نظرة من ثقب الباب على تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية (أراء ومقترحات)

 

                     

                             

                                  

                                       ابرم شبيرا

                     مقصد الكلام:  النظر من ثقب الباب ليس القصد أن نسترق السمع او نتصنت من باب الفضول أو التدخل في شؤون هذا التجمع، وإنما القصد منه هو النظر من الفسحة الضيفة المتاحة لنا نحن الذين نصبنا خيامنا في بلدان المهجر والتي من خلالها نستقرئ ما يجري في الوطن من تطورات سياسية وقومية تخص بالصميم أبناء أمتنا، وهي الفسحة التي قد توفر لنا صور عن نضال ومسار حركات وأحزاب أمتنا في الوطن والتحديات التي يواجهونها ونضالهم من أجل نيل حقوقنا القومية المشروعة.

وعلى الجانب الآخر يجب أن يقوم فهمنا نحن في المهجر، مهما كانت سعة هذه الفسحة المعلوماتية، على المثل القائل "اليد التي في الثلج غير التي في النار" وعلى التحسس بالنيران التي تحرق أبناء أمتنا في الوطن وليس على التدخل في شؤونهم ونصب أنفسنا أوصياء عليهم ونحن مستمتعون بالرفاهية والأمان والحرية التي توفرها لنا مجتمعات المهجر وبعيدين عن التحديات المميتة التي يواجهونها.

ليس أسهل من بناء "أشورستان" في "آشور المسلوبة" ونحن قابعون في بيوتنا الدافئة في المهجر. وبالمقابل ليس أصعب من أن يحقق أحزابنا وتنظيماتنا في الوطن هدف إسترجاع شبر من أرض متجاوز عليها أو توفير كتاب أو معلم للمدارس السريانية وهم محاطون بالنيران المحرقة. فشتان بين هذا وذاك: بين المناضل الحقيقي و الثرثار المتغطرس. إستغرب إستغراباً ممزوجاً بنوع من الألم والأسف عندما أحضر أو أشارك في ندوة أو تجمع لأبناء أمتنا في أحدى بلدان المهجر وأرى الوعي الزائف و "العنتريات" التي يظهرها بعض المحسوبين على المثقفين والقوميين في بناء تصوراتهم عن الحركة القومية وتنظيماتها في أرض الوطن. فلا شغل شاغل لهم إلا النقد ثم النقد لا بل التهجم على هذه التنظيمات أو على بعض من قيادييها... لماذا؟؟  لأنهم فشلوا في إعادة بناء الإمبراطورية الآشورية رغم "حفنة الدولارات" التي بعثوها إليهم... والأغرب من كل هذا فأن البعض من هؤلاء "أبطال الإنترنيت" لم تطئ قدمهم إطلاقاً أرض "آشور" والبعض الآخر غادرها قبل ما يزيد عن خمسة عقود.

على أية حال وحتى لا نتجاوز حدود موضوعنا هذا، نقول إذا كان مفهوم "النظرة من ثقب الباب" لا يعطينا إطلاقاً الحق في التدخل في شؤون هذه الحركات والأحزاب أو نصب أنفسنا أوصياء أو "فلاسفة" نتفلسف على رأسهم، فأن هذا لا يمنعنا من أن نبين رأيا أو نطرح مقترحا نراه من جانبنا مفيداً في إسناد الحركة القومية في الوطن. غير أن معيار الفائدة يبقى أولاً وأخيراً في خيار وحرية هذه الحركات والأحزاب في الأخذ به أو رفضه وهو أمر يهمهم بالدرجة الأولى وهم أصاحب القرار فيه. من هذا المنطلق نكتب هذا الموضوع مع بيان بعض الأراء والمقترحات عن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، وإختصارا سنشير إليه في هذا الموضوع  بـ "التجمع"

التجمع والتجارب السابقة:  

منذ زمن ليس بقصير كانت اللعنات والسباب تمطر وبشدة على منظمات وأحزاب أبناء أمتنا وتلقي اللوم عليها في تأخر الحركة القومية وعجزها عن السير نحو تحقيق أهداف الأمة وذلك بسبب عجزهم وفشلهم في توحيد صفوفهم وخطابهم السياسي. واليوم تجتمع عدد مهم من تنظيمات أمتنا "الكلدانية السريانية الآشورية" تحت مظلة واحدة ويبدو من الظروف المحيطة بها بأنها ستكون مختلفة من بعض الجوانب عن المحاولات والتجارب السابقة في توحيد الجهود وتشكيل الإتلافات والتحالفات وتبعث بصيصا من الأمل في هذا المجال ومن المؤمل لو سار هذا التجمع على الطريق الصحيح في بناء إستراتيجية عامة لعمله السياسي في تحقيق الأهداف المشتركة فأنه لاشك فيه سيتحول البصيص إلى شعلة نيرة ينبهر بها أبناء الأمة.

