الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

                               

 

تخليد شهداء كنيسة سيدة النجاة باسم "شهداء الحب"

 

 

 

                         مارتـــــن بنــــي

            أصدر مركز الدراسات الشرقية في بغداد كتاباً جديداً بعنوان "شهداء الحب". وهو عبارة عن خلاصة جلسة تذكارية أُقيمت في المركز نفسه، إكراماً لشهداء كنيسة سيدة النجاة، ومدير المركز الأب ثائر عبدال، والاستاذ في المركز الأب وسيم صبيح بهنام، والطلاب المقتولين مع أقربائهم خلال الذبيحة الإفخارستيا.

 

لقد جاء الكتاب في 131 صفحة من القطع المتوسط. تصدرت صورة الغلاف حمامات تحلق وتحمل بأجنحتها الكأس مع البرشان. أما الغلاف الثاني فقد تمثّل بصورة للأب ثائر محلقاً في السماء الى جانب صليب كنيسة سيدة النجاة، ويلتف حولهم الناس المشيعين للشهداء الذي قُتلوا في حادث الكنيسة.

يتحدث الكتاب في الفصل الأول عن الحدث الذي أُصيبت به كنيسة سيدة النجاة في 31/ 10/ 2010 في بغداد. والذي يرويه مؤمنون عاشوا هذه المأساة بأنفسهم داخل الكنيسة.

 

أما الفصل الثاني، فيتطرق الى ذكريات الأب ثائر عبدال -الذي كان مديراً للمركز لمدة 4 سنوات، ومسؤولاً عن نقل المركز من "الآباء والطقوس" الى "مركز الدراسات الشرقية"، وبفضله تمّ التأسيس، رغم الأخطار والمشاكل- فيقدم نبذة عن حياته، واهتماماته، ونشاطاته، وصور رسامته  الإنجيلية والكهنوتية.

 

فيما يأخذنا الفصل الثالث لتذكّر الأب ثائر في الكلمات التي قيلت عنه من قبل أساتذة المركز. فيتحدث عنه المطران جاك اسحاق بقوله: "...إن ما استرعى انتباهي لدى الأب ثائر خلال دراسته في كلية بابل هو أولا، انه كان يجمع بين العلم والصلاة، فلم يكن هدف الدراسة الأكاديمية محضاً. بل كان يحوّل كل ما يدرس الى الصلاة الشخصية، وتغذية روحانيته العميقة...".

 

أما الأب بيوس عفاص فكتب عن الأب ثائر: "لم اكن أتخيل قط أنك ستسقط سريعاً وأنت بحلتك الكهنوتية، لتحيي ذكرى موت يسوع وقيامته. وقبل أن تبلغ بقداسك الى القول: هذا هو دمي للعهد الجديد... ها هو دمك اذا اختلط بدم المسيح على مذبح الحب والبذل والعطاء. فعلى مثال معلمك وربك الذي بدمه ختم شهادته، كان دمك المراق على درجات مذبح سيدة النجاة شهادة على الحب، ختمتَ به حياتك القصيرة، فأصبحت واحداً مع من هو الحب. وقد قال: ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه...".

 

ويتحدث الأب سعد سيروب عن الانسانية التي كانت تسكن الأب ثائر، فيقول: (لقد قال لي الأب المرحوم يوسف حبي يوماً بأن "الكاهن إنسان الرجاء، يعيش الحاضر بكل ملئه وعيناه نحو المستقبل". لقد رأيت هذا متحققاً في شخص الأب ثائر! فقد عاش الحاضر بملئه الانساني ولكن عيناه لم تفارقا السماء. كاهن ملئه النشاط والاهتمام بإخوته واحبائه؛ يسهر عليهم ويبحث عنهم، ويرعاهم. لقد عاش الحاضر بكل ما فيه من فرح وألم ومعاناة؛ وتقاسم مع اخوته حالهم ومصيرهم، وكأنه يريد أن يتشبه بمعلمه يسوع المسيح في كل شيء. "حسب التلميذ أن يكون مثل معلمه").

 

ويتطرق الفصل الرابع من الكتاب الى ذكريات الأب وسيم صبيح بهنام، استاذ تاريخ الكنيسة الغربية والأدب الأخلاقي في المركز. فيبدأ بنبذة مختصرة عن حياته. ثم يتناول مراحل حياته بالتسلسل من عماده مرورا بتناوله الأول، ودراسته، ودخوله المعهد الكهنوتي بقسميه الكبار والصغار، ورسامته الانجيلية والكهنوتية حتى استشهاده.

 

ودُون في الفصل الخامس بعض من كلمات الطلاب، التي كُتبت في ذكرى الاساتذة والذين استشهدوا معهم، وعظة الأربعين لشهداء كنيسة سيدة النجاة التي ألقاها المطران متي شابا متوكا رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في بغداد. فيما تضمن الفصل السادس معلومات عامة عن مركز الدراسات الشرقية.

 

وقد زُود الكتاب بصور لشهداء الكنيسة، وللأبوين ثائر ووسيم. وأشرف على صدور الكتاب الأب منصور المخلصي المؤسس لمعهد الآباء.