فيسبوكيات آثوريه (2) : مباراة بكرة القدر

 

                                                                                                                

                     

      

                       

                                                               

                                                      

                                                         أسامة إدورد

               

انطلقت المبارة الحماسية بين فريقي "رجال الثورة" و "أيتام بدري بك أبو كلبشة" في الثامنة مساء بصافرة الحكم النزيه.

    بدا واضحا أن فريق "الثورة" كان يسيطر على أجواء الملعب بمهارة وتقنيات مدهشة وأداء لافت وأخلاق رياضية عالية، وكان الجمهور الذي جاء لمشاهدة  استعراض ممتع من كلا الفريقين، يصفق بحماس شديد لأداء فريق "الثورة" الذي استطاع مرارا هز شباك الخصوم  تحت قصف الضربات المتوالية من الدفاع والجناح والهجوم.

   توالى تسجيل الأهداف في مرمى فريق "أيتام بدري بك" فكانت النتيجة (3 – صفر). هذه النتيجة وإن أسعدت الجماهير باعتبارها نتاجا منطقيا لعمل متفان من قبل فريق متكامل متجانس مخلص ومؤمن بالنصر، فإنها صدمت فريق "أيتام بدري بك" فجن جنون مدربه للخسارة المحتومة والمباراة على مشارف الانتهاء (يا هم لالي يا هم لالي).

  الصدمة كانت أكبر عندما طلب مدرب فريق "بدري بك " ايقاف المباراة وأصر على ضرورة إطفاء جميع الأنوار في ساحة الملعب، متذرعا بأن "النور" يسبب مشكلة كبيرة بالنسبة له ولفريقه لأنه يشكل غشاوة على أعين اللاعبين، (يخرب بيتك شو كزاب) وهو السبب الذي أدى الى خسارتهم بهذا الشكل المدوي، والأفضل أن يلعب فريقه المعتاد على "الظلام" من دون أضواء !!

  وأمام إصرار المدرب وتهديداته تحت شعار "يا خريبة يا لعيبة" اضطر فريق الحكام للاستجابة الى الطلب. كيف لا وقد اشتهر هذا المدرب سابقا بتخريب كل مباريات الدوري، وبتدمير فريقه مراراً، وطرد اللاعبين الشرفاء منه واستبعاد من يعترض.

  استأنف الحكم المباراة، وفجأة طغى السواد الحالك على ساحة الملعب، لينتهز فريق "أيتام بدري بك" الفرصة ويبدأ بتنفيذ الخطة الرياضية المحكمة التي وضعها مدربه التاريخي والتي تقتضي بتوجيه ضربات ساحقة الى ساق وقدم كل لاعب ماهر في فريق "الثورة" حتى يتم إصابة هؤلاء بشكل ناجز يمنعهم من التحرك وتسجيل المزيد من الأهداف.

   بعد دقائق معدودات من الظلمة، استفاق الجميع على صافرة الحكم النزيه معلنا النهاية. انتهت المبارة وأضيئت الأنوار وكانت الصدمة الكبرى !! جميع رجال فريق "الثورة" ملقون على الأرض وهم مصابون، والنتيجة الظاهرة على اللوحة تحولت الى ( ثلاثة  – تسعة) لصالح فريق "أيتام بدري بك أبو كلبشة".

  ساد الصمت مدرجات الجمهور المصدوم الذي غادر الساحة دون تعليق..

  بعد دقائق خرج مدرب فريق "أيتام بدري" على الإعلام في مؤتمر صحفي كبير ليبلغ وسائل الإعلام أن فريقه حقق انتصارا كبيرا وأن هزيمة الفريق المنافس تاريخية بكل المقاييس.