هناك مثل يقول بأن "الجاهل هو من يتعثر بنفس الحجر مرتين". ومن اليقين بأن زعماء وقادة أمتنا تعثروا أكثر من مرة بنفس الحجر ولم يستفيدوا من التجارب والأخطاء السابقة لأنهم لم يقرأوا التاريخ ولا فهموه ولا إستفادوا منه لذلك وقعوا في نفس حفرة الفشل. فمن الضروري جداً وضماناً لتجنب الوقوع في نفس المطبات السابقة أن نعي ماضي هذه التجارب لكي نتجنب إخطائها ونستفيد من تجاربها.  معظم أن لم يكن جميع المحاولات السابقة في التوحد أو التضامن بين الأحزاب والمنظمات القومية لمجتمعنا قد فشلت ولم يبقى منها حتى الذكرى. فمن خلال إستقراء ماضيها وحيثياتها يمكن إستخلاص بعض من أسباب فشلها وعلى ضوئها نقارنها مع التجمع:

1.     كانت المحاولات السابقة قائمة على حزبين أو تنظيمين وفي أقصاه  أربعة أو خمسة منها وكانت في غالبيتها أحزاب أو منظمات فردية أو كارتونية أو ورقية لا قاعدة جماهيرية لها أو نشاط سياسي قومي على أرض الواقع. وفي أحسن الأحوال كان تشكيل هذه المحاولات بمبادرة من حزب أو تنظيم له بعض الوجود والنشاط مع تنظيمات صغيرة وهامشية أو هي مجرد شخص أو شخصين لغرض الهيمنة عليها والتظاهر بزعامته في تمثيل الأمة.  في حين نرى على العكس من هذا فإن التجمع يقوم على عدد أكبر من التنظيمات والأحزاب المعروفة ولها قاعدة جماهيرية واسعة وتجارب حقيقية وواقعية في العمل القومي السياسي، لا بل وللبعض منها نضال مستمر ومتواصل لعقود عديدة حقق بعض من الأهداف المهمة لأمتنا، منها على سبيل الذكر لا الحصر الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا).

2.     في معظمها تشكلت المحاولات السابقة في توحيد النشاط السياسي في بلدان المهجر وكانت بعيدة كل البعد عن الواقع القومي والسياسي لأمتنا في الوطن وعن معاناة أبنائها وبالتالي لم تكن لها علاقات أو إتصالات لا معهم فحسب وإنما مع الوطن أيضاً ومع القوى الأخرى والأحزاب السياسية الوطنية. فكانت مجهولة بالتمام والكمال عن الساحة العراقية وعن قواها السياسية الفاعلة لذلك لم تكن مؤهلة إطلاقاً لتمثيل الأمة في الوطن وهي بعيدة عنها. في حين نرى على العكس من هذا فإن التجمع تشكل على أرض الوطن ومن قوى سياسية وقومية مؤسسة وقائمة وعاملة على أرض الوطن ولها إتصالات وعلاقات مع القوى السياسية العراقية الأخرى بحيث أصبحت في موقع شرعي يمكن تمثيلها للأمة في مطالبة حقوقها القومية المشروعة من السلطات المركزية والإقليمية في العراق.

3.     كانت المحاولات السابقة قائمة ومحصورة على فئة أو تشكيل محدد أوتسمية معينة، وبالأحرف الواضحة والمباشرة كانت محصورة بـ "الآشوريين" وما لهذه التسمية من جوانب سلبية وضيقة تبناها هؤلاء بمفهوم دمج بقية التسميات الكلدانية والسريانية عنوة في هذه التسمية من دون وعي أو إدراك لحقيقة وواقع أبناء شعبنا من الكلدان والسريان وبالتالي كانت بعيدة كل البعد عن هؤلاء ولم تفلح في تجاوز حدود شرنقتها فتعفنت وماتت فيها. أما التجمع فإن كل تنظيم من تنظيماته رغم إعتزازه بتسميته الخاصة به سواء أكانت كلدانية أو سريانية أو آشورية فإنه أدرك وبوعي قومي شامل منفتح وراقي بأن الواقع الفعلي الذي تعيشه الأمة في الوطن يفرض عليه تبني التسمية المركبة للتجمع كضمان لإحتواء جميع أبناء الأمة وبمختلف التسميات وكسبيل لتوحيد الخطاب السياسي القومي وإضافة ثقلا قومياً ديموغرافياً شاملاً عند المطالبة بالحقوق القومية.

