مَكــــروهه  وجابـَتْ  بـْنــَـيّه , ولكــــــــــن

 

                                                                                                                

                     

               

                                                             

                                                شوكت توسا

 

 

             مكروهه وجابت بنيه  ,مثل عراقي أكثر من يستخدمه هم  ابناء الجنوب, يُضربْ   في وصف حال ٍ مشابه لحال ِ الفتاة التي في زيجتها تصبح مكروهه في عين حماتها على إعتبار انها خطفت منها ابنها ,ولو  شاء حظ  الفتاة العاثر و أنجبت  بنتا, كان الله في عون هذه المكروهه على الغضب الذي سيحل عليها من حمويها وزوجها والعشيرة بأكملها .

   أما لماذا الاستعانه بالمثل  لعنوان مقالنا, فمغزاه يطابق بشكل او بآخر ما حال شعبنا الكلدواشوريالسرياني اليوم ممثلا بنخبه السياسيه القوميه  والدينيه , هذا الشعب  المعروف عنه عشقه لأرضه التاريخيه لانه إبنها واخيها وزوجها وامها ,إلا ان حزمة العراق السياسيه(  بشقيها الديني والقومي) ما زالت تنظر اليه بنفس العين التي تنظر فيها الحَماة (ام الزوج) الى كنتها المكروهه, فكيف بهذا الشعب  لو جاء في الدستور ذِكرٌ له او في البرلمان صوت ٌيطالب بحقوقه ويدافع عنه( جبنا نقش على اساس ) , بلا شك لن يكون حاله أفضل من حال المكروهه التي جابت بنيه  .

    لـَمْ  أقرأ ولم أسمع  مدى عقد  وفكـّرَ  سياسي كلدواشوري بترشيح  نفسه لمنصب سيادي في مواقع قيادة الدولة , علما ان ذلك حق مشروع  ومضمون ومعترف به دستوريا  يكرره  دائما الديمقراطيون الذين وضعوه , كل ما يطالب به هذا الكلدواشوري السرياني المسيحي  لم يتعدى قبول مشاركتهم في إعادة بناء عراقهم الجديد الذي كان لأبائهم وأجدادهم الفضل في بناء أصرحه الحضاريه  .

    بعملية جرد وإحصاء بسيطه لسقف مطالبات ممثلينا سنجد بانها في احسن حالاتها هي دون الاستحقاق ولا ترتقي الى ربع ما يسمح به الدستور كإستحقاق , بينما لو خضنا قليلا في  ردود أفعال كتل البرلمان والرئاسات الاخرى  (حماتها, حماها,زوجها , عشيرتها) على مطالب المكروهه رغم قلتها وإعتدالها ,سنجد ان وصف أحدهم لنا باننا جاليه  مسيحيه  كان تعبيرا لا يختلف عن كره الحماة لكنتها التي انجبت بنتا , أما قول أحدهم بأن الكلدواشوريون ليس لهم متر مربع أرض ملك في العراق لانهم حللوا عليه ضيوفا لا يحق لهم أكثر مما يحق للمكروهه التي أنجبت بنتا , ولوإسترسلنا اكثر ستلاقينا عجائب و طفرات ديمقراطيه تشيب العقل قبل الراس, كان آخرها وليس أخيرها ما شهدته جلسة البرلمان في التصويت على اسماء  الهيئة المستقله لمفوضية الانتخابات , الطفره هذه ليست الاخيره  نعم , لان الايام القادمه حبلى بالمزيد تنبؤنا بان القادمات لن تكون أفضل من سابقاتها, إذن متى ستكف المكروهه عن انجاب البنات؟ .

   لنراقب حال هذه الچنـّه المكروهه و قوانات حَماتها  وحَماها والعشيرة برمتها , ونحن للتو أشرنا  في كلامنا اعلاه  كيف كانت بدايات الطفرات الديمقراطيه وسرعان ما وصلت بنا الى مشروع  بناء جامع وحسينيه شيعيه في برطله ثم انتقلت الى مسلسل الابراج الاربعه في عينكاوه  ,  ثم تبعتها محاولات توزيع اراضي في القوش لغير ابنائها ,وقد سبق ذلك  حرق محلات  وبارات  في زاخو  وما من معوض لخساراتهم, والآن  تحت قبة برلماننا العراقي  تم شرعنة حرمان تمثيلنا في مفوضية الانتخابات , اما  قضية استملاك 88%  من اراضي  ابناء شعبنا في قرية كوري كافانا  في دهوك  فنحن بانتظار تبريراتها  والحبل على الجرار.

