الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

                               

 

نهر الخوصر في الموصل  بين .حضارة الاجداد ..واهمال الاحفاد

 

 

                      

                                       ذنون محمد

            يمثل النهر في أي مدينه اوحتى في أي قريه صغيره شريانها ونبضها الدافق الذي يهب الحياه لابناءها .  . فألنهر له خصوصيه معينه وهو يمثل العطاء او الخزين الحياتي الذي لاينتهي على الانهر تنمو الحياة وتزدهر الحضارات وتشع ببريقها الابدي عليه .على هذه الانهر تكثر الحكايات والاساطير القديمه التي يسردها كبار السن لصغارهم في ظلمة الليل الشتائي الحالك  فهو مصدر لرزقهم ومعيشتهم بل هو نبع الحياة الذي لايعرف التوقف هو شريان مستمر بالتدفق والعطاء والحيويه بل ربما يحمل في طياته الحلم الذي تكونت او نشئت عليه الاجيال المتعاقبه فألاشخاص او الحضارات تذهب وتصبح مجرد ذكريات في كتب قديمه ويبقى النهر في مسيرته التي لاتعرف التوقف عطاءا يرفض المغادره وأثرا لابد من بقاءه .كل مدينه قديمه ربما لها نهرها الخاص فمن شروط قيام المدن في تلك المراحل التاريخيه هو وجود الانهار او منابع المياه  فلا تقوم الحياة بدونها .الماء يعني الحياة يعني البقاء بل ربما يعني الخلود للبعض من خلال هذه الانهر نشئت المزارع وسقيت الحيوانات بل ربما كتب الادباء شعرهم او خطوا رواياتهم المختلفه من خلال لغة المحاكاة وهي لغه يفهما العاشق ويدركها البليغ الذي يستقرأ الاشياء من بطون الانهر   .فلولا قصيدة السياب عن بويب لما عرفنا ان بويب نهر صغير في البصره كان السياب يحاكيه وينظم اجمل روائعه الشعريه على ضفته ..ربما من خصوصيات نينوى المشتركه هو وجود نهر الخوصر فيه فهذا النهر القليل الماء حاليا بسبب الاهمال وعدم المتابعه له من قبل الجهات المعنيه قامت عل اطرافه حضارات انسانيه مختلفه تعاقبت على اطرافه او جوانبه المختلفه وهذا النهر مر بحقبات مختلفه مثلت فيه قيمته الوجوديه او المكانيه بل ان هذا النهر كان دلاله واضحه على نمو الانسان ومروره بمختلف مراحل التطور في صراعه مع الطبيعه بعواملها المختلفه .بعض الباحثين يؤكدون ان هذا النهر كان عظيما في السابق من حيث غزارة مياهه والدليل ان ملوك الدوله الاشوريه التي نشئت في هذه الارض اعطوا رعايه واهتمام كبير لهذا النهر لما يحمل من قيمه لامبراطوريتهم ورافدا لحياة شعوبهم .في عهد الملك سنحاريب وهو احد ملوك اشور بلغت نينوى عظمتها ومكانتها الكبيره فأهتم الملك بهذا النهر اهتماما خاصا وكون هذا النهر هو نهرا موسميا يعتمد على تساقط الامطار فقد جلب له ماءا عذبا من نهر الكومل وهو احد فروع نهر الخازر وبهذه العمليه اصبحت المياه تتدفق في هذا النهر وعلى طول ايام السنه وأنشئت عليه عدد من السدود والخزانات لخزن المياه والاستفاده منها في ايام الشحه لاتزال اثار بعضها قائمه والى هذا اليوم فهي تمثل دلاله على عمق فكر الاجداد وحسن تخطيطهم وأهتمامهم بحياة شعوبهم .وتؤكد بعض الدراسات ان غزارة مياه هذا النهر كانت تمثل كابوسا لحياة القاطنين على جانبه حيث تعرضت الى الكثير من الفيضانات والتي كانت تصل الى قصر الملك فتم تغير مجراه ليكون بجوار سور نينوى الشهير  وكان هذا النهر قبل مصبه في نهر دجله كان يصب اولا في بحيره صناعيه اقيمت خصيصا له ويقال ايضا من خلال بعض الروايات التاريخيه ان سقوط نينوى في احدى الفترات كانت بسبب هذا النهر فقد قام الغزاة بتخريب السدود مما ادى الى حصول فيضانات وتم ادخال المعدات العسكريه الى المملكه مما ادى الى سقوطها في تلك الفتره وهي روايه قد يكون لها باب من المصداقيه التاريخيه في النقل . يغطي هذا النهر مساحة الف كم مربع فهو  يمر بغرب اتروش مرورا ببعشيقه وتلكيف وتللسقف والقوش ويصل الى مشارف عين سفنى ومصبه على دجله في الموصل وعليه تقع المئات من القرى المشيده الان التي تعتمد على هذا النهر مع ان الشحه قد بدت عليه في الوقت الحاضر   .ان هذا النهر يمثل وحده لابناء نينوى ورمزا من رموز وحدتهم واصالتهم..فدعوه للجهات ذات العلاقه بالمساهمه في تطوير هذا النهر والعمل على الاستفاده من خيراته الكثيره من خلال الزراعه او من خلال اقامة المدن السياحيه على اطرافه .الان فقد مدينة الشلالات  هي المرفق السياحي الوحيد الذي يمر به نهر الخوصر مع ان هذه المدينه تعاني من اهمال كبير نتيجة غياب المشاريع الاسثماريه التي تجعلها من المدن السياحيه فحفاظا على تاريخ الاجداد دعوه نقدمها الى تطوير الخوصر النهر الحزين الذي يذكرنا بتاريخ الاجداد