الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

                               

 

لا تكونوا واحدا.. لكن في الأقل...

 

 

 

 

                         شليمون داود اوراهم

              كونوا متحدين، هذي هي تتمة عنوان المقال الذي دعتني لكتابته مبادرة اتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق بالدعوة لتشكيل (تحالف مدني منظماتي مستقل).

وقبل الخوض في التفاصيل.. فإن (كونوا واحدا) كما هو معروف.. تعليم سام نطق به فم المخلص له المجد. وكما هو معروف أيضا فقد ثبُت عبر أكثر من ألفين من السنين عسر تجسيده من قبلنا نحن المؤمنين، شأنه شأن جملة أخرى من التعاليم السامية مثل (من ضربك على خدك أدر له الآخر)، (من طلب منك ثوبك أعطه ردائك أيضا).

أن تكون مجموعة ما واحدا (كما أنا والآب واحد) فهي (اتحاد دون امتزاج وتميز دون انفصال).. وهذا تعبير لاهوتي، أما أن تتحد هذه المجموعة بناء على قواسمها المشتركة، فالخصوصيات تبقى لكن الإطار العام يكون موحدا. وحيث أننا نتحدث في الأرضيات لا في السماويات، فإن هذا هو ما ندعو إليه على صعيد واقع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق والمؤسسات التي تمثله في مختلف المجالات.

لقد أفرزت تطورات السنوات الماضية إن تمثيل مختلف مكونات الشعب العراقي بعد 2003 يتحدد بمؤسستان لهما القدرة على توجيهه والتأثير فيه ومن ثم تمثيله: أولها: المرجعية الدينية، وثانيها: القيادات السياسية، تُضاف إليهما مؤسسة أخرى مؤثرة.. وهي منظمات المجتمع المدني، التي تتعامل مع قطاعات واسعة من المجتمع تشترك فيها الجماهير بمختلف توجهاتها.

قبل بضع سنوات.. قرر رؤساء الكنائس في العراق تشكيل مجلس مشترك لهم أسموه (مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق) ينعقد بانتظام ويبحث في شؤون المسيحيين في الوطن ويصدر التوصيات ويتخذ القرارات بشأن الأحداث والمواقف بشكل موحد.. في خطوة، وإن لم تخلُ من بعض الهنات بين الفينة والأخرى، تبقى طيبة على مستوى وحدة الخطاب العام لهذه المؤسسة المهمة.. التي تلعب دورا كبيرا في تثقيف الجماهير بالمحافظة على الإيمان والتمسك بالوطن والأرض وترسيخ مفاهيم المحبة والتسامح.

وفي نهاية العام الماضي 2010، وفي خضم تداعيات المرحلة والتحديات الجمة التي واجهت شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق، فقد عقدت أحزاب ومؤسسات شعبنا القومية سلسلة اجتماعات مشتركة على مستوى الرئاسات والقيادات، أفضت إلى تجسيد عملي لضرورة العمل القومي المشترك من خلال تشكيل تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية في خطوة صحية اعتبرها الجميع تاريخية.. وقد ضم هذا التجمع جميع أحزاب شعبنا العاملة في الساحة العراقية، وصار يتعامل مع الأحداث والتطورات بشكل موحد، يرافق ذلك التزام قيادات الأحزاب المنضوية فيه بإدامة التوعية السياسية والقومية لقواعدها وفروعها في الوطن والمهجر وفق التطورات وضرورات المرحلة.

الأمر الذي منح قضية شعبنا في الوطن (وجوده وحقوقه) زخما كبيرا ودفعا بدأت تظهر ثماره تباعا.

وقبل أيام.. أطلقت رئاسة اتحاد الأدباء والكتاب السريان (دعوة إلى جميع منظمات شعبنا المدنية الجماهيرية والثقافية والإعلامية والمهنية.. لتشكيل تحالف مدني منظماتي مستقل، لتوحيد الجهود وإيجاد آليات العمل المدني المشترك الذي نأمل أن يساهم في إعداد ورقة عمل مشتركة ورؤية شاملة بخصوص واقع شعبنا وحقوقه ومستقبله، كي نساهم جميعا "قوى مدنية وقوى سياسية لشعبنا" في اتخاذ القرارات وخاصة المصيرية منها، ويكون الجميع بمستوى المسؤولية): (عنكاوا كوم: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,498994.0.html).

وهي الأخرى خطوة طيبة وحكيمة وضرورية تفرضها حتمية المرحلة وجسامة التحديات، نأمل أن تلقى مباركة المؤسسة الكنسية ودعم المؤسسة السياسية، وتفاعل أبناء شعبنا والهيئات الإدارية والعامة لهذه المنظمات إيجابا معها وبما يضفي بدوره إلى تفعيل العمل المشترك وتوحيد الخطاب عند هذه المنظمات مع الحفاظ على خصوصياتها التي قامت عليها.. فتسهم، إلى جانب مجلس رؤساء الطوائف، وتجمع التنظيمات السياسية، في تبلور المحاور المؤسساتية الثلاث لشعبنا بشكل منظم وموحد.. كل من وموقعه وفي ميدان عمله، ووفق تنسيق وتشاور منتظم، ما يمنح شعبنا بهويتيه الدينية والقومية وفعالياته المدنية ثقلا أكبر عند باقي الفرقاء في الوطن، وتجاوب أفضل من قبلهم في التعاطي مع قضاياه ولا سيما المصيرية منها.. بعد أن نكون قد أسقطنا حجة تفرقنا وتشتتنا، لتصبح الكرة في ملعب هؤلاء الفرقاء من القوى السياسية الكبيرة، الذين إذا تعاطوا مع قضيتنا بحسب استحقاقنا في الوطن كمكون أصيل.. كان بها، وإذا لم يفعلوا، فإن الصورة ستكون واضحة تماما: مواصلة هذه القوى لسياسة الإقصاء والتهميش والاستخفاف بالآخر والاستئثار بالسطلة، وبطرق وأشكال متعددة لا زالت مستمرة حتى اللحظة بعد أن تابعنا يوم الخميس 28 نيسان 2011 القراءة الأولى في مجلس النواب العراقي لمشروع قانون العطل الرسمية، ولاحطنا كيف أن القانون لا يشير، على عكس العطل الرسمية الإسلامية، إلى العطل الدينية المسيحية بأسمائها الواضحة والصريحة، وقد ورد النص: (عطل الطائفة المسيحية: يوم الخامس والعشرين من كانون الأول، ويوما العيد الكبير)!!!، مع غياب الإشارة إلى العيد القومي في الأول من نيسان (أكيتو)!!!!.

والخلاصة.. فإن توحيد مواقف وخطابات مؤسساتنا الكنسية والسياسية والمدنية ضمن تجمع أو تحالف يجمع كل منها يبقى أمرا هاما وعاجلا.. وبعدها، سيكون لكل مقال مقام ولكل حادث حديث.