الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

                               

 

قمّة الإبداع في إثراء الكتاب

 

 

 

 

                          كريم ايــــــنا

            يقالُ لنا ما فائدة الأدب؟. ونحن نقول: الأدب هو الكلام الجيد المنظوم والمنثور وما يتّصل به من تفسير أو تعليل. لا يمكن التعبير عن الأدب بكلمات أو جمل بدليل أنّه يحوي نوعان مهمان من الإبداع هما: الشعر والنثر وكلاهما يشكّلان عاطفة جياشة ونغماً عذباً وإسلوباً جزلاً قوياً حيث يجب تقييمه. فعندما كان الأدب تعبير وإبداع إذن هو كالنحت على الحجر وكالرسم على اللوحة وكالموسيقى عند عزفها على الآلة. ما حاجتنا به؟. حاجته كبيرة من الناحية الفكرية والثقافية والروحية. فعندما نكتب قصيدة ما نفهم أوّل شيء منها المعنى أي الفكرة والغرض الموحد أمّا الشكل فهو الإسلوب الذي يحتوي المعنى والصياغة التي تقدّم بها الأفكار ويتناسب إسلوب الشاعر وحالته النفسية وما وصل إلينا من شعر الجاهلية كان قد بلغ حدّ الكمال. متى يثبت  الشاعر قمته الإبداعية؟. يثبت ذلك عندما يقوى في قصيدته الخيال والصدق الفني والعاطفة الجياشة وعمق التجربة. إذن إنطلق روح الخيال ونما نموّاً عظيماً ممّا دفع الناس بخيالهم الخصب إلى المخاطرة بكلّ شيء من أجل تحقيق الأماني السعيدة وهذا ما يشبه العرب في جاهليتهم عندما أسرفوا في الخيال مثل الإسراف في الميسر(الخمر). فعملية إثراء الكتاب نشأت منذ نشأة الإنسان لإرتباط حاجاته وطبيعة حياته من خلال البيئة وعن طريق القراءة ينقل الإنسان معرفته وآثاره الأدبية وهي وسيلة للإتّصال بين أفراد المجتمعات،وهي سبب تكسّبهم المعارف والعلوم وترابطهم وتقاربهم عبر صور الجمال الكامنة في نفس الكاتب والماثلة في خياله عبر المتلقّي. فكلّما قرأنا شيئاً بسيطاً في كتاب ما كلّما توسّع فكرنا وتعلّمنا حماية أنفسنا من الأخطار وبها نعرف كيف نبني الأوطان ونخلّصها من الشرور والفوضى وبه نميّز التعصّب والتطرّف والعنف ونستذكر الماضي المبكّر من التاريخ الذي يخصّنا وما علينا إلاّ أن نستمدّ الأفكار وإثارة وجهات نظر الناس المختلفة ومناسبتها لأغراض التعليم والتثقيف. فقمّة الإثراء في الأدب هي أداته (اللغة) التي تعتبر حلقة من حلقات الإتّصال والتطور المستمر المنسجمة مع روح العصر الذي يعيشه الإنسان فكما الأدب سجل لمآثر الأمم أيضاً الكتاب يصوّر جوانب من حياة الإنسان الإجتماعية والفكرية والثقافية والدينية وبما جادت قريحة الأدباء بذلك الإثراء وما سجّله العظماء من الإبداع الفكري وما نقلوه بأدبهم صورة ناطقة عن حياة الشعوب عبر العصور.

المصادر:- كتاب المطالعة والنصوص: د. باقر جواد محمد، د. سمير كاظم الخليل. كتاب تاريخ الأدب العربي: حنا الفاخوري.

 كتاب فن التقطيع الشعري والقافية للدكتور صفاء خلوصي.كتاب الأدب: للدكتور صبحي ناصر حسين.