اللغه السريانيه  بين الواقع والطموح

 

                                                                                                                

 

 

 

 

 

                                                     ذنون محمد

                                                                          

 

              

       من البديهيات ان تجد ان لكل امة او عرقا لغه خاصه  يتوارثوها عبر الاجيال من خلال جعلها لغة التخاطب او التعامل اليومي او من خلال محاوله زرعها في في بعض النتاجات الادبيه او الثقافيه المختلفه حيث تروى الاحداث التاريخيه بتلك اللغات بغيه المحافظه عليها ومنعها من الاندثار وهذه طبيعه انسانيه وتعلق ذاتي لابد منه فألاعتزاز بالقيم الحضاريه وتاريخ الاجداد حق بشري لكل الشعوب الانسانيه فكل شعب او عرق له ارثا ومخزونا معرفيا كبيرا يصبوا دائما الى بيانه والنهل او الغرف من معينه الذي لا ينضب وهذا حق بشري لابد منه ويجب الاقرار به فلكل امه وجودا معرفيا ودلاله كبيره في التاريخ الانساني ولكل امة اثرا واضحا يجب ان يتم الاطلاع عليه والاستفاده منه قدر الامكان.. ومن الامور التي يجب ان نقف امامها ان الشعب السرياني قد تعرض الى اضطهادات وتهجير ومورست ضده كافه الاجراءات التعسفيه وخاصه في بلاد الشرق الاوسط وفي مختلف مراحل التاريخ وما تحمله هذا الشعب ربما لم تتحمله الشعوب الاخرى  حيت تم تهجيره وقتله احيانا بوحشيه حيث مورست ضده جرائم ما زالت مدونه قي صفحات التاريخ وتسيل دما وبالتالي حرم هذا الشعب من كافة حقوقه الانسانيه ومنها حقه في اللغه والاقرار بها .ان التهميش او الاقصاء هو من الافكار البربريه التي يجب على كل انسان ان يكون بألضد منها فمن اصعب الاشياء بل ربما من اكثر قساوه ان يشعر الانسان وهو في بلده بألغربه فهي مرض نفسي لا شفاء منه ...واللغه السريانيه هي احدى تلك اللغات التي كان لها اثرا كبيرا خاصة في العلوم المختلفه فهي كانت لغة العلوم والاداب خاصه في بلاد الشرق فكانت الكثير من الكتب الاغريقيه او الهنديه او الفارسيه يتم ترجمتها اولا الى اللغه السريانيه ومن ثم يتم ترجمتها الى اللغه العربيه او اللغات الاخرى وهذا دلاله على ان اغلب العلماء كانوا من السريان .. في الوقت الحاضر تم اقرار هذه اللغه وباتت احدى اللغات الاساسيه في المدارس الحكوميه ولمختلف المراحل الدراسيه للسريان .. .. واللغه السريانيه لا يمكن انكارها او الشك بأرثها الكبير الذي تركته وذلك الصدى الذي اوجدته في غمار التاريخ فهي كانت نبضا للكثير من الحضارات الانسانيه التي حكمت الشرق الكبير بل ان جذورها امتدت الى اماكن اخرى فألكثيرلا سعى الى تعلم ابجديات هذه اللغه من اجل فتح سفر تلك الحضارات وفك طلاسمها ... فأرتئينا ان نلتقي بأحد اساتذة هذه اللغه وهو الاستاذ انويا كوركيس انويا استاذ اللغه السريانيه في اعدادية تلكيف للبنين  لنرى عن كثب كيف يتعامل بها مع الطلبه وهل هناك صعوبات يشكون منها وكيف هو تقبل الطالب لها بصفتها احدى اللغات المهمه في تاريخنا الحضاري الطويل فكانت هذه الجلسه المعرفيه مع كوب ارتشفتاه من النسكافيه اثناء الحديث الذي ننقل اسطره لكم ..

