيب عليه الانتباه ...