الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

نظرة إستيماء البناء الشعري وسيلة فنية من وسائل التكنيك الحقيقي

 

 

                                 

                                      كريم اينا

              في الواقع أنّ لهذه العملية أساسها في طفولة الفرد وفي طفولة الإنسانية على السواء. نحن نعلم بأنّ الكلام الشعري هو واسطة تركيز تلائم الأعمال الجماعية الطقوسية والإيقاعية والسحرية. وإتّضح من ذلك بأنّ لغة الشعر هي أكثر بدائية من اللغة الدارجة لأنّها تحفظ بدرجة أكبر صفات الإيقاع واللحن والخيال الكامنة في هذا النوع من البناء الشعري. يقول طومسون في فرضيته الأولى إنّ الشعر سابق على النثر في نشأة اللغة. أمّا فرضيته الثانية فهي أنّ الشعر قد نشأ عن السحر. وإذا كان الشعراء يسعون للوصول إلى المستحيل فإنّ هذه نفسها هي الوظيفة الأساسية التي إستمدّها الشعر من السحر. فالشاعر كالساحر يريد بالتحديد أن يحفّز الآخرين إلى أن يرغبوا فيما هو ممكن التحقيق ولكنّه لم يتحقّق بعد وهذه ظاهرة معروفة لنا في العراق حيث نشاهد البنّائين مثلاً. يرددون أغاني العمل الجماعي وهي مشحونة بأحاسيس وإنفعالات مشتركة. ويعكس هذا الترابط بين العمل والإيقاع وبين حركات الجهد العضلي وحركات الجهاز الصوتي ومن خلال هذا التحليل يبيّن لنا بوخر ما قاله: في بداية القرن الحالي ومؤداه أنّ الكلام مظهر من الأفعال المنعكسة للجهاز الصوتي. إذاً يبقى الشعر بناؤه مضمون الموسيقى وأنّ الموسيقى هي شكل الشعر. فشكل الشعر هو البنية الإيقاعية التي ورثها من الأغنية. وهو يحكي قصة لها تماسكها الداخلي مستقلة عن شكلها الإيقاعي. كان الشعر بالإرتجال والإلهام في عالمنا المعاصر شعراً مكتوباً ويتطلّب درجة من التأمّل الواعي. ومع ذلك تظلّ وظيفة الشعر جذب الوعي من عالم الإدراك الحسّي إلى عالم التخيّل. كحالة بناء حقيقي نسمّيه التكنيك الحقيقي الذاتي للشعر.