4.     والأهم من هذا وذاك هو قبل كل شيء أن نفهم طبيعة تفاعل العوامل الذاتية الفردية مع العوامل الموضوعية الواقعية في فهم وإدراك نشؤء الظاهرة الإجتماعية، أي بعبارة أخرى يجب أن نفهم دياليكتيكية تفاعل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية في خلق الظاهرة الإجتماعية والتي أوجدها هيغل وطورها كارل ماركس. إن المحاولات السابقة في تشكيل الجبهات والإتحادات الآشورية السياسية  كانت قد تشكلت بقرارات شخصية وفردية إما لغرض خلق توازنات لمواجهة وتحدي التنظيمات والأحزاب الآشورية الأخرى المنافسة لها إو لغرض التظاهر والمزايدة ولم يكن هناك أي إدراك أو فعل موضوعي واقعي مؤثر فيها للقيام بتنسيق جهود التنظيمات الآشورية وتوحيد الخطاب السياسي القومي. أي بعبارة أخرى، لعبت العوامل الذاتية دوراً رئيسياً في تشكيل هذه المحاولات ولم يكن للعوامل الموضوعية أي دور فيها وبالتالي جعل تجاهل أو عدم وعي تنظيمات المحاولات السابقة للعوامل الموضوعية أن ينحصروا في حدود الذات البعيدة عن الواقع العملي والفعلي وبالنتيجة انسحقت تحت وطئة العوامل الموضوعية المحيطة بأبناء الأمة ولم تستطيع السير خطوة واحدة نحو تحقيق أي هدف قومي لذلك أصبحت في خبر كان.

 في حين نرى على العكس من هذا بالنسبة للتجمع، فأنه رغم ضعف بعض العوامل الذاتية القائمة بين تنظيمات التجمع، والتي سنأتي عليها لاحقاً، فإن ضخامة العوامل الموضوعية وقوة فاعليتها لعبت دوراً رئيسياً ومؤثراً في قيام التجمع. فالواقع المأساوي لأبناء أمتنا والتحديات الماحقة المحيطة بهم ومحاولات إمحاء وجودهم القومي والديني من الوطن، وأكثرها ألماُ ومأساوية كانت مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد، كلها عوامل فرضت سطوتها على أحزاب وتنظيمات أمتنا وطغت على العوامل الذاتية وعلى الخلافات والتباينات القائمة بينهم ودفعتهم وبوعي قومي جامع إلى التكاتف والتجمع في ظل تنظيم يكون وسيلة في مواجهة هذه التحديات الماحقة. من هنا نقول بأن إدراك قادة تنظيمات التجمع لهذه الظروف الموضوعية سيعطيهم قوة في الإستمرار والتواصل في عملها القومي وفي تحقيق بعض من أهداف الأمة خاصة عندما تتطور العوامل الذاتية والفكرية لتشكيلات التجمع وتصبح في موقع تكون قادرة على التفاعلة الإيجابي مع العوامل الموضوعية المحيطة بها.

التجمع بين قوة العوامل الموضوعية وضعف العوامل الذاتية:

 بدأً أود التوضيح بأن مقياس ضعف العوامل الذاتية هو تحصيل حاصل عند المقارنة مع قوة العوامل الموضوعية وقساوتها ومدى الإستعداد والتهيئ لمواجهة التحديات المميتة. هناك حقيقة مطلقة تقول بأن السياسي إذا لم يفهم الواقع الذي يعيش فيه ويستوعبه وينطلق منه في عمله السياسي لتحقيق الأهداف فمصيره لا محال هو الفشل أو في أحسن الأحوال يحصر نفسه في برجه العاجي شاغلا مشغولاً في عالم الخيال والرومانسية عاجزا عن النزول والثبات على أرض الواقع. كان فهم وإستوعاب قادة تنظيمات التجمع للواقع ولقوة وسطوة العوامل الموضوعية المتمثلة في مأساة الأمة وتأثيرها عاملاً مهماً في دفعها لتشكيل تنظيمها وبناء إطار لتوحيد الخطاب السياسي الهادف إلى المطالبة بالحقوق القومية للأمة وكانت خطوة على الطريق الصحيح. ويجب أن يكون مثل هذا الوعي منطلقاً لفهم واقع العوامل الذاتية التي تحيط بالتنظيمات والأحزاب المشكلة لهذا التجمع وإلا فإن تجاهلها وعدم التعامل معها بموضوعية عقلانية سوف تبقى تراوغ في مكانها لا تصل إلى الأهداف المرجوة فيدب فيها الخلاف وبمرور الزمن يتطور إلى صراع ثم الزوال.

