شــكوى قائمة الرافدين 126 بين عدالة  قوانين  المفوضيه  وصراحة السيد هريم كمال أغا

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  شوكت توسا

 أستهل مقالتي بتهنئة  أقدمها لكل من حقق الفوز الشفاف في انتخابات برلمان الأقليم بأصوات مؤيديه ومؤازريه النزيهه  متمنين للفائز الإخلاص في إدارة شؤون المواطن وإحترام حقوقه دون تفريق او تميييز, كما نتمنى سعة الصدور  فيما سنطرحه من نقد وتعليق الهدف منه تحقيق ما هو خير للجميع  .

الى المسؤولين والمنتخبين الجدد المحترمين, مع ان نتائج الانتخابات قد ظهرت بشكلها النهائي , الا ان كلاما  ورأيا شخصيا لابيد ان يقال في مناسبة  شكوى قائمة الرافدين , حيث:

بتاريخ 19 أيلول 2013  قرأنا  على موقع عينكاوه  نص الشكوى التي تقدمت بها قائمة الرافدين 126  نقتبس أدناه مقتطف من نص الشكوى :

 ""وردتنا معلومات من مراقبي قائمتنا (126) ومن بعض منتسبي القوات العسكرية والامنية في دهوك المشمولين بالتصويت الخاص لانتخابات برلمان اقليم كوردستان التي جرت اليوم 19/9/2013 بأن المراجع العليا السياسية والامنية في الاقليم قد وجهت الناخبين المشمولين بالتصويت الخاص بالتصويت لصالح قائمة الكوتا (127) / التسلسلين (2 و 4)، وبمعدل (1500) الف وخمسمائة صوت لكل منهما في مركز دهوك ،  و في المراكز الانتخابية عمادية ، زاويتة، سرسنك، سميل، زاخو، ديرابون وباطوفة وغيرها  ، اضافة الى التوجيهات والضغوطات المستمرة على المصوتين  داخل مراكز التصويت وبصورة علنية ، ويشهد على ذلك العشرات من منتسبي الكيانات السياسية المختلفة في كافة المراكز المذكورة اعلاه ".انتهى المقتطف .

   لم نقرأ أي رد او تعليق رسمي من الجهه المشتكى عليها , سوى تبريرات  أصفها بالمبتذله لأنها نحت منحى تبريري أفلج  يستسهله المتعاجزون عن التفكير باهميه تشكيل كيان سياسي يستطيعوا باستقلالية برنامجه النضالي كسب اصوات  شعبهم بارادته بدون لف ودوران , أما  فيما يتعلق بردة فعل مفوضية الانتخابات المستقله أزاء الشكوى , فقد تبين انها إعتمدت على ما تيسر في نصوص قوانينها (العذر اقبح من الصوج). فهي لم تنف صحة ما جاء في مضمون الشكوى لكنها لم تأخذ بها لعدم وجود نص يمنع  المراجع السياسيه والأمنيه  من التدخل باي شكل في شأن مقاعد الكوتا  كتوجيه  جماعاتهم  للتصويت  لقائمة دون اخرى من كوتا المسيحيين كما يسمونها , كأن تكون  قائمة 127 المشار اليها في نص الشكوى, والتي يرأسها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي  تأسس بدعم وتمويل  لم يعد البت فيه سرا او امرا مكتوما, ومن يرى في قول الحقيقه  دس وبث الأحقاد  فهو حر فيما يقول لكن للحقيقة ايضا كلمتها الحره التي بالتأكيد  تزعج آذان الذين يجدون في السياسه بزنسهم المربح ومصدر رزقهم الاسهل  .

 من تفاصيل المجريات السياسيه التي يشهدها العراق , برز نمط من المنافسه   مدعوم بنصوص دستوريه وقانونيه ناقصه  تسمح بالاختراقات لا بل تعتبرها حق لا تشوبه شائبه تحت ظل ديمقراطيه  باهته  وقوانين مبتوره  تتطلب التقويم كما هو حال قوانين مفوضيه الانتخابات المستقله التي بحسب قوانينها  يحق لاي حزب سياسي غير كلدواشوري سواء عربي او كردي /  وغير مسيحي سواء شيعي او سني  إستغلال مقاعد الكوتا الخمسه  واستخدامها لضمان مقعدين مواليين له و بسهوله  بمجرد  اعطاء 1000  او 1500 صوت من اصوات منتسبيه لقائمة  من قوائم الكوته, في الوقت  الذي يتطلب حصوله  على اكثر من ثلاثين الف صوت كي يضمن  مقعدا  واحدا  في قائمته خارج نطاق الكوتا, إذن لماذا تم إقرار هذه الكوتا الكسيحه المستباحه؟.

    هذا الذي حصل يشكل رساله  لكل من يود التعرف على هيبة العمل السياسي في طول العراق الديمقراطي الجديد وعرضه , رساله واضحه لا تنم عن اهتمام مرسليها بسلبية انعكاساتها النفسيه على علاقات العراقيين فيما بينهم  بقدر اهتمامهم في استحواذ السلطه والكعكه  باي وسيلة كانت,  وما احلاها من ديمقراطيه  حين  تمهد لجعل المستضعف  صاحب الكوتا آلة وأداة  سهله ضمن أجندة الأقوياء والمتنفذين.

