التدليس والتزامط  يؤكدان صحة مقولة  نيافته

 

                                            

                                                 

                                                          

                                                         شوكت توسا

        

                    واحدة من أكثر آفات فكر وثقافة هذا العصرخطورة  , هي إشكالية رضوخ المتداخل لمغازلة وهم ٍ إحتل مجال تفكيره للمدى الذي  تظهره  كأسيــر ٍ يتلـوى تحت وطأة عقدته الوهميه  وبين لجوئه الى اسلوب التدليس ظنا منه أن  إستخفافه  بعقول القراء  سيخفي عنهم حقيقة مسعاه.

 

ليس هذا فقط , بل الأنكى من ذلك ان الغرور والتزامط  يجرجره الى هاوية اللامبالاة بمن يكل من يشكك بما يقوله ولا يثق به حتى في تأدية ركعات صلاته, ولنا في هذا الصدد أكثر من مثال ومستند , أحدثها  وليس  الموضوعة  المتعلقه  بالطبعه الجديده لكتاب القوش عبر التاريخ وهي لن تكون الأخيره .

 

   إن العامل الذي شدني الى كتابة هذا المقال هو ليس تفنيد أو تأكيد ادعاء  حصول تزوير او تغيير للحقائق في طبعة الكتاب الجديده  , إنما أمر آخر سنتوصل اليه  ضمن مقالنا ,  وبمناسبة صدور الطبعه الجديده  لابد  من قول  كلمة شكر وإشاده بالجهود التي أخرجت الكتاب بحلته الجديده, ولنا أيضا كل الإحترام  لمن ينتقد طريقة إخراجه لكن بمنطق العقل وليس بما تمليه الأمزجه المتقلبه والمواقف المسبــّقه .

 

 كي لا نكيل ونعبي الصفحة  بكلام  فارغ يبعدنا  عن اساس موضوعنا, يجب علينا اولا ان نعلم بأن نيافة المطران ( الكاثوليكي الكلداني) المرحوم بابانا  لم يصفنا  بالبهلليّ  لا في حياته المدنيه ولا الكهنوتيه, وهكذا  يبدو ورثته الذين  لم يحذفوا او يضيفوا  كلمة مديح او ذم بحق اي  تسمية قوميه  في الكتاب الذي وجد النهضوييون  في طريقة إعادة طبعه وسيلة من أجل التشهير والطعن فقط وليس النقد من أجل التقويم وصيانة الحقيقه.

 

 إنما الذي قال كلمة "البهـلليّ " وبأعلى صوته هو نيافة المطران الكاثوليكي الآثوري  سرهد جمو عندما وصف نفسه وسكنة سهل نينوى بالآشوريين  او الاثوريين بينما يصفنا بالهللي لو كنا نعتقد العكس , فعل ذلك عام 1996 في محاضره ألقاها في ديترويت  امام حشد  مؤكدا  بنفسه على  انه آثورايا من تلكيف,  في حين لم نعثر على  اي شبيه او مرادف لكلمة البهللي  سواء في طبعة الكتاب الاصليه(القوش عبر التاريخ) أو في الطبعه التي نقحها وأعاد طبعها مشكورون  ورثة المرحوم بابانا .

 

 يقول نيافة المطران سرهد جمو : (( بهللي هم اولئك الذين يعتقدون بان ابناء تلكيف والقوش وسهل نينوى هم كلدانا ,أنما  يعرفون أنفسهم و معروفون كونهم اثوريون,,,,,, الخ )   .

 

 يقيــــنا ً ,ان الذين يتباهون بتسابقهم  في إتهام عائلة بابانا بتزوير كتاب القوش عبر التاريخ  واشورته ,  قد سمع هؤلاء المتزامطون وشاهدوا كلام نيافة المطران سرهد جمو الذي ما زال حي يرزق, لكنهم طنشوا  والسبب ليس بخاف حتى على أوساط المتعلمين , حيث لم يكلف أحدهم نفسه عناء  مساءلة  نيافته شخصيا  للتأكد مما قاله , عساهم يفعلونها الآن  فهي فرصه مناسبه لبرهنة المصداقيه  وفي نفس الوقت لطلب إستشارته حول أزمة التزوير المدعاة  على إعتباره(المطران جمو) مرجعا مذهبيا دينيا وقوميا كلدانيا سياسيا  وتاريخيا (بالنسبة للنهضويين الجدد)  .