أولى هذه العوامل الواجب إدراكها من قبل تشكيلات التجمع هو الوعي بحقيقة ذاتها وتكوينها ومستواها وجماهيريتها وقوتها وتاريخها، أي بكل مايتعلق بوجودها. لقد سبق وذكرنا مراراً وتكراراً بأنه لايمكن إطلاقا لحزب أو تنظيم واحد أن يمثل الأمة بكاملها ويحقق أهدافها وإلا أصبحنا ضمن الأساليب الدكتاتورية ومصيرها معروف في التاريخ السياسي للشعوب. فالديمقراطية التي تتغنى بها أحزابنا وتنظيماتنا السياسية ليل نهار لا يمكن ممارستها إلا بوجود عدد معين من الأحزاب والتتنظيمات، وفي مجتمعنا "الكلداني السرياني الآشوري" يجب أن يكون هذا العدد معقولاً ومتناسباً مع حجم الأمة وطموحاتها الآنية والمستقبلية. من هذا المنطلق تلجأ الأحزاب والتنظيمات السياسية والقومية الواعية الى الدخول في تحالفات وإتفاقيات لتمثيل الأمة على أوسع نطاق والسعي لتحقيق أهدافها. وسعير او حمى أو أهتمام الأحزاب بتشكيل مثل هذه التحالفات يتصاعد تصاعداً طردياً مع إشتداد الأزمات وتضخم التحديات وتزايد خطورتها. ومن الضروري جداً أن نعي هنا بأن مثل هذه التحالفات نادراً ما تحدث بين أحزاب وتنظيمات متشابه أو متقاربة جداً في القوة والنشاط والحجم والإمكانيات والإنتشار، فهذه حالة مثالية بعيدة عن عالم السياسة، بل تحدث بين أحزاب وتنظيمات تكون متفاوتة من النواحي المذكورة ولكن تلتقي في نهاية المطاف في الهدف الأسمى للأمة التي تسعى لتمثيلها والمرتبط إرتباطاً عضوياً صميمياً بوجود ونشاط هذه الأحزاب والتنظيمات. من هنا نقول بأن على أحزاب وتنظيمات التجمع أن تدرك هذه الحقيقة، أي حقيقة وجودها وتشكيلها، وبعبارة أخرى أن تعرف ذاتها وذات الآخرين المشاركين معها والإ ستواجه العثرات والمطبات التي ستؤدي الى تفكك التجمع وفشله. وبصورة أوضح هناك أحزاب وتنظيمات كبيرة وفاعلة في التجمع إلى جانب أحزاب وتنظيمات متوسطة أو صغيرة. ومعيار قياس "الكبير والمتوسط والصغير" هنا ليس بالمعنى الفكري والمعنوي في تصغير هذا التنظيم وتكبير الآخر وإنما هو بالمعنى الواقعي الواجب إدراكه. فالحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا)، والتي دائماً نأخذها كنموذج لحزب سياسي متكامل الجوانب في دراسة الأحزاب السياسية، تعتبر بالمعنى الواقعي حزب كبير معروف على الساحة القومية والوطنية وحتى الإقليمية والدولية في مقارنتها مع بقية أحزاب وتنظيمات التجمع ولكن هذه الحقيقة إذا كانت ملزمة لبقية تنظيمات التجمع لإدراكها والتعامل معها بإيجابية كضمان لإستمرار تواصل التجمع فأنه من جانب آخر لا تعطي هذه الحقيقة  لزوعا الحق في التغطرس وفرض رأيها على الآخرين إذا فعلاً رغبت في إستمرار وتواصل التجمع. فالتحالفات والجبهات لا تتشكل أو تنجح إلا بتنازل كل طرف من أطرافها ببعض من أفكاره وسياساته حتى يلتقي الجميع عند الإفكار والسياسات الإستراتيجية المصيرية. أن الزمن والممارسة النضالية للتجمع وتحمل كل الظروف الموضوعية والذاتية المحيطة بتشكيلاته هو ضمان لقيام وإستمرار التفاهم بينها وتحقيق النجاح تلو النجاح وإلا فأن الحساسية والإرتباك سيسود بينهم وقد يؤدي ذلك إلى الفشل في تحقيق الهدف الجامع أن لم نقل إلى زوال التجمع. فرأس السنة البابلية الآشورية في الأول من نيسان الماضي (2011) الذي تم تنظيمه من قبل التجمع  خير مثال على ذلك، إذ بسبب حجم نشاط وأعضاء ومؤيدي زوعا (كالحضور والهتافات والأغاني والأعلام والشعارات) الخاصة بزوعا وحدها نتج عنها فعاليات خلقت نوع من الحساسية والإحتجاح والرفض لدى التنظيمات الأخرى ومغادرة ممثليهم موقع الإحتفال لأنهم أعتبروه خروجا عن بنود الإتفاق المعقود بينهم بهذا الشأن. ولكن بوعي منفتح ورغبة تشكيلات التجمع في ضمان الإستمرار فقد تم تجاوز هذه الحساسية وطيها. فالزمن المستهلك في تطوير الوعي الجمعي بين تنظيمات التجمع كفيل بتجاوز مثل هذه الحالات لا بل ومحوها عن طريقهم النضالي المشترك. وفي هذه الإيام سيتجاوز التجمع سنة على تشكيله والمؤشرات تشير بأنه سائر نحو طريق الإستمرار والتواصل.

