قبسات من فكر الشهيدين يوسف توما – يوبرت بنيامين

 

                                                                                            

 

                                                                                                  

                                                                                                              أويا أوراها      

 

 أن نضال شعبنا الكلدوآشوري السرياني حافل وعبر التأريخ بمواكب المناضلين الذين نذروا

ارواحهم من أجل قضاياهم السامية للعيش بحرية وكرامة على أرض الجدود, كما وأنه طبيعي جدا بأن تستمر مسيرة الشهادة داخل هذا البيت مع أستمرار أضطهاده القومي والوطني , ولقد كانت الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) والتي تعتبر خير ما يمكن الأستشهاد بها  قد آمنت بذلك المصير في كل صفحاتها النضالية فكرا وتطبيقا منذ تأسيسها عام 1979  حيث قدمت على مذبح الحرية وهي في بدايات كفاحها المسلح الجريء ضد شوفينية البعث الغابر في أوائل الثمانينات من القرن الماضي ومن على سوح العمليات في شمال الوطن أو في أقبية الجلادين كوكبة من الشهداء الذين لا زالوا وكمن سبقوهم خالدين في أذهان شعبنا الكلدوآشوري السرياني على وجه العموم وأما في مدرسة الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) على وجه الخصوص حيث أعتمدوهم نهجا وفكرا ومواقفا وبطولات ..

   أخي القارئ اللبيب , أنه وبمناسبة حلول الذكرى أل ( 27 ) على أعتلاء نخبة من مؤسسي ( زوعا ) ومفكريه أعواد المشانق سوف أنتهز هذه الفرصة متطرقا ألى فكر هذه الحركة الذي جسدوه هؤلاء الميامين ومقتطفا أياه من كراس يحمل عنوان ( من فكر الحركة الديمقراطية الآشورية ) المتضمن لسلسلة من جوانب العمل التثقيفي والتوعوي وأيضا يحتضن هذا الكراس الفكر  التأسيسي ( السياسي والتنظيمي والعمل القومي والموقف الوطني وقضيتنا السامية ) ... ألخ من ألامور التي تطرقا أليهما الشهيدين الخالدين ( يوسف توما - يوبرت بنيامن ) والتي أضعها في متناول قراءنا الأعزاء تحت عنوان ( قبسات من فكر الشهيدين يوسف توما و يوبرت بنيامن ) .

                                               عن فكر الشهيد الخالد يوسف توما أقتبس الأتي :

   يقول الشهيد يوسف توما فيما هو موجه ألى الطليعة المثقفة من أبناء شعبنا الغيور

 أن المثقفون يدركون جيدا الخطر الأعظم المتواجد في جسم أمتنا والتي هي العقائد المذهبية المفرقة, لذا وجب عليهم أن يكونوا نواة العمل الموحد حيث لا مذاهب ولا جماعات تمزقهم والعمل القومي الموحد هو المرجع الوحيد لهم ولسبيل أتحادهم ..

ندرك بكل أيمان وصدق أن مدلول كلمة الجامعة الاصيلة التي تربطنا هو ( الطريق نحو الغايات القريبة والبعيدة ) ومنها نستطيع تحريك الطاقة البشرية التي تمتلكها أمتنا الأصيلة لتستعيد نشاطها وحيويتها , مستهدفة الـتآخي والمساواة والمثل العليا غاية ومستقبلا وبهذا تستعيد كرامتها وسيادتها الذين فرضهما التأريخ أمانة في أعناقنا ووصاية نوصي بها أبنائنا وأحفادنا كما أوصانا بها أبائنا وأجدادنا ..

 لماذا العمل السياسي داخل مجتمعنا ؟

 بصيغة السؤال يطرحة الخالد يوسف توما , ليرد قائلا : العمل السياسي هو الأدراك والأنطلاق نحو الأنفصال عن الواقع الفاسد والبدء ببناء المستقبل المشرق ذات الرفض للأنطواء تحت زيف الواقع المتخلف المرير والتعاليم المرتبطة بالرجعية والأستعمار . أن هذا المنطلق الذي أبتغيناه ونبتغيه ندرك بأنه قد بقى متأخرا داخل مجتمعنا ويرجع ذلك الى التعاليم الغريبة عنه والحرمان الشديد أيضا المفروض من قبل السلطات عليه فدفعته دائما في طريق التعثر والأنكماش وأظهرته بالمظهر المشلول وقابل للخضوع لتلك الظروف من التجزئة وتسرب أمراض الواقع المرير السائر في طريق الخلل والأنهيار ..