 

 بعيدا عن صحة  حصول التزوير من عدمه , فتلك ليست قضيتي التي من أجلها أكتب هذا المقال  كما اسلفت , لكني أتساءل : يا ترى  هل  صادف أن مرت علينا  جملة او فقره كتبها أحدهم ( نهضويينا الكلدانيين) او حتى كلمة  تساؤل او نقد واحده حول سبب وصف المطران سرهد بالبهللي لكل من يعتقد بان سكنة القوش وتلكيف هم كلدانا ً؟  ثم هل يا ترى كان هذا الوصف وراء إلتفافهم حوله في مؤتمره القومي(الكلداني) في  سندياغو  أم  كان وراءها مغريات  كعكة أخرى أخفق نيافته في خطفها لهم؟

 

 بالمناسبه هذه ليست المره الأولى التي أتطرق فيها الى موضوعة  كلمة البهللي ومؤتمرهم القومي في سندياغو , فقد كتبنا عنها في وقتها بما فيه الكفايه, ولم يكن بودي العودة اليها مرة أخرى  لولا الصخب الذي أثير حول طبعة القوش عبر التاريخ الجديده ,لكني ما زلت و لحد هذه اللحظه بإنتظار أن أقرأ او اسمع اي تعليق  على ما تفضل به المطران جمو حول كلدانيتهم وأثوريته .  بإمكان من يرغب التأكد الضغط على الرابط أدناه ومشاهدة الفيدو بعد قراءة مقالة (لماذا التدليس) .

 

http://www.alqosh.net/article_000/thamer_tosa/tht_62.htm

أن نيافة المطران سرهد جمو حفظه الرب, هو نفسه  القائل بانه آثورايا  وليس انا او غيري الذي يقول عنه ذلك , لكننا لم نقرأ للمرحوم بابانا اي شيئ  من هذا القبيل  ولم يضف ورثته  الى كتابه  شيئا من هذا الخصوص, قبل عامين او أكثر, كان نيافة المطران جمو قد قاد حملة نهضويه قوميه كلدانيه في كنيسته الكاثوليكيه  في سندياغو ,  وشاهد المتابعون وسمعوا وقرأوا حول الشخوص التي تهافتت  الى مؤتمره وهتفت بإسمه قائدا ومفكرا قوميا كلدانيا عظيما ( وليس أثوريا)  يستحق التمجيد والمديح!!!! .

 

الغريب العجيب ان  ذات  الأشخاص الذين طبلوا وزمروا بالأمس للمؤتمر (الكلداني )الذي قاده المطران(الأثوري) جمو هم نفسهم  يستقتلون اليوم  في التعبير عن حزنهم وخوفهم  لغياب كلمة كلدانيه عن عباره او فقره في طبعة النسخه الجديده  بحيث إنقلب أمرهم الى التشهير ببيت بابانا بسبب كلمة او كلمتين لا يمكن مقارنتها  بخطورة ما قاله المطران سرهد جمو(خطورة الأشوره على الناهضين الكلدانيين ) , ولنفترض  صحة إدعاءهم  ونقدهم  لما يرونه  تغيرخطير في بعض مفردات  نسخةالطبعه الجديده من كتاب القوش عبر التاريخ ( أرجو ان لا يفهم من كلامي باني  أدافع عن تزوير في النص الأصلي بقصد تغيير المعنى ) .

