هل تُحجبُ الشمس ؟

 

   

                                         

 

 

 

 

 

 

     

                            

                                             اوراها دنخا سياوش

     الشمس، وكما هو معروف، نجم ساطع يغذي الارض بأشعته الدافئة، ليضيف اليها روح الحياة وحركتها، فلولاها ما كان وجودنا عليها. ولأهمية الشمس في حياة الانسان صار يترادف اسمها مع المؤثرات الجميلة والمفيدة في حياة انساننا. فالحرية مثلا يرتبط اسمها بالشمس فيقال شمس الحرية، وبزوغها الهم الكثيرين من ذوي العقول الخيالية لإضافة هذه الكلمة الى نتاجاتهم الادبية والثقافية. كذلك عملت الكثير من الاحزاب على ربط تأسيسها بكلمة الشمس تعبيراً عن اشراقة جديدة لحزب غايته خدمة مكون ما ضمن الوطن الواحد. ولا يشذ عن هذه القاعدة بزوغ شمس الحركة الديمقراطية الآشورية الاصيلة في ارض الرافدين لتحاول قيادة شعبنا في بلده وعلى ارضه الى بر الامان المفقود منذ عقود طويلة، والذي بات يهدد كياننا بالزوال من ارض الاجداد. فكانت انطلاقة الحركة، الذي تمخض، وبعد عدة سنوات من تأسيسها، عن التفاف عدد كبير من ابناءنا حولها لتزيد من قاعدتها وتدعم تنظيمهما ماديا ومعنوياً حتى اعتبرت في مرحلة ما انها الممثل الوحيد لشعبنا الكلدوآشوري السرياني.

     فكما الانفجارات الشمسية التي تساعد على اطالة وادامة حياة هذا النجم، حدثت ايضاً انفجارات داخل تنظيم الحركة. انفجارات جعلت الحركة تستعيد شبابها ورونقها ولتكبر وتزهو اكثر فاكثر وتعبر بحق عن ديمقراطية الحركة وليس كما فهمها البعض (ديكتاتورية!) الحركة. فقادة الحركة ووزراؤها تولوا مناصبهم بعد مناقشات مستفيضة وانتخابات ديمقراطية، لا يستطيع أحد نكرانها. لكن يبقى اداء هذه القيادة في دائرة الضوء، بغض النظر عن طبيعة العلاقة بين الاعضاء، عائلية كانت ام عشائرية، هذه الدائرة هي التي تحدد فعالية الاعضاء المنتخبين على الصعيد الحزبي والوزاري، ودورهما في خدمة امتنا والحفاظ على مصالحها.

     فالغيوم عندما تحبس شعاع الشمس، فأنها بذلك تقوم باستئذانها لغرض ارواء  بني الانسان وافادته من مائها، فهي لا تلغيها ولا تمنع ضيائها. هكذا كان دور المعارضين من اعضاء الحركة لرفاقهم. وما يحصل الآن من دعوات لجمع الاعضاء السابقين والمتوقفين عن العمل السياسي وتوحيد جهودهم استطيع ان اضعه في خانة الغيوم النافعة وليس لحجب الشمس عن ابناء شعبنا. فأبناء الحركة المعارضون، وبكافة مستوياتهم ودرجاتهم الحزبية يأبون ان يضعوا العصي في دواليبها لأنها حركتهم اولاً ولأنها مسيرتهم ثانياً ولأنها وجودهم ثالثاً.

   انهم، اي المعارضون، يعلمون جيداً حجم المعوقات والعراقيل التي عانتها الحركة ومنذ تأسيسها، وكيف جرت محاولات وضعها تحت اجنحة بعض الاحزاب لغرض تحجيمها والسيطرة عليها بما يخدم مصالحها، وعندما لم تتمكن من ذلك قامت بطرح احزاب صنعتها واعطت دور قيادتها لكوادر متقدمة من كوادرها، بغية ضرب الحركة ومسيرتها. ولا تزال هذه الاحزاب تحاول وتحاول تجنيد عملاء يتم اختيارهم من النخبة (الهدّامة!) الحاقدة ليس على مسيرة الحركة فقط وانما على امتنا الكلدوآشورية السريانية.

    وحدوا صفوفكم، وكونوا وقوداً لشمس الحركة....كونوا غيوماً لإسقاء بني جلدتكم....أضيئوا الطريق لإخوتكم ورفاق دربكم.... فلا أحد يستطيع حجب الشمس لا بغربال ولا بغيره...

وطلعت يا محلا نورها شمس الشموسة.....