ويستطرد قائلا في ذات المجال بأنه قد نما نتيجة أوضاعنا التي أصابها خلل جذري من جميع الوجوه والتي لا يمكن معالجتها بالنظر عليها من بعد , بل الخوض في ظروفها بالعمل السياسي المتكاتف كي تأخذ الأمة طريق التطور نحو الآمال والغايات , هو ذات الأسلوب الوحيد الذي نستطيع من خلاله أن ندرك الواقع الفاسد الذي تتجمع في المتناقضات والسلبيات . بذلك نكون قد تصدينا لعملية التغيير وبدراسة شاملة وبخطط مدروسة لنبني مرحلة جديدة ومتقدمة لا تتشابه في حركتها الماضي المرير ولا الحاضر المتناقض .. أن العمل السياسي الذي لنا الحق في ممارسته كأية أمة نؤمن بأنه عمل أيجابي نتأكد من خلاله تحقيق العدالة بالشكل الأيجابي بين القوميات العراقية . لكن هذا المنطلق ذات الهدف النبيل يدرك بكل يقين بأنه سيواجه ظروفا صعبة من الحرمان الشديد لتعارضه مع الفئات الرجعية الحاكمة التي تعمل جاهدة آملة بفقدان الحياة الطبيعية لأبناء شعبنا ولكننا ندرك بالوقت ذاته بأنه لم ولن يكن في اية مرحلة من نهوض اية أمة إستطاع العنف الذي تستعمله الحكومات الرجعية بأنه يشل العمل السياسي لتلك الأمة بل يزيده أصرارية واستمرارية وتجربة كي يدرك الأخطاء ..

وألى الشباب المثقف يدعوهم شهيدنا الخالد يوسف توما , ألى أدراك الواقع الملموس والأنخراط ضمن العمل السياسي القومي لتغيير حركة المجتمع وفصله عن واقعه المتخلف وبناء شخصية جديدة لها قيم جديدة وأفكار جديدة تشكل نواة مجتمعنا المنشود الذي يزيل كل الرواسب التي أورثها عن عن واقعه وعن واقع أبائه وأجداده المفروض قهرا ومن مفاهيم متخلفة عن روح العصر وعقليات محاطة بالجمود واليأس من التغيير ..

 وأقتبس أيضا عن فكر الشهيد يوسف ما تم ذكره بخصوص المفاهيم والتكتلات العشائرية الآتي :

 حيث أن الخطوات السلبية التي تعرقل نمو العمل وتنعكس بذلك على مسيرة الأمة هي مفاهيم عشائرية حيث تشكل تكتلات صغيرة أساسها منبثق من الواقع المرير , ولكن الجماهير ستعزلها بشكل أو بآخر وستبقى بعيدة كل البعد عنها لأنها لا تمثل أرادتها . ومن هذا المنطلق والواقع ندرك واقعيتها لهذه الظروف التي تمر بها الأمة وفي الوقت ذاته نرشد ألى مدى خطورة التكتلات لأن أصحابها سطحي النظرة وبعيدين عن الواقع وأن أفكارهم تتشتت أحيانا وتتضارب أحيانا أخرى .. وختاما يذكر الخالد يوسف توما , أن واقع العمل السياسي الذي أنبثق من وجود خلل في معظم جوانب الحياة بدت واضحة لتجزئة الأمة وتخلفهم الفكري والأقتصادي وتمزق الأواصر الأجتماعية و لذا يتطلب منا وبدون تردد اعادة النظر فيها والتخطيط للأسس التي وجب أن تقوم عليها الحياة الجديدة والسعي ألى استكمال متطلباتها من المرحلة نحو الأحسن لا بل الأمثل ..

                                         ومن فكر الشهيد الخالد يوبرت بنيامن أقتبس ما يلي :

 عن دور أو موقف الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) كحركة وطنية , يقول شهيدنا الغالي : 

لا شك أننا كنا نعيش قبل انبثاق الحركة الديمقراطية الآشورية في ظروف غامضة ومبهمة بالنسبة ألى قضيتنا بصورة خاصة والوطنية بصورة عامة . ولكن سلسلة المتغيرات التي تفاعلت معها الجهات الوطنية في مجابهة المعضلات السلبية التي أولدها النطام الحاكم والتي تحمل صفات التحدي , بات لحركتنا أن تعطي دورها الأيجابي والفعال في تلك الظروف , كي تقف كحركة وطنية داخل المجتمع العراقي وتتفاعل مع الأطراف الوطنية من أجل خير العراق ..

