الصحافة السريانية بين الواقع والطموح

 

                     

         

                                                                                          

                                                                                       أويا أوراها

          قبل الولوج في صلب موضوع صاحبة الجلالة السلطة الرابعة أود أن أهنئ أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني والنخب المثقفة ومن خلالهم العاملين في الحقل الأعلامي والصحافي وألى القراء والمتتبعين للشأن القومي وأيضا ذوات الأقلام الحرة النيرة البناءة أصحاب الكلمات الصادقة بعيدهم ال ( 162 ) يوم الصحافة السريانية المبجل الذي يصادف الأول من تشرين الثاني الجاري ...

ليس خافيا على أحد بأن صحافتنا السريانية لم تزل في أطوارها الأول وطريحةغرفة الأنعاش مكبلة داخل شرنقة الولاء والدوران ضمن طروحات هذه الجهة أو تلك أو صحافة تدور في فلك هذه القريحة وتلك بحيث لم نعد نجد صحافة حرة رشيدة جامعة ذات ولاء جماهيري كي يرى الأخير ظالته فيها وتكون منهلا ومنبرا في نفس الوقت, بالطبع لكل هذا وذلك علات أو أسباب ومسببات عائدة للضروف الزمانية والمكانية والموضوعية  والأهم من ذلك هو البيت الداخلي المنقسم على ذاته...ألخ لما يجعل صحافتنا أسيرة لواقع  متوقلب روتينيا يكتنفه الجمود والرتابة وكأن القارئ يطلع على ذات الشيء كل يوم  وأما تراها تسبح بالضد من التيار أو تدور ضمن حلقة مفرغة لا تمت والواقع القومي لا بل وحتى الوطني بشيء حيث نراها صحافة قفرة غير واضحة مطأطأة الرأس خجولة ومتخاذلة تقفز فوق الآلام والجراح التي ينئ منها شعبنا محرفة للحقائق ومشوهة للوقائع مسدية خدمة كبيرة للطرف الممول لها ...

في حقيقة الأمر والحق لا بد من التطرق أليه بأنه هناك صحيفة ملتزمة واضحة المعالم  و أعلام صريح واضح غير مجامل ذات نهج وفكر أقرب الى المطلب الجماهيري أحولا وظروف بغض النظر عن الأمكانات المتاحة والداعمة له وخاصة المادية المميزة بشحتها بالقياس الى حجم الطموح وما مكمون من الطاقات ليؤثر ذلك بالسلب على عملية الصدور فبدلا من أن تكون يومية ومواكبة للحدث وسباقة في نشر الخبروبطاقم أعلامي  نجدها أسبوعية  الصدور وهذه الصحيفة تعرف بأسم ( بهرا ) أي الضياء لسان حال  اللحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) ومقر الصدور هو أرض الجدود ( العراق ) والذي يهمنا فيها بأنها ذات خط واضح وشفاف وجريدة هادفة لها صدى مسموع وهي من مواليد حزيران 1982, لكن مع هذا كله فأنها أولا وأخيرا ستبقى محسوبة على الجهة المالكة لها على الرغم من تنوع محتوياتها وقراءها وكتابها وبالرغم من التأكيد المستمر من لدن قيادة وكوادر ( زوعا ) على حثها وتشجيعها لابناء شعبنا ومنذ أوائل التسعينات حيث الأحتكاك المباشر مع الجماهير وحتى الساعة بغض النظر عن حجم المعوقات التي كانت ولم تزل تضع أمام عجلتها حول التحرك صوب تنوع مصادر المطبوعات كل بحسب نوع المعين أو المصدر ونهجه فكان لأتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري جريدة خاصة ناطقة بأسمه وهي ( ميزلتا ) وجريدة اتحاد النساء الآشوري ( نهرنيتا ) وللمركز الثقافي  الآشوري مجلة نجم بيت نهرين ... ألخ من المطبوعات  الكلدوآشورية السريانية التي أتحفت وأغنت ساحتنا القومية والكردستانية والوطنية والتي بأجمعها تصب في مجرى الصحافة السريانية  وكل هذا لم يكن من اليسر بل هو نتاج لجهود مضنية وشاقة نابعة من الأيمان بعقيدة أثبات الوجود , وكان أيضا للأعلام المرئي والألكتروني والمسموع دورا مميزا ومساعدا على أيصال كلمة الحق أو الحقيقة كما هي ألى داخل كل بيت ,  وأن كل ما يتم ذكرة عن واقع صحافتنا السريانية  في الزمن القائم هو مجرد نقطة في بحر , نعم أنه قد أزداد اليوم عدد المطبوعات في الأونة الأخيرة  خاصة لما بعد عام 2003 تبعا للزيادة الحاصلة في عدد التنظيمات والمؤسسات والمنتديات لكنها على الأغلب تراها ملزمة بالخط الفلاني والنهج العلاني ...

أن واقع صحافتنا السريانية  اليوم  لم يصب في خدمة الصالح العام بل تجده أما مقتاد أو تابع وأما ملتزم أيدلوجيا أو مؤدلجا  ولهذا السبب سيضل وعلى الدوام يتراوح ضمن حدود مرسومة وخطوط حمر وحدود الممكن ما لم يجد له الحلول الناجعة  لذا أن كل ما نطمح أليه بأن يتصاعد الخط البياني لصحافتنا كي يكون بمصاف أعلام وصحافة  العالم المعاصر وما يمليه الواجب هو بأن تتحرك النخب الكلدوآشورية السريانية صاحبة الكفاءات والقدرات أحفاد أولاءك العظام من الصحافيين نحو تشكيل لجان تخصصية  تمتهن الصحافة أو من تلك التي أكتسبت الخبرات في هذا المجال وفسح المجال لأبناء شعبنا الغني بالنشطاء والمفكرين والأدباء والمؤرخين أو المثقفين على وجه العموم للمشاركة في بناء صرح أعلاامي سرياني واضح المعالم يستحق ان يطلق عليه ب ( السلطة الرابعة )..

أخيرا هنيئا  للتلك  الأنامل التي وضعت اللبنات الأولى لصحافتنا السريانية وكانت السباقة في هذا المجال بل رفدته بدماءها الطاهرة أبتداءا بزهريرا دبهرا ( شعاع النور ) ومرورا  بجريدة مهديانا آثوريا ( مرشد الأثوريين ) وبعده جريدة قرنا ( البوق ) وصحيفة ناقوشا ( الناقوس ) .. الخ وحتى الساعة للذين من بعدهم على الخط سائرين من أمثال جريدة بهرا ( الضياء ) وكوخوا دبيث نهرين ( نجم بيث نهرين ) وجريدة نهرنيتا وميزلتا ( المسيرة ) ...  ألخ من المطبوعات الكلدوآشورية السريانية النزيهة لا بل وحتى الأعلام المرئي والمسموع والألكتروني التي عايشت جميعها وشاركت أبناء شعبنا معاناته وأحلامه وأهدافه عبر كل كلمة صادقة  ... فألف مبروك عليهم  يوم الصحافة  في ذكراه العطرة 162 ...