شهداء شباط 1985 دماء زكية لحركة فتية

 

 

                

                                                       

                                                         

                                                

 

                                                                                             سركون سليفو    

 

تحية للذين بزغوا من اعماق الجراح ليعلنوابشهادتهم ميلاد الوجود الآتي

عبارات ظلت ترن في الوجدان والضمير لتتحول في لحظة الى ارادة عمل وطاقة متجددة في درب التواصل والعمل لتحقيق شعارات واهداف الحركة الديمقراطية الآشورية "زوعا" عبر عقود مضت من عمر زوعا، ليظل رفاق درب الشهداء والذين انضموا الى المسيرة من مناضلي الاجيال الجديدة حيث لازالت جماهير شعبنا متواصلة في رفد زوعا بطاقات متجددة لتحافظ على تلك القيم والمبادئ ومسيرة الكفاح والنضال التي من اجلها قدمت الارواح على مذبح حرية شعبنا وفي قافلة الشهداء اولئك هم الرفاق اعضاء من قيادة الحركة ومن مؤسسيها الشهداء الخالدين يوسف توما ويوبرت بينيامين ويوخنا ايشووالذين سبقوهم الى ميدان الكفاح والتضحيةالرفاق جميل متي "سنخيرو" وشيبا هامي "فرنسو" في مرحلة الكفاح المسلح الذين كانو باكورة مسيرة الشهادة والتضحية ومنارا للمناضلين الذين اعطو للاجيال دروسا عظيمة في الشهادة والتضحية والشجاعة ونكران الذات ومواجهة اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ العراقي المعاصر.

محطات ومفاهيم وقيم

قد يكون العديد من اعضاء زوعا ومسانديه واصدقاءه من الاجيال الجديدة  بعيدين بعض الشي عن تفاصيل العمل اليومي التي واكبت نضال الرفاق في بدايات تأسيس زوعا والمراحل اللاحقة اثناء الكفاح المسلح في جبال بيث نهرين والنضال السري في المدن والقصبات وما صاحبها من ظروف صعبة وتحديات جسام خاصة في عملية نشر الوعي القومي والسياسي بين الجماهير ورص الصفوف وبناء تنظيم قادر على مواجهة الآلة الامنية والمخابراتية الكبيرة ومقاومة الفكر العنصري الشوفيني للنظام وعمليات الصهر القومي والقهر السياسي ومحاولاته في تغيير ملامح الهوية القومية لشعبنا وفصله عن تاريخه العريق وارثه الحضاري الضارب في جذور ارض بيت نهرين / العراق، وكذلك محاولات الدكتاتورية الشوفينية في زرع الفتن والشقاق بين ابناء شعبنا والتدخل بشكل كبير في النشاطات الاجتماعية والكنسية.. الا ان بوصلة العمل لاعضاء زوعا وتنظيماته واضحة في تحديد المبادئ والثوابت التي بني عليها فكره السياسي القومي وابعاده الوطنية والعمل على ترسيخها بين الجماهير والرد على كل تلك السياسات من خلال العمل التنظيمي والسياسي وزرع الوعي المقاوم. حيث انبرى هولاء الابطال لتحويل تلك المفاهيم والقناعات والمبادئ الى برنامج عمل يومي يعمل على التحرك بين الجماهير بمختلف فئاتها وشرائحها وخاصة بين الشبيبة والطلبة حيث انظمت اليه النخبة القومية الواعية وعملت على التواصل مع الجماهير ومن خلال نشر المنشورات والبيانات اضافة الى الجريدة المركزية بهرا التي كانت تصدر من بين ثنايا جبال وطننا حيث اطلقت صرخة الحرية واعلنت ولادة مرحلة جديدة للنضال القومي والوطني لشعبنا.

حملات الاعتقالات مواقف ودروس وعبر

بدأت الحملة الشرسه للاعتقالات بين صفوف تنظيمات الحركة الديمقراطية الآشورية"زوعا" بدءا من بغداد ومرورا بكركوك والموصل والعديد من المدن والقصبات التي يقطنها شعبنا والتي جاءت في اثر اعتقال الرفيق الشهيد يوبرت بنيامين خلال توزيع العدد 8 من جريدة بهرا بعد مخطط امني جبان وبيد بعض المأجورين ضده والذي خطط لاستهداف العمل التنظيمي المتصاعد وفك التواصل والانسجام بين منطقة الكفاح المسلح وفروع وتنظيم زوعا في داخل المدن.