هناك عامل أخر في سلة العوامل الذاتية المحيطة بتشكيلات التجمع وهي الخلفية التاريخية السلبية التي كانت قائمة في العلاقات بينهم. فالجميع يعرف حق المعرفة كيف كانت هذه العلاقات قائمة على النقد والتهجم الشخصي للقيادات وتكفير الآخر ونفيه ومحاولة تحقيره لدى أبناء الأمة أو إتهامه بشتى الإتهامات، أما اليوم، فأنا وغيري من المهتمين بشؤون هذه الأمة قد يدرك حق الإدراك لماذا يجتمع زوعا مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري أو مع الحزب الوطني الآشوري أو مع غيرهما الأقل "عداوة" في الماضي. هذا النوع من "العداوة" من المؤكد هو مدرك من قبل قيادات تشكيل التجمع وتمكنوا من تجاوزه من دون أن تكون هناك حساسية متوارثة، ولكن على أعضاء وقواعد وجماهير تشكيلات التجمع أن تدركها أيضا وإلا فيتقلص الدعم والإسناد الذي يحتاجه قياديو تشكيلات التجمع من قواعدها وجماهيرها، وهنا يأتي دور اللجنة الإعلامية للتجمع في بناء الثقة بين القاعدة والقيادة لغرض فهم التجمع وأهدافه ومن ثم ضمان نجاحه. وأخيرا يبقى موضوع التسمية المركبة لأمتنا من أكثر المواضيع حساسية. لقد سبق وأن ذكرنا في أعلاه بأن على كل تشكيل من تشكيلات التجمع أن يعتز ويفتخر بالتسمية التي يتبناها والتي تتطابق مع واقعه الحالي السائد ولكن عندما يضع المصلحة القومية فوق جميع الإعتبارات فإن التسمية المركبة ستكون المخرج المناسب لهذه الحساسية ووسيلة سياسية لتحقيق هذه المصلحة. وهو موضوع سنعالجه في مناسبة لاحقة.

شذرات من مقترحات:

يمكن طرح هذه المقترحات من ناحيتين:

من الناحية الشكلية: ويتعلق بتسمية "تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية". فمن الملاحظ بأن كلمة "تجمع" نادراً ما تستخدم في عالم السياسة، فلهذه الكلمة دلالات إجتماعية أكثر من سياسية كما أنه يشع منها مفهوما يتعلق بحالة أو بوضع له صفة مؤقتة، أي بعبارة أخرى قد يجتمع بعض الأفراد او التنظيمات للقيام بعمل معين ومحدد وينتهي التجمع إما بتحقيق الهدف أو فشله وبالتالي إنفكاك روابط التجمع. هذا من جهة، كما أن تسمية "التجمع" تعكس نوع من ضعف الروابط التي تجمع تشكيلاته وحالة من الحساسية للحفاظ على الذات والتخوف من ذوبان أو إندماج بعضهم بالبعض أثناء الإنشغال الدائم في خضم الصعوبات والتحديات التي سيواجه التجمع. لهذا السبب فمن المفضل والأصح أن يحل محل كلمة "التجمع" أما الجبهة أو الإئتلاف وهي من المصطلحات المهمة والشائعة في عالم السياسة وتعكس حقيقة وغرض تنظيمات التجمع في السعي لتحقيق مطاليب الأمة وهي التي تمتلك صفة الديمومة المرتبطة بديمومة الأمة وتواجدها على الأرض الواقع.

الكلمة الثانية التي لنا ملاحظات عليها هي "السياسية". صحيح إن هذه الكلمة تعكس نشاط وأهداف التجمع ولكن من المستحسن والمفضل إستبدالها بكلمة "القومية". لماذا؟ لأن، أولاً: قد يكون بين تنظيمات التجمع تنظيم أو أكثر غير سياسي بالمعنى المعروف للسياسة ولكن هو في حقيقته ومضمونه ونشاطه قومي. وثانياً: إن كلمة "القومية" تعطي مفوماً واضحاً ومبيناً بان هذا التجمع له صفة قومية واحدة للكدان السريان الآشوريين وتؤكد وحدة قوميتهم رغم التسمية المركبة. وخلاصة الكلام يمكن أن تكون "الجبهة القومية الكلدانية السريانية الآشورية" هي التسمية المفضلة والمستحسنة في عالم السياسة وإختصاراً يمكن أن تسمى مثلاً "مقدما" بالسريانية وأن يكون لها شعار ورمز سياسي مستمد من وحدة واقعنا وتاريخنا القومي.

