الفنان المسرحي كرم خضر يتحدث عن مسرح المضطهدين هذا المسرح يتسم ّبالأختلاف وهدفه الأول هو الخروج الى الأماكن المفتوحة

 

                                                                                                                

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                              حوار: شاكر سيفو

                                                                                                      

 

                    كرم خضر من الفنانين المسرحيين الناشطين في مدينة بغديدا "قر ه قوش " اشترك بعدد من الاعمال المسرحية التي قدمتها فرقة مسرح قره قوش  للتمثيل  اما عمله المسرحي هذا : سلام يا ابو سلام : فهو من نشاطات مجموعة من الممثلين الذين اختاروا مسرح المضطهدين حقلا فنيا للحرث في جمالياته وقدموا عملهم الأول " حكاية شحرور: اخراج الفنان المبدع عامر ايوب الذي مثّل دور الجوكر " اما جوكر هذا العمل فهو الفنان كرم خضر .. حاورناه حيث تحدث  عن ما يختلج في خاطره  عن مسرح المضطهدين ومسرحيته الجديدة : ياسلام يا أبوسلام :

- ماذا يعني لديك مسرح المضطهدين وكيف ترى عملك المسرحي فيه ؟   

*مسرح المضطهدين طوره المخرج البرازيلي اوغستو بوال فقد كانت هناك عدة عوامل مسرحية واخرى سياسية واجتماعية هي التي حفزت بوال للوصول الى هذا المسرح بعد ان راقب ماعانته بلاده البرازيل من ظلم دكتاتورية العسكر وآحتكارهم  للسلطة  .ومسرح المضطهدين يعتمد على مسرح المنبر الذي هو احد اشكاله وهو مسرح تفاعلي حيث يتفاعل الجمهور مع الممثلين  على خشبة المسرح فلم تعد الصالة ضرورية لعرض العمل المسرحي لأن هذا المسرح رغم الجدية التي يتسم بها و الاختلاف يظل في جذوره ملتزما بالقواعد الدرامية التي تعارفت عليها الاجيال ولا يتقدم الا من خلالها فهو يخرج الى اماكن متعددة منها الساحات و الحدائق و صالات الاحتفال و الجمهور هو الهدف الأول لهذا المسرح.

واذا كان كل مسرح يتطلع الى التغيير ويعنيه الجمهور فقد توقفت هذه العناية عند حدود التوجيه بشكل فوقي الى حد كبير اما في مسرح المضطهدين فأن الجمهور يجرب ويتعلم ويوجه نفسه من خلال ذالك أو يتوصل الى المواقف التي يفترض أن يتخذها تجاه القضايا التي تعرض وهي قضايا تخصه بالذات وليست قضايا عامة فحسب وهذا الأسلوب المسرحي  الذي بات مدرسة واسعة الأنتشار في العالم  كله أذ يعتمد على عاملين لابد من توافرهما حتى يحقق طموحه الأول:هو قوة عناصر العرض جميعا في العرض الذي يسمى الموديل أو النموذج بدءا من الجرأة في طرح القضية التي تمس الجمهور والثاني: قوة الأداء وبقية العناصر المسرحية الأساسية وهذا العمل هو الذي يحفز العامل الاخر وهو استعداد الجمهور وشجاعته في ذلك ..

- والى ماذا يسعى هذا المسرح حسب رؤيتك له؟

*يسعى هذا المسرح الى التغيير فمن خلاله يقوم الممثلون بطرح مشكلة معينة ويقوم الجمهور بايجاد حل للمشكلة المطروحة

أختار بوال المضطهدين لأنّه وجد أنّ الكلمة مسجونة على الخشبة التقليدية وهو أرادها أن تكون حرة في أيّ مكان تستطيع أن تكون فيه وعندما لاحظ أن الكلمة يمكن أن تصادر من قبل الرقابة المضطهِدة سلطوية كانت أوطبقية أو أبوية توجه الى من يعانون من هذا الاضطهاد حتى يصرّحوا به أو يصرخوا في وجهه...

-ما معنى الجوكر في هذا المسرح وما فاعليته؟

*الجوكر هو المحور الأساسي في العرض المسرحي وحلقة وصل بين الجمهور والممثلين حيث يقوم بجمع الأفكار والمعلومات حول مشكلات معينة وأعداد نص يتضمن هذه المشكلة وهو المخرج لهذا النص...

- ما سبب اختياركم لموضوع الزواج  لعملكم المسرحي هذا؟

*كان سبب اختيارنا لهذا الموضوع بالتحديد أي موضوع الزواج في مدننا  وذالك لأننا رأينا أن هناك مشاكل عويصة و كبيرة تحول دون تحقيق هذا الهدف الحياتي السامي ومنها الأسراف في تكاليف الزواج والتي تقع على الوالدين بصورة خاصة فمعاناة الشباب كبيرة في تحمّل مصاريف الزواج ..

- ما رأيك بالمسرح في سهل نينوى؟

*ان المسرح في سهل نينوى كالقمر: الكل يعلم به ولكن القليل من يتوجه نحوه هكذا هو المسرح في رأيي في سهل نينوى . يفتقر المسرح الى الجمهور وايضا الي التغيير ..مازالت الأعمال التي تقدم على الخشبة أشبه بالتراجيدية التي تقدم على المسرح التجريبي ينقصه التنوع في اختيار الأعمال الكبيرة العالمية مثلا.. الى الان لم اشاهد عرضا بلغة الجسد وهذا الذي يجعل معظم الجمهور بعيدا عن المسارح ..

- هل حققتم تقاربا وفهما جيدا وكبيرا مع الجمهور في تقديمكم لهذا العرض  المسرحي؟

* كان هناك تفاعل كبير من قبل الجمهور في العرض المسرحي الذي قدمناه حيث لاقت مسرحية "ياسلام ياابو سلام" نجاحا من خلال الاسلوب الذي طرحت به.

- هل تحدثنا عن بداياتك ؟

* كانت اولى مشاركاتي في مجال المسرح في المرحلة المتوسطة كنت أشارك بالأنشطة الفنية التي كانت تقام في المدرسة من المعارض والاحتفالات والأعياد حيث كنا نقدم مشاهد قصيرة في ساحة المدرسة وفي السفرات والندوات الثقافية ومهرجانات الجامعة وبقيت متواصلا بالأعمال إلى أن دخلت كلية الفنون الجميلة التي كانت أمنيتي والتي قدمنا بها أجمل الأعمال المسرحية وبعد التخرج أصبح عملي مع فرقة مسرح فره قوش للتمثيل لما تقدمه من أعمال مستمرة ورائعة والى الآن أنا مستمر في هذا المشغل الفني...