خسَلّتا ديالاّ

 

   

 

 

 

                                              

                                                   بدران امرايا

من موروثنا الشعبي   

 الأمومة هي مرحلة ما بعد ولادة الطفل واستمرار إرضاعه , وإلام هي كتلة من مشاعر الحب والعطف وينبوع متدفق من الحنان تجاه وليدها ,وخلال مرحلة مخاض الولادة فان الأم من شدة الألم المبرح ترجو الموت لنفسها, ولكن حالة رؤية طفلها فإنها تنسى كل آلامها ,وخاصة عندما تحضنه بين ذراعها وتضمهُ إلى صدرها وتبدأ بإرضاعه حليبها المقرون بدفْ مشاعرها ولهيب عواطفها روحها الجياشة المتدفقة نحوه ,وبعد الولادة باربعين يوما من الولادة ,تكون قبر الام مفتوحة اي انها تكون معرضة للخطر من النزيف وما الى ذلك وتسمى النفيسة في لغتنا خَيتّا ܚܲܝܬܵܐ اي الحية.

 وفي لغتنا السريانية العزيزة نسميها ܝܸܡܵܐ يْمّا والمشتقة من ܝܸܡ يَمّ , يَمّا أي بمعنى البحر, لأنها كالبحر العميق  بحبها وعاطفتها الجياشة ووجدانها اليقظ ورقيق مشاعرها,لذلك سميت واشتق اسمها المبجل من اليَمّ البحر ܝܸܡܘܼܬܵܐ يموتّا الأمومة.

وإلام كما قلنا ترضع طفلها مَميَصتا , وعندما ترضع الآخرين يسمون بأخوة في الرضاعة ,عندئذ لا يجوز التزاوج فيما بينهم كونهم بمثابة إخوة  خونّا بمَميَصتا خونّا بججّا اخوة الثدّي , وخلال فترة الرضاعة تسمى إلام مَمصَنتا وبعد مدة سبعة أو أكثر وطبعا تعتمد على الحالة الصحية للطفل وقابليته للتغذية , او عندما الام ان تحبلُ ثانية فإنها يجب أن تقوم بفطم طفلها أي حرمانهِ من الرضاعة من صدرها وخاصة عند الحمل فان الحليب في صدرها يتخثر الى مادة  لوركّي لّوّة مادة متقشفة يمرض الطفل عند رضاعتها ,لذلك تكون الأم ملزمة بأبعاد طفلها عن حليب صدرها , وهذه العملية صعبة للطفل وللام معا ,لذلك كانت الأم تلجأ إلى وسائل وطرق عديدة لفطم طفلها عن حليب صدرها.

 خسَلتّا ديالاّ ܚܣܲܠܬܵܐ ܕܝܵܠܵܕܐ وخسَلتّا وهي مشتقة من الفعل ܚܣܲܠ بمعنى الفطم  ,الفصل ,التحرر ,وعند قولنا خَسلّي مِنّي اي فصل, بعيد عني حاشا من ذلك وهو اسلوب النفي المطلق ,  ويالا ّهو الطفل , فطم الطفل ,وأحيانا كثيرة كان الطفل بعد نمو أسنانه يعض ثَدّي أمه , ومن جملة ما كانت تقوم بهِ  طَلي ثدّياها بالفحم لكي يشمأز من منظرها الطفل , أو بطليها ابرّا سموقّا التراب الأحمر ,أو وضع بعض من مادة الفلفل الحار عليها ولدى الرضاعة فان فم الطفل يحترق وشيئا فشيئا يكره الرضاعة وينساها ,وكذلك الأم تتوارى عن أنظاره عند مواعيد الرضاعة. وفي نفس الوقت يغذون الطفل بالأغذية الملينة السائلة , لكن ما كان يجب فطم الطفل خلال فترة الصيف لأنه يصاب بالجفاف ويمرض ,وكانوا حيانا يقولون الطفل عيب أنت كبير على الرضاعة , وكلام من هذا القبيل .

وكان هناك طفلا دخل المدرسة وكان يرضع وهو آخرعنقود العائلة مدلَلها ,وحاولت إلام بكل الطرق فطمهِ لكن رضاعتهِ كانت بصورة سرية لخجلهِ من عيون الناس على الرغم من انه كان يأكل كل شيْ ,لكن حليب أمه كان لهُ طعم آخر عنده ,

وكما قالت الأم ذات مرة عاد من المدرسة وهو يلهث من السرعة , وكان عند أمه عدد من نساء المحلة يتسامرون فدخل الغرفة فنادى على أمه ( هَيو لَخا ايتلّي شولاّ بيَخ) اي تعالي لديّ حاجة بكِ ,ولمّا دَخلت امهِ الغرفة قال بنبرة منخفضة خليّ لبّخ يمّو هَلي ذا مَميَصتّا ميتليّ من صهوّا) أي ارجوكِ أمي أعطيني رضاعة فان ميت من العطش ,فضحكت الأم فقال لها لا ترفعي صوتكِ , فقالت الأم آلاها مَنتي هَل كَورت بِد مَمصَنوخ أي إن شاء الله لحين زوجك سوف أرضعكَ .

طوّا لصدرا دمصلوخ منهِ, أي طوبى للصدر الذي أرضعك ,يقال هذا المثل للأشخاص وخاصة الأطفال من ذوي الصفات الحسنة والخلق الرفيع .

نَعلاثا ليمّا دممصلا بيّوخ, النعلة ( النعال وليست اللعنة ) للام التي ارضعتكَ,النعلة وهي قطع حديدية تركب على حوافر الحمير والبغال والخيول لغرض السرعة وعدم تأثر الحوافر.

خليوخ ايلي خلالا, اي حليبكَ هو حلال ,يقال للانسان الخلوق الامين ذو السجايا الحسنة .

طوّا لديدَواثا دمصلوخ منَيهي , أي طوبى للثديان اللذن أرضعاك , يقال للمهذبين من الأطفال .

نَعلاثا لصدرّا دمصلوخ مِنّو,اي النعلة على على الصدر الذي رضعت منهُ, يقال للاشقياء والغير المهذبين من الاطفال .

هَي خليوخ خَرمّا,اي يا حرام الحليب, اي الحليب الذي رضعت منهُ هو حرام,يقال للسراق والحرامية من الناس.

هذه كانت احدى صفحات موروثنا الشعبي الثر راجيا ان اكون موفقا في توثيقها .

تودّي ساكّي.