من الناحية الفكرية: أما المقترحات من الناحية الفكرية والفحوى والممارسة السياسية، فيمكن إستقراء القليل منها سواء من خلال البرنامج السياسي للتجمع أو من خلال الأخبار والنشاطات التي يمارسها التجمع. ونتناول هذا من جانبين:

1 - الفصل بين القومية والكنيسة أو السياسة عن الدين:

 من خلال البرنامج السياسي  للتجمع نود أن نشير إلى نقطتين مهمتين تخص بالصميم أمتنا في هذا  الموضوع:

 أولا: تتعلق بالمبادئ العامة للبرنامج السياسي للتجمع وتحديداً الفقرة (رابعاً) المتعلقة بمسألة إيمان التجمع بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة وبالأخص قول هذه الفقرة "بأن التجمع يؤكد على الفصل بين المؤسسات والقوى السياسية لشعبنا وبين مؤسساته ومرجعياته الكنسية فلكل منهما مجاله وآلياته المستقلة عن الآخر، مع الإحترام المتبادل بينهما". في نفس الوقت نرى بأن التجمع يذكر في أهدافه على المستوى القومي ".... حماية الهوية والخصوصية القومية والدينية...(الفقرة رابعاً). وعلى المستوى الوطني من أهدافه له إشارات مباشرة في أكثر من فقرة من فقراته تتعلق بالمكونيات الدينية أو حقوق المكونات القومية والدينية في العراق أو ضمان خصوصية وحقوق المكونيات القومية والدينية... وما إلى ذلك. أي بعبارة أخرى يقع التجمع في نوع من تناقض بين ما أورده في الفقرة رابعاً أعلاه من أهدافه على المستوى القومي والفقرات الأخرى المشار إليها على المستوى الوطني.

إن مسألة العلاقة بين القومية والكنيسة أو بين السياسة والدين في مجتمعنا وبمختلف تشكيلاته الطائفية مسألة معقدة جداً ويجب النظر إليها بشكل مختلف عن المفاهيم السائدة في الفصل بين الدين والدولة. فعلاقة الدين بالسياسة أو القومية بالكنيسة في مجتمعنا علاقة عضوية ترابطية من الصعب إن لم يكن مستحيلاً الفصل بينهما وهي المسألة التي تناولتها في كتابي المزمع إكماله تحت عنوان "الفصل بين الكنيسة والسياسة في المجتمع الآشوري"، والذي باشرت الكتابة به منذ عام 1998 ولم إستطيع إنجازه لحد هذا اليوم ليس إلا بسبب صعوبة تناول هذا الموضوع بشكله المختلف عن المفاهيم العامة السائدة في عالم السياسة وحساسيته المفرطة. من هذا المنطلق نقول بأن على التجمع أن ينظر إلى الموضوع بشكل مختلف واضعاً نصب عينيه طبيعة العلاقة العضوية بين القومية والكنيسة. فالترابط العضوي أو العلاقة العضوية بين شيئين يعني بأنه لايمكن للشيء أن يتواجد إلا بوجود الآخر، فهكذا هو الحال في أمتنا، إذ لايمكن، طبقاً للترابط العضوي بين القومية والكنيسة، أن تتواجد القومية وبتسميتها "الكلدانية السريانية الآشورية" إلا بتواجد كنيسة المشرق بكل تفرعاتها، والأهم هو أن كنيسة المشرق بكل تفرعاتها لا يمكن أن تقوم لها قيامة أو تستمر وتتواصل في هذا العصر القائم على العولمة إلا من خلال الأمة التي نشأت فيها. هذا موضوع طويل ومتشابك وأكتفي بهذا القدر تجنباً للخروج من صلب موضوعنا. ولكن أستوجب إلإشارة إليه بإقتضاب بهدف الإقتراح للتجمع بأن يفتح مجالات أوسع للتواصل والتفاهم مع كنائسنا، وتحديداً رجالها المنفتحين والمدركين لطبيعة نضال أمتنا، والوصول إلى إتفاقيات أو مبادئ مشتركة تخدم المصلحة العامة لأمتنا بعالميها الدنيوي والزمني، خاصة واليوم في العراق هناك مفاهيم وتسميات كثيرة متداول عن المكون المسيحي وحقوق المسحيين وتمثيل المسيحيين ونواب المسيحيين وغيرها وهي المفاهيم التي ستعطي بشكل مباشر أو غير مباشر لزعماء الكنيسة حق تمثيل المسيحيين وتجعلهم مرجعاً لإتصال رجال الحكم والسياسة في العراق بهم والتباحث معهم عن مثل هذه الحقوق والمطالبات، وهو موضوع له جوانب سلبية بعضها خطيرة خاصة عندما نعلم حالة التردد والرفض عند بعض زعماء كنائسنا للمطالب القومية والسياسية التي يطالب بها التجمع مبررين ذلك بحجة عدم التدخل في السياسة أو أن مثل هذه المطالب ستضر بالمسيحيين في العراق. وهنا يجب أن نفهم طبيعة الأسباب المذهبية والسياسية الدولية والأقليمية لمثل هذا التردد والرفض لزعماء الكنيسة (الكنائس) والحجج المبينة عليها. فموقف الفاتيكان السلبي معروف تاريخياً تجاه المسائل القومية والحقوق القومية والسياسية للأقليات المسيحية في الأوطان الإسلامية وبالتالي من الطبيعي أن تتأثر زعامة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بهذا الموقف. والحال أيضاً بالنسبة للكنائس السريانية فهي متأثرة بالظروف السياسية والفكرية للدول المجاورة التي يتواجد فيها كرسي زعامة الكنيسة والتي تجعل من موقف هذه الكنائس متردداً أو رافضاً لأي مطالب قومية لإتباعهم. والحال يصعب بيانه بالنسبة للكنيسة الشرقية القديمة لعدم توفر أية مواقف لبطريرك الكنيسة تجاه هذا الموضوع،  ولكن وعلى العكس من هذا وذاك، نرى بأنه بسبب إستقلالية كنيسة المشرق الآشورية والخلفية التاريخية لها وقفت لا بل قاد بطاركتها الحركة القومية وساندوا مساندة قوية لكل مطلب قومي في الوطن ولا تزال هذه الكنيسة وبطريكها لا تفوت عليه فرصة إلا ويؤكد على وحدة أمتنا مهما أختلفت التسميات ويؤيد المطالب السياسية القومية التي تطالب بها أحزابنا ومنظماتنا ويبارك جهودهم النضالية لنيل الحقوق القومية للأمة ويرفض أن تحصر مثل هذه الحقوق بالمسيحيين أو أن تعاملنا السلطات الرسمية كمسيحيين فقط فنحن أمة لها مقومات خاصة بها ولها حقوق قومية وسياسية في الوطن. وكان موقف قداسة البطريرك مار دنخا الرابع واضحاً وصريحاً وشجاعاً عندما بارك العمل المشترك لتنظيمات التجمع للحصول على حقوقنا القومية في العراق خلال لقاء السيد شمس الدين كوركيس زيا رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري بقداسته في شيكاغو بتاريخ 2011.08.22  مؤكداً "بأن هذا التقارب بين تنظيماتنا يحمل في طياته مؤشرات مشرقة وإيجابية لأفاق مستقبل العمل القومي المشترك بين تنظيماتنا ليكون أساساً لتفاهمات وحوارات ومواقف مشتركة لمواجهة المخططات التي تستهدف شعبنا ومستقبله في الوطن...." نشر اللقاء في موقع عنكاوه دون كوم.