 

لكن الامر المهم الذي نحن بصدد الوصول اليه  يقودني الى التساؤل عن مالذي يعني  إعفاء المطران سرهد من تهمة التزوير والتقلب بالأفكار في حين قامت الدنيا ولم تقعد بخصوص كتاب المرحوم بابانا؟ هل هي المصداقيه؟ ام  إنها العقد ه  من كلمة الاثوريه؟ ام الحركة  الاشوريه (زوعا)   التي أصبحت شماعه  يعلق عليها التأشور والتهميش والتزوير  ؟

 أعود وأؤكد باني لست أنا الذي  أثـْوَر َ او أشْوَرَ نيافة المطران جمو  , بل أنه في دعوته ونعته ابناء سهل نينوى من دعاة الكلدانيه بالبهللي استطاع نيافته ان يقود حملة ثقافيه وتحريضيه  لبث فكرة التأشور(كما يسميها النهضوييون) بين رعيته الكاثوليكيه (الكلدانيه) وهو صاحب  مقولته المشهوره  التي  قالها بعظمة لسانه , يا ترى هل خلا  كلام  نيافة المطران جمو هذا من اي تجريح لمشاعرهم او وتخريب لمشروعهم ان كان لديهم فعلا مشروع فعلا مشروعا قوميا ؟ ألا يعتبر تصريح المطران جمو  موضوعا سياسيا تستدعي المصداقية والأمانة البت فيه إن كان  للمصداقيه اي أهمية  في ضمائر وعقول النقاد النهضويين ؟.

 

بالنسبة لي لم أقتني بعد نسخة الطبعه الجديده من كتاب القوش عبر التاريخ , لكني امتلك النسخه القديمه , لذا لا يحق لي  إعتماد كل ما ينشر على الصفحات الألكترونيه  في نفي او تأكيد حدوث اي تغيير في النسخه الجديده, لكن الحق يقال بأن ما جاء في مقال الاخ يوحنا بابانا كان ردا منطقيا أوضح الكثير من الأشكالات , مع ذلك يبقى موضوع مقالتي هو ليس تأكيد او نفي حصول التغيير في طبعة الكتاب الجديد , إنما  تأكيدي على شأن أخلاقي آخر نحن بصدد الوصول الى زبدته من خلال تتبع الكلام  وتفحص النوايا التي ثبت عدم حسنها  .

 

 

شخصيا لم أستمع يوما ما بأن  المرحوم المطران الألقوشي يوسف بابانا قد قاد  فعاليه سياسيه قوميه كانت ام دينيه, لكننا على علم  بأنه إجتهد  في تثبيت معلوماته  وأرائه حول بلدته القوش ثم بادر ورثته مشكورون  الى جمعها وتنظيمها  في كتاب  القوش عبر التاريخ , أتذكر في وقتها  أثيرت بعض الانتقادات  بخصوص حقائق التسمية القوميه  وحول أمور اخرى منها اسماء عوائل القوش وأماكن قدومها  , ولا  أعتقد أن في ذلك شائبة لأن المجتهد يمكن ان يصيب و يخطئ حاله حال اي إنسان .

 

من خلال نظره تحليليه بسيطه لهذه القضيه  مضافا اليها تخبطات تعليقاتهم  على الندوات  الاخيره التي عقدها السيد يونادم  كنا في مدن المهجر أضاف  النهضويون الى أرشيفنا دليلا آخر  يؤكد  بان مواجهة الحقيقه ونقلها كما هي لا تشكل في عقولهم اي رقما في كل ما يحكونه او يتكلمون عنه إطلاقا  ,في حين  الحقيقة الصارخها التي تكشف عن نفسها يوما بعد آخر  هي ان التناقض والتدليس قد باتا  ديدن كل من تكورت في عقله عقدة من التسميه الاثوريه او الاشوريه وهذا ما أثبتته مناقضة أنفسهم بأنفسهم عندما  تهافتوا الى مؤتمر سندياغو الذي قاده نيافة المطران (الاثوري )جمو صاحب وصفة  البهللي لكل من يتصور بان ابناء سهل نينوى هم كلدان انما هم اثوريين حسب قوله , لكن الرفاق الكلدان  سكتوا وطنشوا  ولم ينطقوا ببنت شفه في دحض ما قاله.