 ولدت حركتنا وسط أحداث ومتغيرات مميزة ومتلاحقة ووجدت في نفسها توفر شروط المشاركة في كل رموز المواجهة الوطنية فتوحدت معها بكل فصائلها من أجل مكافحة خطوط الخيانة والأستسلام ونشر التفرقة بين أبناء الشعب العراقي ,وبذلك أصبح من الواضح أن نلبي طموح فوهة البندقية التي هي المسيرة الكفيلة لحماية طموحات الشعب العراقي بقومياته المتآخية المتمثلة ببناء الديمقراطية والعيش بسلام خارج التحالفات الدولية التي تحاول الأمبريالية وأعوانها زرعها في المنطقة ومما يعزز ذلك القرارات الغير صائبة التي يتخذها النظام ومعاييره التي تتحكم بوجود هذه التحالفات من أجل بقائه لتمرير نوايا أسياده ..

لماذا الجو الوطني ؟

وحول هذا المحور حيث يوضح الشهيد الخالد يوبرت بنيامن قائلا , أننا دخلنا في هذا الجو الوطني كي نكون أخوة مشاركين في النضال السياسي داخل المجتمع العراقي مؤمنين بأننا جزء لا يتجزأ منه ونقف كما وقفنا في الماضي ضد الأستعمار والتبعية وأية منغيرات يرسمها النظام الحاكم بمساعدة اسياده لزرع الفتن بين ابناء الشعب العراقي بقومياته التي عاشت عبر قرون خلت متفاعلة مع بعضها من طرف ومع الأرض التي ولدت على حماية وصيانة استقلالها الوطني من طرف آخر .. ويستطرد في القول , نحن نؤمن بحتمية التكاتف بين ابناء الشعب العراقي كما ونؤمن بالتكاتف السياسي عن طريق وحدة كافة القوى التقدمية والوطنية في المجتمع العراقي , وما ألتحام الحركة ( زوعا ) بالحركات السياسية العراقية أعظم ضربة موجهة للسلطة التي حاولت كثيرا كي تحيد شعبنا عن الأهداف التي تبنتها , قومية كانت أم وطنية ..  

 لقد أمتزجت أفكار الطليعة الثورية في المدن والريف بمفاهيم جديدة وخطط سليمة في نضالها مؤمنة بالتلاحم الوطني والوقوف بصلابة ضد الأنقسام داخل المجتمع العراقي , لقد ساد الشعور المبني على الوعي وبأيمان مطلق بأن ابناء شعبنا هو جزء أصيل لا يتجزأ من الشعب العراقي بقومياته المتعددة فوجب التوجه بالعمل على التكاتف لخدمة الوطن لأنها قضية واحدة ونواجه جميعا عدوا واحدا لا يفرق في أضطهاده بين هذا وذاك . وما نزولنا في خندق الدفاع الوطني نابع عن قناعة تامة وهذا المسلك لا يمكن أن يحرمنا منه أي ظرف مهما كانت مشقاته بل سنعمل بالتفاني والأخلاص للسير في ركبه حتى نستطيع أن نقدم للوطن كشعب أصيل دمائنا وأرواحنا هدية لوطننا الحبيب ...

أخيرا وخير ما أختتم به هذه القبسات وبهذه المناسبة الجليلة بحق شهدائنا الأجلاء وذكراهم التي كلها رهبة وقدسية حيث أنهيها بالأسطر العطرة هذه  والمقتطفة من كراس ( من فكر الحركة الديمقراطية الآشورية ) ..

وما وقفة الشموخ التي وقفها شهدائنا الخالدين ( يوسف , يوبرت , يوخنا ) بوجه المستبدين الطغاة في سجون بغداد , والمواقف الجريئة التي سطرها الأبرار الشامخين من قبلهم في سوح العمليات ( جميل متي , شيبا هامي , ايشو موشي ) ألّا ردا جريئ ورادع للفاشية التي كانت  تسعى دوما ألى صهر شعبنا وطمس وجودنا القومي , وشهادتهم وديمومة نضال رفاقهم في أرض الوطن شرارة وهاجة في حقيقة ديمومة حيوية شعبنا الكلدوآشوري السرياني وتعبير صادق ومخلص لأيماننا الراسخ بعدالة قضية شعبنا وأرتباطها المصيري بالقضية الوطنية والديمقراطية الحقيقية في العراق .. وأن المواكب المجيدة والقرابين التي قدمتها أمتنا المجيدة وعلى مر القرون استحقت وبجدارة الخلود والتقدير ...