 في الحقيقه يستغرب المرء متسائلا يا ترى كيف يتسنى في مثل هكذا ديمقراطيه عرجاء مد جسور التآلف والتآخي التي يزمر بها سياسييونا العراقيون ليل نهار وكيف سيأتمن المظلومون و محبوا الديمقراطيه والحريه على حريتهم وحقوقهم  في ظل قوانين تعمد ُمشرّوعها  في صياغتها مجتزءه ومنقوصه ؟ تساؤل لو تكرم واجاب عليه السياسييون سنكون لهم شاكرون  .

في نفس موضوعة  الشكوى أعلاه, و قد أعلن عن نتائج الانتخابات النهائيه , أمر لفت  نظري وانا اقرا تصريح  السيد المسؤول السياسي الكردي هريم  كما أغا,مسؤول في الإتحاد الوطني الكردستاني كما ورد في الخبر المنشور , حيث صرح حضرته  قبل ايام من اعلان النتائج مطالبا: (بوجوب التوقف عند ظاهرة حصول التركمان والكلدان والاشوريين على أصوات كثيره بين صفوف قوات الزيرفان والقوى العسكريه  الاخرى في محافظات الاقليم), وقد جاء اعلانه هذا على موقع قناة الفضائيهNRT المستقله حيث يضيف سيادته :

"إن هذا يعتبر تزوير وشراء ذمم بعض الناس,.............................." . لو إكتفينا بقراءة هذا الجزء من كلامه  منفصلا عن الذي تلاه , سيتبادر الى الذهن بان المقصود  فيه هو ان الإخوه في قائمة التجمع الكلداني السرياني الاشوري  المرقمه127  قد  كسروا حواجز السلطه وتمكنوا من تحقيق نصر  لقائمتهم 127 في شراء  1500 او ربما اكثر من  أصوات العسكر ورجال الامن  الاسايش والشرطه كي يصوتوا لقائمتهم !!  طبعا تلك امنيه  ليس من السهل البت فيها !!!! غير اننا حين نكمل قراءة بقية ما قاله السيد هريم  حيث يضيف في تصريحه (( .... لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني بنفسه قد خلق هذه الأحزاب))  بالتاكيد ستتوضح الصوره , مع ان الاستاذ هريم  لم يذكر هذه الأحزاب  بأسمائها , لكنها معروفه  لدى الكثيرين خاصة لدى السيد  الكاتب انطوان صنا الذي وصف الانتخابات بالشفافه والنظيفه والديمقراطيه( ربما في جانب غير الجانب المتعلق بقوائمنا) متجاهلا بان مصطلح الشفافيه يتحقق في هكذا مراسيم  عندما  تحترم ارادة المكونات الأصغر وكوتتهم اليتيمه  ,ليس بالقفز على أكتافها لمجرد عدم ادراج فقره قانونيه تمنع مثل هذه القفزات, لذا كان الأجدر بكاتبنا التحدث  بقليل من  تلك الشفافيه  عن مدى صحة  ما حصل وما مسبباته و من هي تلك الاحزاب التي لم يصنعها ابناء شعبه .

المهم  بعد قراءة ما تفضل به السيد المسؤول السياسي الكردي هريم , يتساءل المرء يا ترى  هل فعلا  راج سوق بيع وشراء الاصوات؟ ومن ذا الذي باع ذمته ومن  اشتراها ؟  ثم هل  قائمة الرافدين  تمكنت من شراء ذمة السيد هريم كمال اغا ( حاشاه) مع احترامنا وتقديرنا له  كي يدلي بهذا التصريح !!! هذا ما لا يتوقعه اي عاقل البتتة  مثلما إستبعدنا شراء ذمم العسكر ورجال الشرطة  من قبل القائمه 127,انما الحقيقه لمن يريد الحكم على اساسها سيجدها  في تفاصيل ودوافع  من المؤسف انها حولت شعب الكوتا الى ألعوبه بأيادي الكبار من المتنفذين .

إذن بناء على ما  دار وما سيدور , علينا ان ندرك جيدا بان في أروقة سياسة هذا العصر العراقي  ممارسات وألاعيب لم يعد يحدها نازع انساني كي يتوقف عندها قليلا  المتنفذون والمنتفعون  , وهنا تكمن مهمة  الكاتب الملتزم  الذي على عاتقه تقع مهمة تنوير القراء بحدود العمل في السياسه كي نتعلم  جميعنا كيف  نمارسها  عندما تحرر نفسها من اي قيد  او نازع  انساني او اخلاقي  , لكننا  نعود ونقول يا سادتنا المسؤولين , ونحن مكسوري الخاطر  كوننا شرقيي الهوى في طباعنا , نقول باننا شاركنا ونشارك آلام المظلومين  و تألمنا ونتألم من الظلم بكل اشكاله و كما اننا نستحيفه حين يكون ابن جلدتنا مساهما في ألحاقه بشعبه , اما الحديث عن  إجحاف  سياسة  الذي شاركناه مآسيه ومعاناته عقودا طويله  , فلا أدري  إن كان علينا ان  نعترف ثم نستسلم لحقيقة ان السياسة  لم تعد تعر اي اهميه   لوصف ظاهره كالتي شهدناها كونها  مؤلمه  ومؤسفه  حين تجتمع فيها ملامح اللاديمقراطيه واللاتآخي واللا ثقه ,  وما على الحليم  سوى ان يفهمها كي يعمل عليها لو ابتغى الصدق والاخلاص مع اهله .

الشعب والوطن من وراء القصد