س1 / ما هو الفرق بين اللغة السريانية واللغة الآرامية إي ما هي أوجه المقارنة بين هاتان التسميتان ممكن ان توضح لنا ذلك ؟

ج / في البداية اريد ان اقول ان اللغة السريانبة ليست لفئة معينة من  ابناء العراق بل هي كنز لحضارة العراق ولشعب العراق ككل لانها تضم جزء كبير من حضارة العراق  ولكن  تعتبر السريانية اللغة الأم (للآشوريون السريان الكلدان)  ،. واللغة السُريانية  ܠܸܫܵܢܵܐ ܣܘܼܪܝܵܝܵܐ ܠܶܫܳܢܳܐ ܣܽܪܝܳܝܳܐ  لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية ويعتبرها بعض الباحثين تطورًا طبيعيًا لها موحدين بين اللغتين، نشأت اللغة الآرامية، وهي أصل اللغة السريانية، في الألف الأولقبل الميلاد لتكون العائلة الثالثة ضمن عائلة اللغات السامية، وأصبحت من القرن السادس قبل الميلاد لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب إلى ما بعد الميلاد، حيث تحورت تدريجيًا واكتسبت اسمها الجديد “اللغة السريانية” في القرن الرابع تزامنًا مع انتشار المسيحية في بلاد الشام.

س2 / هنا من يرى إن اللغة السريانية في طريقها إلى الاندثار . . هل من عوامل يجب القيام بها لمنع ذلك خصوصا وان السريانية هي لغة السيد  المسيح ونتاج للكثير من الحضارات الإنسانية .

ج/ كل لغة تكسب قوتها من ابنائها الذين يتحدثون بها فالعيب ليس في اللغة بل في ابنائها  والدليل على ذلك ان اللغة السريانية اعتبرت  ردحًا طويلاً من الزمن لغة العلوم والفنون والآداب، خصوصًا في مدينة الرها (أورفة حاليًا فيتركيا) وكانت كما اسلفنا لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب وكانت لغة العلم والعلوم حيث ترجم اليها العديد من كتب الفلاسفة اليونان ومنها ترجم الى اللغة العربية اذا اللغة السريانية لغة عريقة بمفرداتها ومحتويتها وهي تستطيع ان تحتوي كل العلوم ولنا دليل على ذلك . وسبب تقلص تداول اللغة وليس اندثارها يعود الى العوامل السياسية التي مرت بها المنطقة وشعبنا  وسياسة طمس هوية الاخر فاللغة هي من اهم مقومات الامة . وبالرغم من كل تلك العوامل بقت هذه اللغة  محافظة على نفسها وخصوصا  بين رجال الدين المسيحيين في كتابتهم وفي القرى المسيحية وبالأخص  سوريا والعراق . ومن اهم العوامل التي يجب القيام بها للمحافظة على هذه اللغة ظهرت في نهاية القرن العشرين في شمال العراق كردستان العراق  حيث بدء تدريس هذه اللغة في المدارس الحكومية وطبع المناهج الأكاديمية  من المراحل الابتدائية الى الاعداية وتم تفعيل تلك التجربة في العراق بعد عام 2003 كذلك زيادة المطبوعات والجمعيات الثقافية والمهرجانات وتوعية الشعب بأهمية اللغة السريانية لانها تمثل هويتنا وخصوصيتنا . عوامل تزيد للحفاظ على هذه اللغة العريقة .

 

س3 هناك أوجه مشتركة بين اللغة السريانية واللغة العربية كيف تنظر الى هذا الاتصال المعرفي

تنتسب اللغة السريانية إلى عائلة اللغات السامية   فإن العربية المعروفة  والسريانية هم من أصل واحد، والفروق بينهم ناجمة عن التطور الطبيعي للمجتمعات بحسب مناطق انتشارها وتعتبر السريانية، مثلها مثل العربية، لغة الكتابة وليست لغة المعاملات اليومية بين متحدثيها، حيث تطورت منذ القرن الثاني عشر إلى لهجتين شرقيةوغربية .