 إذن بلله عليكم إن كان أسلوبكم مبني لتحقيق هدف تسقيط الآخر, كيف سيتسنى لنا ان نصدقكم  ونصدق إدعاء خشيتكم  من خطورة تغيير كلمه او كلمتين  في كتاب القوش عبر التاريخ , في حين تريدون  منا أن نكـّذب أعيننا ومسامعنا ونسكت كالطرشان و الخرسان امام قول قاله رجل دين مذهبي  هلهلتم لقيادته نهضتهم القوميه الكلدانيه المزعومه ,وهو القائل عنكم وعنا وعن نفسه باننا جميعا أثورييون؟ والرجل ما زال حي يرزق أطال الله في عمركم وعمره؟ كيف يكون التدليس  إذن؟ .

 

 خلاصة كل ما نود توضيحه في هذه الأسطر هو أن الذين  ينتقدون  او بالأحرى يتهجمون على ورثة المرحوم بابانا ويتهمونهم بتزوير كتاب القوش عبر التاريخ , نقول ان نقدهم  لم يكن موفقا في كل الأحوال, لانه لم يأتي بدافع حرصهم ولا من اجل  صون الحقيقه  إطلاقا , و إلا لماذا أطبق عليهم الصمت والسكوت  وتغافلوا عما قاله المطران سرهد جمو الذي قاد نهضتهم الكلدانيه المزعومه؟ ؟

 أليس نيافة جمو  مطرانا ايضا  من ديننا ومذهبنا وقومنا ؟ اليس ما قاله  محسوب عليه  ومسحوب علينا  ومسجل باسمه ومن أفكاره ؟ ألم يتهمنا بالبهللي فيما اذا سادنا الاعتقاد باننا كلدانا ؟ ألم يعلن بنفسه بانه اشوريا  كونه من تلكيف احدى ضواحي نينوى الأشوريه؟ هل علق أحدا منكم على كلامه بنعم او لا؟  بالمناسبة لو شاء احدا وكتب نبذة عن أوراق و أجتهادات نيافة المطران سرهد جمو, الأمانة تتطلب إدراج ما قاله في ندوته عام 1996 . وانا متأكد بأن هناك اقوال اخرى تستحق نشرها وحفظها من ألاعيب أيادي الساكتين عليها .

 ثم  للتذكير فقط ,  المرحوم المطران بابانا  لم يقل ما يشبه تصريح غبطة المرحوم البطريرك روفائيل بيداويذ عندما قال بأن قوميته أشوريه  ومذهبه كاثوليكي كلداني   ونفس المعنى ورد ايضا  في مضمون كلام المطران سرهد جمو مضيفا اليها بان اللغه التي نتكلمها هي لهجه كلدانيه(لعزا) وليس لغه  كما يحلو للبعض وصفها, إذن اين انتم من هذا الكلام؟؟ .

  المرحوم بابانا لم  يصف أحدنا بالغباء لو إعتقد بانه كلدانيا أوأشوريا , أي أنه لم يتبع الأسلوب القسري الذي إتبعه المطران سرهد جمو  في سنين تعاطيه مع موضوع التسميات القوميه يوم أتهمنا بالبهللي لو قلنا عن انفسنا باننا كلدانا  ,إذن إستنادا على ماذا تم  إختياره  قائدا ومفكرا قوميا كلدانيا؟ ألم يكن في ذلك طمطمه  منكم على حقيقة طروحاته وإعتقاده   ؟

نختتم كلامنا بكلمه قصيره حول مصداقية الناقد في نقده , من وجهة نظري أرى بأن الناقد  الذي يسكت على مقولة قائده النهضوي القومي (الكلداني) ويطمطم على الكثير من المقالات التي نشرت  كلام المطران سرهد جمو , عليه ان يفهم بأن الخرس أمام ولي النعمه  هو دليل كافي على عدم مصداقية كل ما يحكيه و على عدم براءة  إنتقاده حتى لو كان  النقد في محله ,,,,,,

الشعب والحقيقه من وراء القصد