النصُّ والأسلوبية بين النظرية والتطبيق

 

                                                                        

 

 

                                                                   

 

                                                                          شاكر مجيد سيفو

 

 

                                                                                   

                                                                                      

        هذا الكتاب – مهم جدا- من تأليف الناقد عدنان بن ذريل، جمع فيه كل مقالاته عن النص، والأسلوبية، وهو تكمله ـ كما يقول ـ لكتابه السابق ـ النقد والأسلوبية ـ الذ صدر منذ مدة، ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق . . .

يقول المؤلف (( الهمّ في الكتابين هو ـ تقريباً واحداً ـ وهو الوصول الى وضح نهار بالنسبة الى التعريف بـ ( طرائف ) المنهجة الألسنية في النقد الأدبي، والأسلوبية، ركزت في هذا الكتاب، من جهة، على النص وخصوصيته من جهة ثانية، على الأسلوب، وتفرده . . . )) يعتمد المؤلف الى اسلوب الشرح والأستنساخ والاستقراء في ملاحقة النص واستكناه حفرياته الأركيولوجية والسيميولوجية، والسيميائية، ويقول : (( إن النص هو المجال الحقيقي الذي تنعكس فيه اللملامح الأسلوبية للكاتب المُنشئ، كما أنّ ( الأسلوب ) هو الألف الشخصي لفرادة هذا الكتاب المنشئ، وقد عملت على توضيح أهم النظريات والآراء في ذلك مع تطبيقات مختلفة )) يتألف الكتاب من (19) فصلاً مع مقدمة كتبها الدكتور عبد الله أبو هيف يقول فيها : (( هذا كتاب جديد لشيخ النقاد في سورية يتابع فيه مشروعه النقدي الألسني الذي بدأه رائداً ومجدداً في الثمانينات من خلال كتبه السابقة. وفي السبعينات، أختار الألسنية وما يجاورها من اتجاهات حداثية فكتب فيها نظريا وتطبيقياً، حيث ابتعد عن الجماعات الثقافية النقدية ولا سيما المتحزبة أو المؤدلجة منها، وقد كان الآختيار واضحاً في كتابه تقوى مع استغراقه في نقد السرديات، وهو ميزان تضاعفت أهميته الراهنة بتتويج فنون النثر القصصي على بقية الأجناس الأدبية بوصفها أكثر استجابة للعصر، ربما بتأثر وتأثير انصراف النقد الشكلاني والبنيوي الى السرديات وتعقيداتها قياساً الى الأدب الغنائي أو الوجداني أو الذاتي حيث فنون النثر تلازم تعدد الحدوار وتنوع الكلام وموضوعية الخطاب . . خصص الناقد المؤلفه الفصل الأول لتعريف النص وفق مأثور النقد الفرنسي الجديد، وأعلامه البارزين كتودوروف وبارت وكريستبيفا، موافقاً على أن النص هو لغته، لأنّ (( تحولات اللغة الأدبية تمثل الممارسة الجدلية للذات داخل اللغة، وأن التاريخ هو مجموعة نصوص أكثر منه تاريخية دون لغة)). وفي الفصل الثاني كتب المؤلف " الأدبية والنص " إذ ينطلق فيها المؤلف الناقد من مأثور الشكلانيين الروس، ولا سيما شكلو فسكي على أن الأدبية ( أي الخصائص التي تجعل من الأدب أدباً ) هي محك النص ومحل دراسته، أما الفصل الثالث فقد خصصه الناقد لدراسة " البيئة الأدبية والأسلوبيات " منطلقاً من مفهوم العلامة عند دي سوسير، الى البنية الوظيفية عند مدرسة براغ، الى الأسلوبيات والأسلوب كزخرفة أو كدلاله ذاتية، أو كمثيل، أو كنمط، لأنَّ عمل المحلل الألسني كما يكتب، يقتصر على " ربط النص " باللغة التي كتب بها، وبذلك تصبح " الأسلوبيات " دراسة مقارنة لأنماط التفضيلات التي يظهرها الكاتب في اختياره للغتهـ ضمن المصادر اللغوية التي في متناولة. ثم يدرس الناقد في الفصل الرابع ـ ظاهرة الأسلوب ما هي ؟ متتبعاً تعاريفه وما ينثيره من قضايا تتعلق بالممارسة العملية ومجال الدلالات. ويخصص الفصل الخامس للبحث " البلاغة الجديدة " من خلال تنظير بيريلمان للتوكيد على الفعالية الدلالية، فلا تعود العلاقات اللغوية تمثل الأشياء بقدر ما هي تتحول نفسها الى " أشياء " فتحتل مكاناً في سلّم القيم، كما تسهم في الشعائر، وبينما نجد " اللغة " في المجتمعات الديمقراطية ملكاً لكل الناس، وتتطور بحرية تامة، وفي الفصل السادس يكتب الناقد معن " اسلوبية الرواية " كما عالجها باختين طلباً كما تعكسه من علاقات اجتماعية وتاريخية هي شيء مما يعيشه الأبطال من تباينات ومجاوزه الشكلانية الى ففيه ما وراء الألسنية، حيث امتدادات القول الأجتماعية، وما ترتبها من مفاهيم نقدية نقدية وأسلوبية : مثل " تعددية الأصوات " " وتصادم الأيديولوجيات " وغيرهما . . وفي الفصل السابع يكتب الناقد ـ عن النص السردي وطرائق تحليله ،، إذ يشرح فيه : أنماط التحليل الأسلوبي والأسلوبية السوسيولوجية مدخلاً لدرس " النص السردي وطرائف تحليليه " ويخصص الناقد في الفصل الثامن لمصطلح : النص، أو طريقة تحليل لغوي للنص على سبيل التفكيك، ما دامت الملاشاة اللغوية ـ حسب تعبيره ـ تقوم على جدلية حميمية تكشف عن مركزية الذات، إذ أنها تتحرك في الذات، وبالذات ومن الذات، أي هي مباشرة ذاتية لإمكانيات اللغة في التعبير . . وينتقل الناقد في الفصل التاسع الى تحليل رواية شتيب الجابري، وفي الفصل العاشر " رواية هاني الراهب ـ الوباء وفي الفصول الأخرى يدخل الى عوالم روايات عديدة منها : المتألق للروائي عبد حجازي، ورواية " ثم أزهر الحزن ـ للروائي فاضل السباعي" ورواية " تراتيل الغربة " للروائي علي عرسان وثلاثية خاضية ـ حكاية بحار ، ويدرس روايتي ـ نبيل سليمان ـ الأشرعة وبنات نعش، ورواية ـ ديوان فؤاد كحل، أزهار القلب ـ وروايتي ـ البلاغ رقم (9) المسعود جوني والرجل والزنزانة لـ ( وهيب سراي الدين )، ثم يكتب في مجموعة مالك صقور القصصية الموسومة : " الجقل " ويختم دراساته في مسرحية خالد محي الدين البرادي الموسومة " جزيرة الطيور " في هذه الفصول التطبيقية يستند الناقد عدنان بن ذريل الى إرث النقد الحداثي الذي تقصى بعض جوانيه في كل فصول هذا الكتاب المهم استفدنا في هذا العرض من مقدمة الكتاب .