س4/ هناك من يعيب على اللغة السريانية انه لغة حبيسه في المناسبات الدينية واثناء الصلوات – ألستم مطالبون بإحيائها في المناسبات الأخرى .

ان العامل السياسي هو الذي جعل منها ان تكون في فترة من الفترات حبيسه المناسبات الدينية ما عدا بعض الإعمال الفكرية والثقافية والقويمة الفردية لأشخاص وجمعيات ولكن الوضع اختلف في نهاية القرن العشرين  حيث تم تدريس هذه اللغة في المدارس والجامعات والمعاهد وبالأخص في العراق حيث تدرس مختلف العلوم والمواد العلمية بهذه اللغة والطلبة المتخرجين منها يتميزون عن باقي الطلبة بتفوقهم العلمي والاكاديمي لان الطالب عندما يدرس العلوم بلغته الأم يبدع اكثر وهذه حقيقة علمية  لاشك فيها . ونحن كمدرسين لهذه اللغة مطالبين بتوعية أبنائنا الطلبة وأولياء أمور الطلبة  بضرورة تعلم هذه اللغة لانها تزيدنا غنا فكريا وعلميا وثقافيا لما تتضمنه هذه اللغة فعلينا ان نحارب الجهل الذي في عقول بعض ابنائنا الذي يتهم لغتنا بانه لغة الصلوات فقط والعكس هو الصحيح .

س5 / من خلال دورك كاستاذ لهذه اللغة كيف ترى تقبل الطلبة لها في المراحل الدراسية المختلفة . هل هناك اندفاعا لتقبلها .

 ان مسالة الهجرة  التي تشغل بال كل العراقيين و ابناء شعبنا بصورة خاصة   يعكس بضلاله  السلبي على مستوى تقبل الطلبة للدراسة بصورة عامة  وللغة السريانية بصورة خاصة .   وبالرغم من هذه المسالة فان 90% من الطلبة يتقبلون هذه المادة ويتميزون بها  ولهم اندفاع ومحبة كبيرة لتعلمها بحيث كانت نسبة النجاح وفي جميع المدارس ممتازة وان 10%  من الطلبة يرى انه ازيداد المواد ترهق الطالب في متابعة الدراسة واغلبهم من المهجرين من الموصل وبغداد الذين لا يجيدون التكلم باللغة السريانية .

س6/ ما هي اهم المعوقات التي تعانون منها في تعليم اللغة السريانية .

ج/  في البداية نشكر كل من يساهم وبشجع ويدعم هذه اللغة من قريب او بعيد  ولكن يوجد العديد المعوقات تواجه المعلم وومدرس اللغة السريانية ومن اهم هذه المعوقات . 1- عدم طباعة مناهج جديدة لان المناهج القديمة تفتقر الى المفردات السلسة  وهي غير ملائمة لطلبتنا 2- قلت الاهتمام من قبل ادارات المدارس بهذه المادة وخاصة ادارات مدارس ابناء شعبنا وانا ارى ان الادارة الناجحة يجب ان تهتم بكل المواد وليس مادة على حساب الاخرى وخاصة جدول توزيع الحصص  3- عدم معرفة اولياء امور الطلبة بقواعد وقراءة اللغة السريانية لكي يوجه ابنائهم في المراحل الابتدائية 4- عدم طباعة وزارة التربية في المركز  كتب اللغة السريانية لحد هذه اللحضة والكتب المتوفرة والتي تصل متاخرة في بعض السنوات تطبع في وزارة اقليم كردستان. كلنا امل  بان هذه المعوقات والمشاكل سوف تحل بعد ان اصبح للدراسة السريانية مديرية عامة في وزارة تربية العراق واقسام وشعب في تربيات مختلفة . 

واخيرا اشكرك   واشكر جريدة بهراء الغراء على اتاحتها هذه  الفرصة لي للتحدث عن عملية الدراسة السريانية في العراق لانه على الجميع التعاون كل بحسب موقعه لدعم وانجاح هذه العملية الفريدة والتي تعطي للعراق وجها جديد مشرقا .