    يا ترى  لو أريدَ للماده 140 ان ترى طريقها الى التطبيق, هل سيبادر أحدهم ويحل  لنا واحدة من هذه الخروقات والمئات التي سبقتها  ؟ طبعا  الجواب كلا لان الذي نصفه بالخروقات يحسبه الأخرون في العرف العراقي الجديد طفرات ديمقراطيه  مع قليل من الحشمه و الخدر.

   بعد كل هذا البؤس المقرف في حالنا الذي فاق عذابات المكروهه اللي جابت بنيه, لم تعد تفيدنا سوى ماده قانونيه يحدد رقمها تظاهرات شعبيه  سلميه خارج العراق وداخله وحيثما أمكن( وهي دعوة لكافة الجمعيات والنوادي والمنظمات السياسيه والخيريه والكنائس لتنظيم تظاهرات وإعتصامات لفضح التجاوزات دوليا) ,  إن شعبنا بحاجه الى ماده يثبــّت بنودها موقف سياسي جرئ لتجمع احزابنا وتنظيماتنا يفضح و يستنكر ويقاطع  كل جهه تمارس او تروج لمثل هذه الممارسات  .

     لبرلمانيينا المحترمين  قبل غيرهم نقول:  إن على عاتقكم يقع الكثير من المسؤوليه , لقد تعددت الملفات وكثرت الجعجعات وما من طحين يغني  ,نحن كابناء لشعبكم  إنتخبناكم بوعي وايمان كي تمثلونا و ما زلنا عند كلمتنا يوم أنتخبناكم , ما كان علينا أديناه بالوجه المرضي وسنستمر بنداءاتنا وانتقاداتنا  بالاسلوب الحضاري دون تشنج , ولكن حذار يا إخوان  ان تتصوروا بان دفاعنا عنكم  يعني سكوتنا  لو أحسسنا  بقصور في أدائكم  وردة فعلكم  التي يفترض تنشيطها اكثرقبل ان يسبق السيف العذل .

    الذي يجري يا ساستنا ويا برلمانيينا المحترمين هو إختبار لكم ولايمانكم بقضية شعبكم  ولقدراتكم على التعامل مع الواقع  بجديه ودرايه ,  نحن من جانبنا ننفعل احيانا بسبب ما  نقرا ونسمع ونشاهد ما يحصل , لكن من خلال رصدنا لخطاباتكم و استعداداتكم  نرى اننا ملزمون بمطالبكتم بتبني المواقف الصلبه  التي تشرف شعبنا  و تشجعنا نحن الذين أنتخبناكم , لا نود تكرار ما قلناه في السابق كي لايحسب كتهديد , فقد  أوضحنا في حينها بان عضوية البرلمان ليست رحله او سفره ترفيهيه, بل ستزداد تعقيداتها بمرور السنين ,نعم نحن مجرد مواطنين عاديين ومغتربين  يهمنا وضع شعبنا ومستقبله لهذا نخاطبكم يا برلمانيينا  في بغداد واربيل وسياسيينا المنضوين تحت تجمع الاحزاب والتنظيمات القوميه , انطلاقا مما يترتب على مهماتكم  من استحقاقات اخلاقيه وسياسيه  يدركها جيدا اولئك الذين انتخبوكم , يا إخوان ان ما يجري  من تجاوزات  بلا شك يستدعي رفع الشكاوى الى حيث يستوجب وهذا اضعف الايمان , ولكن الا ترون ان تكرارها دون اي اجراء قضائي فيه ما يبرر اتخاذ موقف من طرف واحد , ان كنتم  يا سادتي ترون ان في طلاق هذه المكروهه  امرا  مخالفا للأخلاق  والشرع  فعليكم بسحبها  الى بيت ابيها  لاجل معين ,,,,, وهذا ايضا اضعف الايمان لكنه مطلوب.....

    الوطن والشعب من وراء القصد