لن أشجع نادي ريال مدريد!

 

                                                                                                                

                             

 

 

 

 

                                                   

 

                                                   

                                                                 

                                                                    مارتن كورش

        

              نقرأ سوية الخبر التالي:(نشرت صحيفة ماركا الإسبانية، أن ( فان بيريز) قرر التخلي عن "الصليب" الموجود في شعار الفريق الذي أضافه الملك ألفونسو الثالث على الشعار عام 1920، وذلك بعد وضع فلورنتينو بيريز رئيس النادي حجر الأساس لمنتجع النادي في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة الخميس الماضي.) أنتهى الإقتباس

هل على المسيحي أن يرضخ ويتنازل ويغير ويتخلى ويلغي لكي يحصل على رضى الغير؟ أم هل يحق له أن يوقف العمل بمعتقده لفترة ما أو في منطقة ما لغرض تمرير عقد عمل ما أرباحه تساوي الملايين؟ المسألة ليست الملايين! بل هي (لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟)"مرقس8: 36". وهي إستعداد البعض لكي يحيد عن جادة الصواب، ويتنازل عن مبدأ سماوي نال منه الكثير من البركات ويوم رأى الدولارات ركض وتنتزل عنه وكأنه قميص يلبسه أو يخلعه متى ما أراد. أن مسألة رفع الصليب عن تاج شعار فريق نادي ريال مدريد، كانت عملية تسيير بترغيب المال في عيون إدارة النادي، التي أسرعت ورفعت الصليب وإستلمت عقدا قيمته ملايين الدولارات. لو كان للجمهور الكروي قرار في هذا الأمر لكانوا قد خيروا الريال بين ملايين الدولارات وبين أصوات المشجعين الذين يعدون من حول العالم بالملايين. شعار مختار منذ عقود من السنين واليوم يتم التنازل عنه. أن في الحياة مبادئ وعقائد لا يحق للغير مطالبة المتعامل معهم بمحوها وشطبها لأنه لا يؤمن بها. وإلا أين أصبح مبدأ الرأي والرأي الآخر؟ هل قام الرياليون بدفنه في كيس كبير للدولارات؟ أم غطوا عيونهم وصموا اذانهم بأوراق خضر (دولارات)؟ قيمة الصليب لو يعرفها الرياليون فهي كبيرة وعظيمة في مغزاها ونتائجها ووجودها. نعم يحق للطرف الآخر السؤال عن إمكانية تغيير رأيك في أمر عمل ما. لكن لا يحق له أن يسألك التخلي عن معتقدك؟ ولا يحق لك كمسيحي مجاراته والعمل على إزالة رمز تجسدت عليه خطة الفداء التي طبقها يسوع المسيح. تلك الخشبة التي كانت قبل المسيح من غير قيمة يُعدم عليها اللصوص والسرَّاق. فجعل الرب منها ذات معنى غني يحملها المسيحي اليوم ليس لإغاضة الغير بل إعترافا بعمل الرب وبعملية الصلب وبالقيامة وبأن حامله مستعد على صلب ذاته القديمة عليه ليقوم مع المسيح (وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.)"غلاطية6: 14". وقد يسأل سائل، ما هو الوازع الذي به نوقف مثل هكذا تعديات؟ برأي كل جهة وما تترأسها من جهة إدارية عليا، تكون مسؤولة أمامها في كل تجاوز أخلاقي أو تعدٍ على الرموز السماوية. لكن الذي نراه هو عكس هذا! لأن الجهات الإدارية أو القانونية أو حتى المحاكم الإدارية العليا في الدولة الأوربية لا تتخذ قرارا حازما بحق المتجاوزين على المبادئ العامة أو المعتقدات السماوية! معللين ذلك بأن حرية الفرد مقدسة! لكن هنا مؤسسة معروفة أختارت بمحض إرادتها شعارا(العلامة التجارية) لها وسجلته لدى الجهات الحكومية في الدولة كإتحاد كرة القدم في الدولة والقارة. حسب قانون التجارة لا يجوز تغييرها. لكن لعاب فان بيريز سال فأقدم على رفع الصليب مقابل دولارات. يجدر بالفاتيكان التنديد بما أقترفته إدارة نادي ريال مدريد. لأن الأمر سماوي ويمت إلى الملايين من الناس بصلة، إضافة إلى أن النادي بمحض إرادته إختار التاج وفوقه الصليب ليكون له شعارا وعاد وغيره باع صيته. يذكر أن (الملك ألفونسو الثالث قد أضاف الصليب على الشعار عام 1920،) برأي كان هذا شعورا نابعا لدى الملك نفسه من أنه لا يمكن عزل الصليب عن التاج، لأن لا معنى للثاني بدون الأول. بل أصبحت للثاني قيمة منذ اللحظة التي وضعوه على رأس المصلوب يسوع المسيح، وهو مصنوع من الشوك. إختار النادي بنفسه شعاره من رمز سماوي ولم يعطه القيمة الروحية التي يتمتع بها، وقد يكون قد جذب به أنظار العديدين من مشجعيه! وعاد وألغى قمته لما سال لعابه وهو يشاهد ملايين من الدولارات! اذا من الأجدر به اليوم أن يختار رمزا أرضيا. أنه البزنز الذي ترضخ له الرقاب الضعيفة والتي لا تشبع ولا ترتوي من حبها للأموال. لقد قال الرب في كتابه المقدس (لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.)"1تيموثاوس6: 10". هل يحق لأي كان في أي تعامل مالي أو مادي أن يتنازل عن معتقده؟ أو دينه؟ أو رمزا من رموز السماء الذي تربى عليه؟ هل يحق للعابد أن يغير معبوده الذي هو الله؟ هل يحق للشخص أن يعترف بمبدأ ما في مكان ما ومن ثم ينكره في مكان آخر؟ هل هي لعبة أم أن الرياليون قد أعتقدوا بان المعتقد هو كالكرة المدورة التي لا تقف مستكينة على المستطيل الاخضر؟ بما أن الصليب هو خاص بالسماء، لأن عليه صلب الرب. اذا لابد من رد فعل يأتي من مشجعي نادي ريال الغيورين. وهو مطالبة إتحاد الكرة الإسباني: بقرار سحب شعار نادي ريال مدريد منه وذلك لعدم إحترامه.