موعد مع التأريخ ؟!

 

                                                                                                                

                     

      

                       

                                                                                       

                                                        يعقوب ميخائيل

               

                                                   

           لم يأت تفاؤلنا بأشبال الاسود من فراغ ولم نكن اطلاقا مفرطين بتفاؤلنا عندما راهنا على هذا الفريق الذي رسم ملامح منتخب المستقبل منذ بطولة العرب التي جرت في تونس وحصل فيها منتخبنا على المركز الثاني بالبطولة بعد منتخب الدولة المضيفة تونس التي فازت علينا بثلاثة اهداف دون مقابل في المباراة النهائية !

هناك من وجد في تلك الخسارة اي في المباراة النهائية امام تونس وبثلاثة اهداف وجدها مثقلة في حينها بحيث جعلت هذا البعض يشكك حتى في امكانية ظهور منتخبنا بمستوى يوازي مستوى البطولة الاسيوية الجارية حاليا في ظهران!! ، بينما حقيقة الامر لم تكن كذلك بل كانت عكسية تماما اذ ان الخسارة مع تونس حينها كانت بمثابة ناقوس خطر حاول منتخبنا وبجهود استثنائية من كادره التدريبي بقيادة الكابتن موفق حسين ان يجعل من تلك الخسارة درس يستنبط منها العبر كي لاتتكرر اولا ومن ثم يستطيع الافادة منها كي يستثمر كل ما يمتلكه منتخبنا من قدرة وامكانية متميزة افصح عنهما لاعبينا من اجل تحقيق الهدف الاسمى والمتمثل بالوصول الى المربع الذهبي في البطولة الاسيوية كي نضمن مقعدا في مونديال الامارات بالعام المقبل !

لقد بدا واضحا ومنذ المباراة الاولى التي لعبها منتخبنا في البطولة مدى عزمهم واصرارهم على تحقيق الانجاز التأريخي الذي كانوا على موعد معه ! ، فلم يتوان اندفاعهم المبهر الذي اقترن باداء متميز في المباريات الثلاث الاولى التي حقق فيها الفوز واحد تلو الاخر ابتداءا مع عمان ومرورا بتايلند وانتهاءا باستراليا ! ، حتى جاء موعد مباراتنا الحاسمة مع الكويت وفيها قلب اشبال الاسود موازين القوى بالمباراة في شوطها الثاني برغم حساسيتها واستمرار حالة التعادل سواء مع انتهاء الشوط الاول او مع بدايات دقائق الشوط الثاني التي فيها ادرك المنتخب الكويتي التعادل بعد تقدمنا بهدف للوهلة الاولى! .. ولكن ومثلما تابعنا وتابع معنا الملايين كيف ان حنكة المدرب وقراءته الصحيحة لمجرى المباراة وتحديدا في عملية اشراك البدلاء بالوقت المناسب من اجل احداث تغيير في النتيجة .. كيف ساهمت تلك (القراءة) في تسجيل اسرع هدف بامضاء البديل سليمان علي الذي لم يمض حتى ولو دقيقة واحدة بين زمن اشراكه بالمباراة وبين عناق كرته لشباك منتخب الكويت! ، ليس هذا فقط بل ان تبديل اخر ساهم في تعزيز التفوق الذي فرضه منتخبنا فجاء الهدف الثالث كي يضعنا جميعا على اعتاب (الاطمئنان ) بان اول بطاقة المونديال الاسيوية قد اصبحت من نصيب اشبال الاسود الذين دخلوا التأريخ من اوسع ابوابه محققين انجازا كبيرا استحقوا ومعهم كادرهم التدريبي كل التحية والاشادة والثناء .. فالف مبروك لهم ولنا جميعا هذا الانجاز التأريخي الرائع!