بورا .. ليس من هذا (الزمن) ؟!!

 

 

 

 

                                                    

                                                               

                                                       

                                                         

                                                

 

                                                                                              يعقوب ميخائيل    

 

لانختلف مع من يجد في قدرة المدرب الصربي بورا امكانية جيدة ليس في قيادة منتخبنا بل في تدريب اي منتخب اخر خصوصا وان سمعة بورا ومعها خبرته في قيادة خمسة منتخبات في كأس العالم تكفي لان يقع عليه الاختيار عن قناعة فضلا عن تجربته التي نستطيع ان نجزم على نجاحها مع منتخبنا خلال بطولة القارات عندما تولى مهمة التدريب (بالاعارة) وخرجنا منها بنتائج مقبولة برغم عدم تأهلنا الى الدور الثاني ..

واذا كان موضوع التعاقد مع المدرب بورا قد عاد لاضواء المناقشة من جديد سواء ان كان في نية الاتحاد التعاقد معه مرة اخرى ،  او لربما يكون واحدا من ضمن الاسماء الاجنبية المرشحة لتولي تدريب منتخبنا طالما ظلت عملية التعاقد مع المدرب حكيم شاكر غير واضحة المعالم سواء ببقاءه مع المنتخب الاول او بعودته الى تدريب منتخب الشباب برغم (السيناريوهات) المتعددة التي تتردد يوميا حول هذا الموضوع !! ، الا ان عملية التسمية النهائية على مايبدو مازالت غير محسومة بشكل نهائي ولهذا تبقى اسماء الكثير من المدربين الاجانب ضمن الخيارات المقترحة والمترددة على السنة اعضاء الاتحاد وبضمنها طبعا المدرب الصربي بورا !

وبتقديرنا لو ان منتخبنا ظل بذات الحالة غير المستقرة التي استمر بها خلال تولي مدربه السابق زيكو مهمة التدريب التي بقى غائبا عن اداء مهمته بالصورة الصحيحة  وتخلى عن مسؤوليته لفترة طويلة مما انعكس ذلك سلبا على منتخبا  .. نقول لو استمر المنتخب بذات الحالة لكنا بل لربما زدنا اصرارا على المطالبة بالاستغناء عن زيكو كما حصل من قبل حتى يتولى اي مدرب اجنبي اخر محله ولم نكن نستبعد ان يكون بورا واحدا من تلك الاسماء البديلة التي ومثلما قلنا ترك انطباعا حسنا لدينا بعد تجربته الناجحة معنا في بطولة القارات .. ولكن باعتقادنا الحالة بالوقت الحاضر تختلف كليا بعد ان اثبتت التجارب الاخيرة وتحديدا بطولة الخليج ان مدربنا حكيم شاكر نجح وبتفوق ان يقود منتخبنا ليس في تحقيق نتيجة ايجابية بالتأهيل الى نهائي البطولة بل في الوصول بمنتخبنا الى توليفة جمعت بين الخبرة والشباب واقتربت الى حد كبير من حالة الاستقرار التي كان المنتخب احوج اليها !!

لن نقول ان منتخبنا ليس بحاجة الى كفاءة تدريبية اجنبية من طراز مميز كتلك الاسماء المتداولة هنا وهناك !! ، ولكن ياترى هل لنا الامكانية في التعاقد مع مدربين من طراز سكولاري أو السويدي اريكسون أو  هيدينك اوالفرنسي فيليب تروسيه وحتى  مينزيس مدرب منتخب البرازيل السابق الذي يطالب بمبالغ خيالية   .. أم انها مجرد زوبعة في فنجان ؟!! ، وبالمقابل هل تجدون بورا بديلا مناسبا يوازي (مستوى) المنتخب العراقي الذي طالما اكدنا انه اي المنتخب يحتاج الى مدرب اجنبي ولكن ليس كل  اجنبي  ؟!! وقبل هذا وذاك من حقنا ان نتسأل ايضا .. اذا كان بورا قد امضى سنوات وسنوات عديدة في منطقة الخليج فلما لم يقع عليه الاختيار من قبل اي من المنتخبات الخليجية حتى هذه اللحظة ؟!! ..

لربما (عقلية) بورا التدريبية كانت تنفع في ذلك (الزمن) !! ، والتي نراها مختلفة في هذا (الزمن) الذي تسجل فيه انتصارات الكرة العالمية لمدربين شباب ولكن بعقول حديثة و مبدعة !! .. فيكفي ان نرى غارديولا الذي اذهل العالم ومعه (مساعده) فالانوفا الذي يقود البرشا اليوم ومعهما الداهية مورينيو مدرب الريال .. (فالزمن ) اختلف حقا !!.. واذا كنا نبغي التطور فلابد ان نبحث عن مدربين اجانب (حقيقيون) وبشرط ان يكونوا من هذا (الزمن) وليس من الازمنة الماضية ؟!!