حيث استنفرت الاجهزة الامنيه فيها وشنت حملة اعتقالات واسعة ضد تنظيمات زوعا ومسانديه وجماهيره بحيث وصل عدد المعتقلين وفي مدة قصيرة الى اكثر من 150 شخصا بين من هم من التنظيم وبين المساندين والاصدقاء. كانت تجربة جديدة لجماهيرنا والنخبة القومية والسياسية لشعبنا وهم يخوضون غمار عمل سياسي في ظل اعتى الانظمة القمعية والبوليسية والدكتاتورية والشوفينية العنصرية المقيتة. كانت تجربة ولحظات تحد تاريخية واجه بها رفاقنا المعتقلين ومنهم الرفاق الشهداء وباساليب شيطانيه في التعذيب النفسي والجسدي مورست فيه ابشع صنوفها للتاثير على المعتقلين وكسر ارادتهم وعزيمتهم. وماكان من المحاكم الكارتونية ومسرحياتها الهزيلة الا درسا مضافا لرفاقنا وهم يستمعون الى احكام الاعدام والسجن المؤبد.

وفي الزنزانات يتذكر الجميع من الرفاق المعتقلين في السجون ما نقل من قسم الاحكام الثقيلة  تلك الشعارات التي اطلقها رفاقنا الشهداء ضد الدكتاتورية وهم في طريقهم الى المشانق وهم يهتفون بحياة الحركة الديمقراطية الآشورية ونضالها العادل من اجل الاقرار بالوجود القومي لشعبنا ويصعدون المشانق ليقولها البطل يوسف توما للقتلة سنموت وارجلنا فوق رؤوسكم. بتلك الروح الوثابه والقدرة العظيمة وشجاعة الفرسان واجه هؤلاء الابطال الدكتاتورية وسالبي حقوق شعبنا وقدمو الارواح رخيصة في طريق نضال حركتنا الديمقراطية الآشورية.

قوافل الشهداء ومسيرة النضال لتحقيق الاهداف

كان لاستشهاد الرفاق في سجون السلطة ومن قبلهم الرفاق في مناطق الكفاح المسلح معاني بليغة الاثر في المجاميع التنظيمية ان كان في المدن او في مناطق الكفاح المسلح  حين اعطت للعمل القومي والكفاح ضد الدكتاتورية وفي طريق تحقيق الوجود القومي زخما كبيرا وافاقا واسعة للنضال، حيث شرعنت النضال واعطت له معاني سامية ورسمت للمبادئ خطوطها الواضحة التي حفرت في وجدان كافة المناضلين ودفعت بهم نحو تطوير ادواتهم في العمل على مواجهة التحديات الجسام وخوض غمار العمل السياسي والقومي بوتيرة متصاعدة والانفتاح نحو افاق العمل الوطني بشكل كبير بعدما امتزجت دماؤها بدماء شهداء العراق من اجل حرية الوطن. وعلى الصعيد القومي كان لهذه التضحيات  صداها الواسع  في الوطن والمهجر حيث عملت الفصائل القومية الاخرى الى اعادة النظر في برامجها السياسية بما يتلاءم والوضع السياسي الجديد ومتطلبات العمل القومي في الوطن والواقع المعاش بعيدا عن الطوباوية والشعارات البعيدة عن واقع شعبنا في الوطن، فكانت التحالفات والتنسيق فيما بينها للعمل بما يتلائم مع الحاجات التي حددتها الحركة الديمقراطية الآشورية. ان ما تعيشه الساحة القومية اليوم خاصة ما يتعلق بنضال حركتنا هو امتداد لعقود خلت من تراكم العمل السياسي والقومي والوطني حيث صار اسم زوعا يسمع في كل الزوايا ومن افواه كل الاعمار وحين تهب الجماهيرعند المحطات والمنعطفات لتعبر عن التفافها الكامل حوله وحرصها عليه وعلى مسيرته التي لابد ان يكون في مراحل معينة كبوات قد يكون لاسباب داخلية او موضوعية ولكن تظل الحركة هي التنظيم السياسي الذي انطلق من رحم هذا الشعب المضطهد نحو افاق الحرية وتحقيق وجوده القومي والسياسي على ارض ابائه واجداده وفي الختام لايسعني الا ان انحني ومعي ابناء شعبي امام قافلة شهداء زوعا وشهداء شعبنا وامام شهداء الحرية ونجدد لهم العهد الذي قطعناه على انفسنا في مواصلة المسيرة والطريق الذي رسموه لنا بدمائهم الزكية.