لقاء مع مدير مدرسة حنين السريانية التكميلية في برطلة بين الطموح والواقع   

 

 

                                                               اجرى الحوار:وسيم توفيق

                قيل الكثير في اللغة وعن اللغة وفي الحقيقة أن اللغة ليست ألفاظ وعبارات تصاغ بقواعد نحوية متصلبة بل هي خليط من الأحاسيس والنوازع كامنة وأفكار حية تربط جميع أفرادها الناطقين بها فتعطيهم الطابع القومي ولغتنا السريانية لعبت هذا الدور بل و أعطت للحضارة الإنسانية على مر التاريخ مالم تعطه غيرها من اللغات لذا بات تعلم هذه اللغة بمثابة إثراء للذات البشرية لما تحتويه من كنوز للمعرفة . لذا سنسلط الضوء على عملية تعليم اللغة السريانية من خلال هذا اللقاء مع مدير مدرسة حنين السريانية التكميلية في برطلة الأستاذ انويا اوراها خنينه حيث سألناه جملة أسئلة عن سير هذه التجربة .

في البداية أستاذ انويا هل لك أن تعطينا نبذة مختصرة عن بدايات التعليم السرياني في برطلة ؟

بداية اشكر المديرية العامة لتربية نينوى ومديرية تربية الحمدانية لمساندتها لنا حيث بدأت التجربة بفتح صف أول ابتدائي عام 2004 – 2005 واستمرت الدراسة فيها كصفوف ملحقة بمدرسة برطلة الثانية الابتدائية للبنين وبأشراف إدارتها . وفي العام الدراسي 2009 – 2010 أصبحت مدرسة مستقلة وسميت مدرسة حنين السريانية الابتدائية المختلطة وكلفت بإدارتها ونداوم مع مدرسة برطلة الثانية الابتدائية للبنات . وفي العام الدراسي 2010 – 2011 أصبحت المدرسة تكميلية بثمانية صفوف ستة منها للمرحلة الابتدائية وصفين للمرحلة المتوسطة . إما عدد الكوادر التعليمية فهي مكونة من المدير مضافاً إليه تسعة معلمين بين اختصاص سرياني واختصاص عام . أما عدد التلاميذ في المدرسة هو اثنان وستون تلميذاً يضاف إليهم مايستجد تسجيلهم في الصف الأول الابتدائي لهذا العام 2011 – 2012 .

أستاذ انويا هل من جهات داعمة للمدرسة ؟

الجهات الداعمة للمدرسة هي بالأساس  المديرية العامة لتربية نينوى ومديرية تربية الحمدانية بقدر المتوفر في مخازنهم كما قام مجلس الإباء في المدرسة بتوفير المستلزمات الغير متوفرة في مخازن التربية . وإذا كانت هناك أية جهة لها الرغبة في دعم المدرسة فذلك يتوقف على الموقف الرسمي للمديرية العامة لتربية نينوى . وللإنصاف اخص بالشكر مدرستي برطلة الثانية للبنين والبنات على دعمهم لنا .

أستاذ انويا ماهي خطتكم لتنشيط المدرسة السريانية في برطلة ؟

كمدير للمدرسة أقوم في العطلة الصيفية بإعداد مشروع خطة العمل السنوية للمدرسة كما أقوم بإعداد مشروع خطة العمل اليومية . تتم مناقشة الخطتين مع الهيئة التعليمية في اليوم الدراسي الاول لإقرارها بعد حذف أو إضافة أي مقترح يتفق عليه من قبل الجميع او الأغلبية . بعدها توقع من قبل الجميع لتصبح ملزمة أدبيا وأخلاقيا . كما وننفذ توصيات الإشراف التربوي في التعامل مع التلاميذ وتقوية العلاقة مع عوائلهم وتوضيح واجبات العوائل تجاه الأبناء من خلال مجالس الاباء والمعلمين والذي يعقد سنويا بواقع اجتماعين موسعين . يضاف اليها ما يستجد من امور تتطلب لقاءات استثنائية ننفذها على الفور .

أستاذ انويا كيف الإقبال على التعليم السرياني في المنطقة ؟

في الحقيقة الإقبال في منطقتنا ضعيف وذلك لتخوف العوائل على مستقبل أبناءهم في المراحل التعليمية اللاحقة لعدم وجود مدارس متوسطة او إعدادية في المنطقة . والتعليمات لاتسمح بنقل اولادهم بعد تخرجهم من المرحلة الابتدائية الى المتوسطة . لذا كان الحل وبالتنسيق مع المديرية العامة لتربية نينوى ومديرية تربية الحمدانية وقسم الدراسات الكردية والقوميات الأخرى جعل المدرسة تكميلية حيث تم استيعاب طلاب الصف الأول متوسط الا أن المدرسة تفتقر إلى مدرسين باختصاصات علمية .