أسردت هذه المواقف المتباينة لكنائسنا وزعمائهم ليكون منطلقاً لفهم الواقع الذي تعيش فيها أمتنا لأنه من دون أدنى شك بأن أبناء الأمة سيتأثرون لا بل الكثير منهم متأثرين بهذه المواقف المتبانية تجاه المطالب القومية السياسية التي يطالب بها التجمع خاصة موضوع تشكيل كيان سياسي أو إداري لأمتنا. لهذا السبب فهذا موضوع مهم وحساس يستوجب على قادة التجمع بحثه والوصول رغم صعوبته إلى إتفاقيات ومبادئ مشتركة تكون مرضية ومطمئنة للجميع خاصة لزعماء الكنيسة الرافضين للمطالب القومية.  

2 – الكيان السياسي والإداري: وهي النقاط المتعلقة بأهداف التجمع على المستوى الوطني وتحديداً الفقرة (أولا) من منهاجه السياسي والخاصة "بالعمل لإستحداث محافظة في مناطق من أقضية ونواحي الحمدانية وتلكيف وبعشيقة وألقوش وبرطلة لشعبنا وبالمشاركة مع بقية المكونات القومية والدينية التي تتعايش فيها". قبل أن نبين رأينا في هذا الموضوع نود أن نؤكد على حقيقة مطلقة وهي نحن كقومية لها خصائصها المتميز وبالتالي لها كل الحق في أن تقرر مصيرها بنفسها سواء أكان ذلك عن طريق المشاركة الفعلية، وليس الشكلية، في الحكم أو تشكيل كيان قومي خاص بها سواء أكان ذلك على شكل دولة مستقلة أو حكم ذاتي أو محافظة أو أي كيان سياسي آخر يعبر عن خصوصيتها. ولكن مثل هذا الحق هو حق مطلق لا يتحقق على أرض الواقع إلا بالنضال والعمل المضني يتحدد حجمه بحجم الكيان المراد تشكيله من جهة وبالإمكانيات المتاحة والظروف الموضوعية السائدة من جهة أخرى. منذ سنوات قليلة مضت طالبت بعض تنظيمات شعبنا بالحكم الذاتي في سهل نينوى وغيرها طالب بالإدارة المحلية واليوم يطالب التجمع بالمحافظة كوحدة إدارية لإبناء شعبنا المتواجدين في هذه المنطقة مع غيرهم من الشبك واليزيديين. ولو حاولنا البحث في خلفيات كل مطلب، نرى بأن هناك جملة عوامل موضوعية سياسية متغيرة وراء كل مطلب من هذه المطالب والتي أثرت عليها وبالتالي إنتقلت الصفة المتغيرة للعوامل السياسية إلى تغيير المطلب من الحكم الذاتي فمروراً بالإدارة المحلية فوصولا إلى المحافظة ويظهر للتجمع بأن الظروف الحالية والقانونية هي الأنسب للمطالبة بالمحافظة بدلا من أي كيان سياسي قانوني آخر.

