ففي ملوكات السماوات يا شهدائن

 

 

 

 

                                                    

                                                               

                                                       

                                                                     

                                                         الياس صادق

ما من شيء أعظم من أن يبذل الانسان نفســـه لأجل الاخرين. هكذا علمتنا الحركة الديمقراطية الآشورية – زوعا ، بـــاهدافها وتطلعات شعبـــنا معنى الشهادة. فالشــهادة في زوعا تعني ان يتخلى الانسان عن اطاره الذاتي عندما ينجرد من كل شيء ويكون قد وصل الى مشارف قمة العطاء الانســـاني وهذه القمة تتجسد في الشهادة وهي المطاف الاخير الذي يصل اليه الانسان في تقديم الذات والتضحية بها من اجل الاخرين، وايماننا هذا هو الحــافز الوحــيد الذي يدفعنا للتضحية لنصرة ما نؤمن بــه، ولا يمكن ان ندرك ما هي الشهادة ان لم نؤمن بكل ما نقوم به.
فتاريخ النضال والتضحـــية لاولئك الشهداء الخالدين في قلوبـــنا زاخر بالنجوم ممن عمدوا المسيرة بـدمائهم الزكية وبروحــهم الطاهرة وا صبحــوا النور الذي يضيء الدرب،وامثلة للفخر والعطاء ونكران الذات، وتســـتمر الشهادة في زوعا ما دام هناك من يؤمن بالمبادئ التي قــامت عليها والاهداف التي تناضل من اجلها.
وبــهذه المناسبــة الخالدة في قلوبــنا بأستشهاد الرفاق يوبــرت ويوســف ويوخنا بتأريخ 3/2/1985 في بغداد للمطالبة بحقـوق شعبــهم الأشوري ومدافعين عن قيم الحرية وكرامة لجميع ابناء امتهم نقول لشهدائنا بشهادتكم اثبتت حقوقنا واتســعت قــــضيتنا فبجهودكم راياتكم الاشورية مرتفعة ومن زرعكم تحصد امتكم وما زلتم احياء في قلوبنا. فبشهادتكم لزوعا فان حركتكم تمول وتربي هذه الامة من خلال الانجازات التي حققتها لهذه الامة .نعم ياشهدائنا فبركت البطون التي حملتكم لانستطيع وصفكم لانكم اعطيتم اغلى واعظم شيئ تملكونه من اجل امتكم وتبقى الكلمات لايعطيكم حقكم.نعم يا شهداء الحركة الديمقراطية الاشورية وشهداء سميل وسيدة النجاة وسائر شهداء امتنا الاشورية فأنتم لستم ميتين بل عبرتم الى الحياة الابدية في ملوكات اللة.فيقول يسوع له المجد فلا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لايقدرون ان يقتلوها.
ان هؤلاء القتلى الضالمين الذين ظنوا انهم يضعون حداً لحياتكم لا يعلمون ان الحياة على الارض رحلة ستنتهي مهما طالت، لتعبرون بعدها الى الحياة الابدية في ملوكات الله. فالظلام لايخاف إلا من النور،والشرلايخاف إلا من الخير،والباطل لايخاف إلا من الحق... هؤلاء القتلى شبه لهم انهم قتلوكم ولكن ما قتلوكم يقيناً لان المؤمن لن يموت بل ينتقل من الموت الى الحياة،هذا ما وعد الرب لكل من مؤمن به فيقول:انا هو القيامة والحق والحياة فمن امنا بي لو مات فيحيا.

 لا تحزنوا كالباقين الذين لارجاء لهم.
في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم(يوخنا16:33(
نعم يا شهدائنا يوسف و يوبرت و يوخنا فانتم لستم ميتين بل حملتكم الملائكة الى احضان القديسين الابرار الجالسين مع الرب مرنمين مسبحين فرحين. نقول للحركة الديمقراطية الاشورية_زوعا_ بهذه المناسبة الخالدة بذكرى استتشهاد قياديهم يوسف و يوبرت و يوخنا بتاريخ 3/2/1985 وبعد انزال اقصى انواع التعذيب بحقهم في سجن ابو غريب ببغداد ومن قبل النظام الدكتاتوري الذى نال عقابه،
فالى الامام يا زوعا بهذه المسيرة المقدسة ان انجازاتكم لهذه الامة المليئة بالشهداء يعرفموها ابناء امتكم ،نعم فحركتكم الديمقراطية الاشورية هي ارقى اشكال التنظيم القومي الذي عرفه تاريخ امتكم الاشورية ولا يمكن وصف الانجازات التي حققتها لهذه الامة المسكينة الفقيرة المليئة بالمخاطر والعدوان ، اٍلا انكم السابقين في اخذ هموم امتكم والدفاع عنهم . فليبارككم الله يا ابطال الحركة الديموقراطية الاشورية بجهودكم النظالية الرائعة في خدمة ابناء شعبكم وقضيتكم الاشورية العادلة .
ونقول للذين يضعون الكتان على اذانهم لكي لا يسمع انجازاتكم ولا يهمهم معاناة امتهم ويضعون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعبهم ويركضون وراء المال متعلقين بالغرباء ، ايرون اخطائكم ويكبروها ولا يرون اعمالكم ودم الشهداء الذين اعطوا قربانا لاجلهم فكفانا انقساماً؟فيدأ بيد من اجل مصالح ووحدة حقوق امتنا الاشورية الكلدانية السريانية .
فالف تحية من القلب لكم في ذكراكم يا شهدائنا... والمجد لكم في كل مكان وزمان
وطوبى لكم فانتم احياء في ملكوت السموات تنتظرون لقاء عوائلكم يا يوسف ويوبرت ويوخنا
الجبناء يموتون كل يوم
والابطال يبقون احياء خالدين..