هـُبل بين الفتلاوي والأتروشي

 

 

 

                                           

                                         

                                                                                                   عروبة بايزيد أسماعيل بك

            في واحده من حوارات الشد والجذب بين سياسيي العراق ومن على شاشة فضائية الرشيد كان حوارا بين السيدة ميسون الدملوجي عن القائمة العراقية، والسيدة حنان الفتلاوي عن إئتلاف دولة القانون وفرهاد الاتروشي عن التحالف الكردستاني.

 كان حوارا ممتعا جدا ومؤلما في نفس الوقت ممتعا لان البسمة أو بالأحرى الضحكة ما كانت قد فارقت وجوهنا ونحن نتابع تكذيب المتحاورين  لبعضهم البعض وإيكال التهم فيما بينهم  من أجل رد التهم الموجه لهم . ان كل متحدث كان واثقا ومتمسكا  بكتلته وكان يرى في كتلته انها هي الأصح وهي من تسعى لبناء العراق اما الطرف السياسي الآخر فهو المقصر الحقيقي وهو من يعمل على زعزعة امن واستقرار العراق ويمنع بناءه . 

 ان مثل هذه السجالات بين الاطراف المتصارعة نشهدها يوميا من على الفضائيات المختلفة ولكن  ما دعاني للكتابة والتعليق على هذا الحوار حينما تفاجئنا  برد  السيدة حنان الفتلاوي على السيد فرهاد الاتروشي ووصفها احد كبارمسؤولي الأكراد ب ( هـُبل ) فأجابها الاتروشي ليس بيننا  (هـُبل )  وقد جاء الجميع بالاستحقاق الانتخابي وتصويت الشعب لهم بينما لكم انتم  (هـُبل )  فمن يتقلد مناصب عدة وهو رئيس للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير للداخلية ورئيس المخابرات ورئيس مجلس الأمن القومي ؟؟؟

 عجبي ان كل كتله سياسيه لها  ملفات سوداء في الفساد اوالقتل أو السرقة والنهب والكثير من الخفايا وتعلم بها الكتل السياسية الأخرى لكن لا يفضحوها ولا يفشوا سرها الا إذا أحسوا بأن الخطر قادم نحوهم وإن صورهم سوف تتعرض  للاهتزاز والخطر و للفضيحة . مؤلم حقا كيل الاتهامات بين قادتها الكبار وما سمعناه من قبل نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السيد حسين الشهرستاني باتهام الأكراد بتهريبهم للنفط عبر الحدود وغالبا عبر إيران والرد الذي جاء سريعا من قبل الأكراد بان  لهم وثائق تثبت إن هناك مستنفذين في الحكومة هربوا  النفط  بشكل ممنهج عبر ميناء العقبة الأردني الى ( إســــرائيل )  .. فما بين تهريب النفط عن طريق إيران وتهريبه عن طريق ميناء العقبة إلى ( إســــرائيل)    وبين هـٌبلنا وهـُبلكم والسجال الحامي الذي دار حول من هو هـُبل

 فهل ما يزال بيننا هـُبل كما أشارت الفتلاوي وكما أشار الأتروشي ؟؟ وهل مازال إلى يومنا هذا قسم من العراقيين هـُبليون يصنعون الطواغيت ويعظمهونهم  يمجدون أشخاصاُ ويضعونهم بمكانة الالهه ك ( هـُبل) ؟؟

 الفرق بين هـُبل أيام العرب قبل الإسلام وأيام الجاهلية ان هـُبلهم كان صنم ومن حجر لا يتكلم ولا يواعد الناس بإصلاحات وخدمات وأعمار وتوفير للكهرباء وبحياة حرة كريمة  فهو تماما عكس هـُبل القرن العشرين .

 ان العراق أحوج ما يكون اليوم  الى رجل المرحلة  رجل وطني حقيقي  رجل يحمل رؤيا استراتيجيه واضحة للنهوض بالبلد رجل يحمل العراق بين ضلوعه ويحترم اسم العراق رجل مخلص لوطنه وللقسم الذي أداه أمام الشعب رجل يؤمن بالمفاوضات والحوار وليس إلى التصلب والتعند فالعراق ليس بحاجة الى هـُبل  جديد يجره الى الهاوية.