من خلال إستقراء نشاطات ولقاءات التجمع بالقوى السياسية القومية والوطنية يتبين بأن هناك جهداً كبيرا ومركزاً يبذله التجمع لتحقيق مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، ولكن باعتقادنا الشخصي نرى بأن التجمع قد دخل المعركة وحده لا بل وقاد حملات تشكيل هذه المحافظة التي تشمل أيضا المكونات الأثنية والدينية الأخرى فيها من اليزيديين والشبك وغيرهما لذلك ترك إنطباعاً بأنها ستكون محافظة مسيحية رغم أن المسيحيين يشكلون أقل من نصف سكان المنطقة فنتج عن ذلك مخاوف لدى بعض القوى العراقية ولدى رجال الكنيسة أيضا وبالتالي رفض الفكرة لا بل ومقاومتها بإساليب غير مبنية على الواقع والفهم الصحيح للمطلب. من هذا المنطلق وتخفيفاً لحدة الرفض لهذا المطلب القائم على حجة كونه مطلب مسيحي لمحافظة مسيحية نقترح أن تشكل لجنة تتكون من قادة التجمع وممثلي الشبك واليزيديين كأن تسمى "لجنة تشكيل محافظة سهل نينوى" لتقوم بتمثيل أبناء المنطقة جميعاً و قيادة الجهود واللقاءات مع القوى العراقية الأخرى ورجال الحكم والسياسة في الحكومة المركزية والإقليمية.

وهنا نتيجة سلبية أخرى نتجت عن قيادة التجمع لمطلب تشكيل المحافظة ونشؤ مخاوف من قيام مثل هذه المحافظة وبني عليها مواقف رافضة وحجج واهية وهي أن هذه المحافظة ستلحق بالمستقبل بإقليم كردستان وستنتزع من عرب الموصل وتخضع للكرد وذلك نتيجة للإمتدادات الديموغرافية لأبناء سهل نينوى بالمناطق الشمالية منها في إقليم كردستان من جهة والعلاقة التاريخية النضالية المشتركة بين أبناء الشعب "الكلداني السرياني الآشوري" مع الحركة القومية الكردية من جهة أخرى. لا شك فيه إن قيادة التجمع بذلت وتبذل جهود مضنية في إفهام الرافضين وإزالة مخاوفهم وتأكيدها على أن مثل هذه المحافظة ستكون جزءا أساساً من العراق وغير قابل للإنفصال أو الإلتحاق بإقليم كردستان ... وما إلى ذلك. غير أن ذلك يجب أن يقابلها جهود أخرى تتركز أيضا على مناطق أخرى لأبناء شعبنا وتحديداً في أقليم كردستان. فالعوامل التاريخية والظروف الديموغرافية والأحوال السياسية السائدة والغطاء القانوني كلها عوامل مساعدة في المطالبة بمحافظة في الإقليم تشمل بعض الأقضية والنواحي والقرى والتي قد يتطلب بعضها إعادة رسم حدودها الإدارية لتكون ملائمة وشاملة لحدود المحافظة المقترحة. هذه المطالبة بمحافظة في الإقليم ستخخف من دون أدنى شك مخاوف العرب ويبين لهم بأن لأبناء شعبنا إستحقاقات ومطالب مشروعة سواء أكانت في السهل أم في الجبل.

وأخيراً: لم يبقى، ونحن بصدد الجهود التي يذلها قادة "الجبهة القومية الكلدانية السريانية الآشورية" ...عذرا... أقصد تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية إلا أن نهيئ ونشكر قناة عشتار الفضائية، رغم عدم وصول إرسالها إلى بيتي، على تنظيمها لبرنامج "حوار خاص" شارك فيه ثلاثة من قادة تنظيمات التجمع لابل التهنئة الكبرى والشكر الجزيل يذهب أيضا إلى قناة آشور الفضائية التي عرضت البرنامج وأعادته أكثر من مرة وأتاحت لنا الفرصة لمشاهدته ونحن قابعون في بيوتنا المريحة في المهجر، فكان بكل المعايير برنامجاً ناجحاً فياضاً بالمعلومات والتحليلات التي طرحها المشاركون فيه بخصوص المطالب التي يطلبها التجمع وبالتحديد ما يخص موضوع تشكيل محافظة في سهل نينوى، فألف شكر للمشاركين في البرنامج ولفريق العمل على هذا البرنامج الناجح وأمل أن يصل إلى أكبر عدد ممكن من أبناء أمتنا وبكل الوسائل الإعلامية سواء في الوطن أم المهجر. فشكرنا وإمتنانا لمناضلي أمتنا في الوطن ولنضالهم في توحيد الصف القومي والسعي بكل إخلاص لتحقيق أهداف الأمة وهو أقل ما يمكن أن نفعله لهم ونصرح به ونحن في المهجر ومن يعمل أكثر فالله يباركه والأمة ستشكره.