ليكن يوم 31-10-2011 يوم الشهيد المسيحي في العراق

 

                     

                                                            

                                                                                                                                                                                                            الدكتور غازي ابراهيم رحو

تمر ذكرى أليمة على كل إنسان مؤمن  شريف محب للإنسانية ذكرى حزينة علينا جميعا  إلا وهي ذكرى  استشهاد وتفجير كنيسة الشهداء كنيسة سيدة  النجاة  التي وهبت دماء أبنائها المؤمنين  الذين تشبثوا بالأرض والوطن  ليعطوا للآخرين رسالة في حماية الإيمان والمبادئ الإنسانية  ويضحوا بأرواحهم  ودمائهم  في تلك الكنيسة  التي غطت جدرانها  دماء الشهداء  الذين اغتالتهم يد الغدر  والغلة اللئيمة والتي يحركها  الكراهية لأبناء السيد المسيح ...تمر هذه الذكرى وجراحها لا زالت تدمي العيون  من تلك الجريمة البشعة التي طالت  أبرياء مؤمنين جاءوا  إلى بيت الرب  ليطلبوا منه  إضفاء السلام على وطن السلام  ....

 نحن شعبا أصيلا بنينا عراقنا بدماء أبنائنا وأهلنا وأجدادنا  واحتكمنا إلى الروح الإنسانية في العيش المشترك مع من شاركنا الأرض والسماء والوطن ...نحن شعب  سكنا ارض ما بين النهرين منذ ألاف السنين  ورسمنا صورة بهية في العيش وتقبل الأخر وارتضينا  أن يشاركنا الآخرين  بعد أن زرعنا بذرة المحبة والتالف والتوافق بين من يعيش في أرضنا ومعنا بكل قيم الترحاب ...إلى أن جاءت   خفافيش الظلام الملطخة أيديها بدماء الشرفاء لتفجر تلك البناية المقدسة  التي ضمت في داخلها مؤمنين يدعون إلى ربهم  بناية ضمت في جدرانها صور نبينا  السيد المسيح وأمنا  العذراء مريم  وسميت باسمها  الذي ذكرته جميع الأديان السماوية  حيث جاء من يحمل سلاح الغدر بادعاء باطل  ادعاء تكفير الآخرين  وهم لا يعلمون إن كتاب القران الكريم   الذي يؤمن به أخوتنا المسلمين قد ذكر اسم سيدتنا العذراء مريم 34 مرة في سور  القران ....جاءؤا ليكفروا  مؤمنين  وهم يحملون الحقد في قلوبهم ...ونسوا آو تناسوا  إن وجود المسيحية في هذه الأرض هي منذ أكثر من ألفي عام وقبل ظهور الأديان الأخرى  فكنيسة السيد المسيح  وجدت بوجود مسيحيي العراق فيها وكما شبه السيد المسيح الكنيسة بالعريشة والشجرة وأغصانها حيث المسيحيين هم أغصان الشجرة هذه ..وان اتهمنا  البعض بكوننا أقلية فهو واهم  لان رسالة الأقلية  هي رسالة السلام على الأرض والعيش بدون سلام لا تكتمل الحياة ولهذا فنحن ليس أقلية  لان السلام نحمله في أغصان الزيتون  وفي قلوبنا وجدران كنائسنا ودعاء أهلنا وشهدائنا ...

هل  يعلم الذين قتلوا شهدائنا في كنيسة سيدة النجاة  اليوم باسم الدين والدين منهم براء هل يعلم  إن  هؤلاء المسيحيين كانوا في يومٍ ما من أيام الدولة العباسية في المقام الأول ونالوا أعلى المناصب في تلك الدولة وعلّموا  الآخرين حين كان الآخرين  في حالة الجهل فلسفة اليونان وعلم الفلك والطبيعيات والطب ونقلوا إلى العربية  مؤلفات  أرسطو . وإقليدس وبطليموس  وجالينوس وآخرين ، وبواسطة مسيحي العراق من  الكلدان سكان العراق الأصليين تعلم العرب الأرقام الهندية وآلة الإسطرلاب التي من خلالها اكتشف العلماء العد والمعداد والتي من خلالها اكتشف الحاسوب   وغير ذلك ، فأي فضلٍ هذا !!! الذي قدمه أبناء السيد المسيح للبشرية ؟؟ فهل  يكافأ أبناء  وإخوان وإباء وزوجات وأطفال  هؤلاء ء على ما قدموه من أفضال  الذي صنعه أجدادهم بالقتل والتهجير والتهميش وتفجير كنائسهم  وتذبحون أبنائهم وتقتلون رجال دينهم !!! أليس جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟  كيف ستقابلون ربكم ؟؟؟ ان كنتم تعبدون الرب ؟؟؟

إن تفجير كنيسة سيدة النجاة واستشهاد هذا العدد الكبير من أهلنا يذكرنا  بعهد شابور والمغول  ومن سار على خطاهم  واليوم يأتي هؤلاء الإرهابيين  وفي ظل انفلات امني وظروف متردية أساسها الصراع السياسي بين الإطراف المتقاتلة على المغانم  يأتي هؤلاء المجرمون ممن غسلت أدمغتهم وعميت بصائرهم   ليقتلوا أهل هذه الأرض الاصلاء  وفي بيت الإيمان كنيسة  سيدة النجاة ..  ولازالت الدولة عاجزة عن حماية هذه الشريحة الأصيلة  وتتحمل مسؤولية كاملة عن كل ما يحدث لأبناء السيد المسيح في ارض المسيح ارض بلاد الرافدين..فالي متى تبقى الأصوات واطئة ؟؟ الم يحن الوقت لندعو بان يكون يوم 31-10-2011 يوم الشهيد المسيحي في العراق ؟؟؟ ألا يستحق شهدائنا أن نذكرهم كل عام بيوم لنعيد الذاكرة  بما حدث لأهلنا ولشعبنا الأصيل وليكون يوم 31-10-2011 يوم يذكر الجميع بمسؤولياتهم الإنسانية  لحماية أبنائهم...

نداء نوجهه إلى من يمثلنا في البرلمان العراقي وحكومة العراق  ومن يقف معنا  بان يكون يوم 31-10-2011 يوم الشهيد المسيحي في العراق  ودعوة إلى المتخاصمين  والمتخالفين من أبناء شعبنا العراقي المسيحي أن يتوحدوا وان  يكونوا صوتا واحدا وكلمة واحدة  في الدفاع عن حقوق شعبنا المسيحي  وان يحققوا طلبا  لنذكر به أجيالنا في المستقبل  بان يوم الشهيد العراقي المسيحي هو يوم 31-10-2011 لان في ذلك اليوم قتل أهلنا  وشبابنا ودمرت كنيستنا  وليبقى هذا التاريخ في عقول وقلوب كل الشرفاء شاهدا على همجية وبربرية المجرمين ويكون درسا لمستقبل الإنسانية ...رحم الرب شهدائنا في عليين والخزي والعار ونار جهنم للقاتلين ...