تظل الحركة مشعلنا

 

   

                                         

 

 

 

 

 

     

                            

                                             اوراها دنخا سياوش 

 

   في ضوء المستجدات على الساحة الداخلية للحركة وما رافقها من ظهور (ديمقراطي!) لنتوءات جانبية (متمردة!)، تراءَ   للبعض انها، اي الحركة، في حالة تشتت وتشرذم، نتيجة لتسليط الضوء (الشديد!) على (كبوة!) اوسع حزب كلدوآشوري سرياني عامل على ارض الواقع منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية والدولة البابلية. كبوة لم تكن الاولى في مسيرة هذا التنظيم، ولن تكون الاخيرة فكل عمل جماعي بهذا المستوى من القاعدة الجماهيرية معرض، وبالتأكيد، الى الكثير من المعوقات الطبيعية وغير الطبيعية، الخارجية القادمة من الاعداء، والداخلية من المتمردين من الرفاق. فبعد ان شهدت الحركة هجمات خارجية لم تزحزحها، جاءتها الهجمات الداخلية. مثل هذه الهجمات الداخلية اعتبرها اخطر على اي تنظيم، زوعا كان ام غيره، وحتى على اي دولة وامبراطورية، من العدوان الخارجي. فالإمبراطورية الرومانية سقطت نتيجة انحلالها من الداخل، وسقوط الامبراطورية الآشورية كان نتيجة تمرد بابل وخيانتها من الداخل، وما نشهده الآن في سوريا ايضاً خير مثال على مدى تأثير الهدم من الداخل.

  كأي حركة ثورية بنّاءة، تعرضت الحركة الديمقراطية الآشورية في مسيرتها الى مطبات وعوائق كانت توضع في طريقها من قبل اصدقائها (اللدودين!)، واعدائها (المخفيين!)، واعضائها (المتمردين!). مطبات اعتبرها طبيعية في خضم هذا الكم من المتناقضات والصراعات وسوء استخدام السلطة على الساحة العراقية، المتخمة بالأحزاب والتحالفات. لكن ما لا اراه طبيعيا هو انجرار شعبنا الى الحالة العراقية من ناحية عدد الاحزاب وصراعاتها. فشعب اضحى صغيراً، لا يستحق كل هذا العدد من الاحزاب، وهو كبدنٍ صغير اصبح يمتلك عدة رؤوس باتت تعمل على تقزيمه وتشويهه بدلا من تكبيره وتجميله. وبدلاً من ان نكون نهراً واحداً نروي به ضما شعبنا صرنا نفرغه عن طريق جداول وسواقي على جوانب هذا النهر.

 نهرنا الكبير هو زوعا ومبادئه، بعيداً عن اي صراع شخصي، واي فتحة جانبية هي محاولة تجفيف لهذا النهر.

على ابناء شعبنا تدارك اوضاعهم والسيطرة على مشاعرهم وعدم الانجرار الى القيل والقال، فالمبادئ التي قامت عليها الحركة لا تتأثر بفلان من القادة او علّان، وهذا ما يعرفه جميع ابناء شعبنا. فان قاد الحركة اليوم كنّا، فغدٍ سيكون حنّا وبعده يوخنا وهكذا. فالشعب آمن بمبدأ الحركة وليس بأشخاص في الحركة. فلا تذبحون الحركة وترددون بسم الله ولا تذبحونها وانتم تكبرون، الله اكبر، في محاولة لتجميل الذبح وجعله (حلالاً!) وبمباركة الهية، كما يفعل الارهاب. اننا شعب لا نحمل الفكر الارهابي. كنا ومنذ ان آمنا بالمسيح مخلصاً، وكما عرفتنا الاجيال مسالمين. العلم والمعرفة والثقافة طريقنا ونيرُنا. والعقلانية مصدر ثرائنا، وبشهادة الاجيال. فلا تجعلوا خلافاتنا تُذْهِبُ عقولنا وتفرقنا شذر مذر. التزموا بوحدتنا واحموا ارضنا وحافظوا على ارثنا، فنحن التاريخ والتاريخ نحن، وعلينا ان نتعلم منه. فمن امثلة التاريخ التي تحضرني: عندما مات محمداً رسول الاسلام، اضطربت مبادئ الناس وتزعزع ايمانهم، لانهم كانوا يعتبرون الاسلام محمد ومحمد هو الاسلام. عندها وقف ابو بكر الخطاب يخطب في الناس ويقول: من كان يعبد محمداً، فان محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. فعلى الايمان بالله الواحد نشأ الاسلام وهو المبدأ الرئيس الذي قام عليه هذا الدين.

 هكذا نحن ايضاً يجب ان نكون مؤمنين وموحدين تحت فكر الحركة وليس اشخاص الحركة، مع احترامنا وتقديرنا لكافة رموز الحركة وشهدائها، الذين عملوا كمشاعل انارت وتنير طريق نضالنا.

 فليظل مشعلنا الكبير هو فكر الحركة ومبادئه، ولنسير على هذا الدرب ولنجعل منه نهراً يسقينا ويروينا، ولننطلق في اختيار قادتنا من هذا الفكر.

في الختام لا يسعني الا ان اقول بارك الله بكل من يسعى الى تماسكنا ويبعدنا عن داء الـ(تمرد!) والـ(عصيان!).... وها خوتي ها ...

زوعا نحبك ونفديك...زوعا نحبك ونفديك...زوعا نحبك ونفديك...