قمة بغداد انجاز عربي عراقي النكهة

 

 

 

                                           

                                             حميد الموسوي

                  الذين راهنوا و سعوا جاهدين على ان لا ينعقد مؤتمر القمة بدورته الثالثة والعشرين في بغداد ثم راهنوا على افشاله بعدما استفرغوا كل الحجج والذرائع واستنفذوا كل ما في وسعهم وطاقاتهم و نفوذهم... كل اولئك من انظمة الحقد في الخارج وبعض اتباعهم في الداخل اصيبوا بفشل ذريع وخيبة ما بعدها خيبة.انعقدت القمة في بغداد السلام وفي اذار الانتفاضة الظافرة و ذكرى ترنح سلطة القمع و انهيارها. انعقدت وحققت ما لم تحققه القمم السابقة. حضرت جميع الدول العربية بلا استثناء عدا سوريا التي علقت الجامعة العربية عضويتها مؤقتاً.

 

 واذا اراد البعض ان يسجل نوع التمثيل ضعفا فليسجله ضعفاً على الدولة التي مثلها الوزير اوالسفير وعلى الحكومة التي اعتمدته واكتفت به فهو بالتالي سيجلس خلف علم تلك الدولة و سيوقع على مقررات المؤتمر باسم دولته ونيابة عن حكومته. اما اذا اراد البعض الاخر ان يثير مسألة الاجراءات الامنية والمبالغ  المرصودة فهذا امر طبيعي تقتضيه الظروف التي يمر بها العراق من استهداف لتجربته الديمقراطية من اعداء الداخل والمحيط الاقليمي، ثم ان حدثا بمستوى قمة عربية في بغداد بعد مقاطعة لاكثر من اثنين و عشرين عاماً و تحفظ بعض الانظمة و موقفها من التجربة العراقية الجديدة يستحق بذل المال و الجهد والمعاناة.

لقد ابدت الوفود المشاركة دهشتها وانبهارها من نجاح ودقة الاستعدادات وروعة التنظيم للمؤتمر وسجل الامين العام وكافة الوفود شكرهم و امتنانهم للعراقيين فخورين برويتهم للعراق الجديد المعافى.

واذا كانت المؤتمرات السابقة تزدحم بفقرات وبرامج روتينية وتخرج بتوصيات انشائية فقد امتاز مؤتمر بغداد بدقة اختيار المواضيع الحساسة وخرج بألتزامات ضامنة تمثلت بما يلي:-

1- رفض اي تدخل خارجي بالشأن السوري وخاصة الحل العسكري و ابعاد شبح الحرب الاهلية عن سورياو العمل بمبادرة كوفي عنان السلمية.

2- وضع استراتيجيات عمل لمعالجة الامن المائي للمنطقة العربية.

3- وضع استراتيجيات عمل لمعالجة الكوارث الطبيعية.

4- وضع استراتيجيات عمل لمعالجة وانعاش السياحة في العالم العربي.

5- التحرك في المحافل الدولية من اجل انتزاع الحق الفلسطيني و تمكين قيام دولة فلسطين.

6- العمل على جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل.

7- اعادة تشكيل هيكلية الجامعة العربية بما يرفع مستوى ادائها الى مصاف الاتحاد الاوربي واكثر.

واخيراً فأن هذا المؤتمر يعد انجازاً لكل العراقيين وهم جديرون بقيادة العالم العربي في المحافل الدولية حتى انعقاد مؤتمر قمة جديد.