قتيتا دخمرا

 

   

 

                                              

                                                   بدران امرايا

من موروثنا الشعبي   

المشروبات الكحولية عديدة يتعاطاها الكثير من الناس بدوافع كثيرة منها المتعة بصحبة الاحبة والاهل في مناسبات عديدة , او الهرب من الواقع المزري من مشاكل الحياة العديدة , او لغرض النوم , او في بعض الثقافات اصبح المشروب موضة العصر المتربع على موائدهم ,  وان مسالة الشرب تتوقف على عوامل عديدة منها الدين او المعتقد والخلفية الثقافية والصحة وما الى ذلك .

وان الشرب بكميات مناسبة وفي الاماكن المناسبة لا بأس بهِ , اما الافراط في الشرب فانه يؤدي الى عدم التركيز والى السُكر والعربدة و مشاكل شخصية واجتماعية عديدة .

. ܩܸܛܲܥܬܵܐ ܕܚܲܡܪܵܐ  قتيتا دخمرا اسم سرياني مركب من قطيتّا اي القطع او الفصل  خَمرّا من خميّر بمعنى المخمور ,صناعة الخمر او النبيذ الذي يعد من اقدم المشروبات الكحولية المحبذة لدى شريحة واسعة من الناس ومنها شعبنا الكلدوآشوري السرياني من اشهر صناعها وفقا لطريقة محلية خاصة وكان يستخرج بكميات كبيرة داخل البيوت اعتمادا على المواد الاولية المتوفرة لديه من العنب او الزبيب .

 ففي البداية يجمع العنب بانواعه المتعدد الابيض والاسود  ويخلط جيدا ,بشرط ان لا يمسه الماء لانه سوف يؤدي الى حموضته وافساده ، ويعصر بالايدي او الارجل النظيفة في آنية كبيرة بالسريانية تسمى مركلتا قصورتا  ويسمى العصير الناتج موزا ويغطى هذا العصير جيدا لمدة عشرة ايام , ليتفاعل ويتخمر جيدا مع البعض ، بعدها يصفى المحلول بواسطة مصفى و تفرقع حبات العنب الباقية سليمة وتعصر المواد جيدا لطرح مياهها ,وما يبقى على المصفى من المخلفات كان يستعان بها لصناعة الخل ، ويترك العصير الصافي ليوم واحد حتى تترسب ما به من فضلات وحبات  نوى العنب ، ثم تجلب قناني زجاجية كبيرة او القرَب الفخارية تَلمّي النظيفة فيوضع هذا العصير المستخلص فيها وتغلق الفوهة باحكام بواسطة ورق العنب او التين ويغطى بواسطة الطين الابيض اللزج المخبوط بالتبن لكي لا يتنفس ويترك جانبا بعيدة عن الانظار لاطول مدة ممكنة ، وكلما زاد مدة ضمه يزداد نكهته ولذتهِ ,لذا يقال الخمر المعتق اطيب قوي الطعم .

ويصطلح على الخمر المستخدم في الكنائس نوقايا والذي يرمز لدم السيد المسيح المسفوك من اجل الخطايا .

ولدى الاعياد ومجيء المعيدين كان يقدم لهم رشفة من الخمر كدلالة على حسن الاستقبال والاحترام

  واول معجزة صنعها السيد المسيح جل شأنه كانت في قانا الجليل, وهي بتحويل الماء الى الخمر خلال حفلة عرس ،ولهذه المعجزة دلالات فلسفية عميقة .ولمطربتنا الاشورية المشهورة ليندا جورج اغنية عنوانها خمرا تيقا  أي الخمر المعتق . ويقال ان الخمر جيد للصحة ولكن بكميات مناسبة  , وخاصة لذي فقر الدم.وقديما كانت هذه المادة الكحولية حاضرة في افراح ابناء شعبنا وخاصة الزواج . وتستخدم هذه الطريقة والى الان  في بعض قرى شعبنا , وان خمرتهم ذو طعم طيب وبرز من بينهم ناس مهرة بهذه الصنعة, والناس كانت تتزاحم على شراء انتاجهم.

فتحية لتلك الايادي المهرة.

 هذه كانت احدى صناعات شعبنا المحلية , وصفحة مشرقة من موروثنا الشعبي الثر.

تودّي ساكَي