كيف تقيم المستوى العلمي والتعليمي في مدرستكم ؟

انا شخصيا مرتاح لما قدمناه انا وزملائي من معلمين ومعلمات ومن أزرنا مشكورا حيث استطعنا بالتعاون مع مراجعنا في المديرية العامة لتربية نينوى ومديرية تربية الحمدانية والإشراف التربوي من وضع الأسس السليمة لفتح مدرسة جديدة ذات كيان مستقل ولا تختلف عن مثيلاتها من المدارس الأخرى . واستطيع ان أقيم المستوى العلمي للمدرسة بشكل عام قد يتجاوز نسبة خمسة وسبعون بالمئة لجميع المراحل وهي نسبة جيدة ومقبولة . مع شكري وتفديري لجميع زملائي من معلمين ومعلمات في المدرسة.

أستاذ انويا باختصار كيف التجاوب بينكم كمدرسة ومديرية تربية الحمدانية ؟

العلاقة بين مدرستنا ومديرية تربية الحمدانية رسمية تحكمها القوانين والأنظمة والتعليمات شأننا شأن بقية المدارس في القضاء . حيث وفرت لنا المديرية الكثير من الأثاث والكتب والقرطاسية بموجب خطة التوزيع المعدة سلفا هذا ناهيك عن الحضور الدائم للسيد هادي عزيز مدير مديرية تربية الحمدانية ومسؤولي الأقسام والإشراف التربوي . كما ترعى المديرية نشاطاتنا اللاصفية من معارض ونشرات جدارية وفعاليات التلاميذ الاخرى التي تقام سنويا في اليوم المدرسي .

هل لك إن توجز لنا أهم العقبات التي تواجه التعليم السرياني في مدرستكم ؟

في الجانب المادي لاتوجد أي عقبة غير ان ما نعاني منه هو عدم وجود مدرسين اختصاص للمرحلة المتوسطة وهذا انعكس سلبا على التحاق التلاميذ في الصف الأول الابتدائي لهذا العام 2011 – 2012 .

هل لديكم مقترحات تؤدي الى زيادة الاقبال والتسجيل في المدرسة ؟

نعم لدي مجموعة من المقترحات قد أكون موفقا في تحديدها لتفعيل الالتحاق بالمدرسة السريانية منها :

أولا  اعتبار المرحلة الحالية لمنطقتنا مرحلة لتعليم اللغة فقط وبواقع سبع حصص للمراحل ( الأول – الثاني – الثالث – الرابع ) وخمس حصص للمراحل ( الخامس – السادس ) كما معمول به حاليا مع استمرار تعليم المواد الأخرى باللغة العربية لحين تخرج أجيال من المعلمين قادرين على تدريس جميع المواد باللغة السريانية و التي نحن عاجزون عنها ألان بالكوادر الحالية .

ثانيا  السماح للتلاميذ المتخرجين من المرحلة الابتدائية بالالتحاق وحسب الرغبة بأية مدرسة متوسطة وبهذا الإجراء تضمن العوائل استمرارية الدوام لأولادهم بعد ان أجادوا تعلم لغتهم الأم

ثالثا  تجربة المدارس التكميلية التي نمارسها ألان هي تجربة غير موفقة لعدم اعتماد التدريس في اغلبها على مدرسين اختصاص .. لذا أؤكد على المقترح الثاني بالسماح لنا بنقل المتخرجين من المرحلة الابتدائية إلى المدرسة المتوسطة المنتشرة في عموم الناحية .

ختاما نسجل شكرنا باسم المدرسة و أولياء الأمور الى المديرية العامة لتربية نينوى و مديرية تربية الحمدانية و الأشراف التربوي على تعاونهم لتثبيت استقلالية المدرسة . مع شكرنا لكل من وقف معنا لإنضاج التجربة  واخص بالذكر مجلس الإباء وعوائل التلاميذ ومنظمات المجتمع المدني التي ساندتنا معنويا كما نشكر السيد عامر سائق سيارة نقل التلاميذ .

نتمنى أن نكون قد وفقنا في إعطاء صورة واضحة للمدرسة ومقترحاتنا تعبر عن وجهة نظر شخصية مع تمنياتي بالموفقية للعراقين و العراق ومن الله التوفيق .