اعمالهم تشهد لهم

 

                     

 

                              

                                                   

                                                      عماد سالم عيسو

    

 

   نينوس ايشو مواليد 1968 ، نشأ وترعرع في منطقة سرسنك بمحافظة دهوك العراقية عرف عن صفاته الامانة والحرص والإخلاص لشعبه ووطنه، واصل مسيرته بالعمل في الحركة الديموقراطية الأشورية بوصفه كادرا ومسؤولا فيها وأخرها مسؤولا للعلاقات في الحركة في المهجر و تحديدا في سوريا ولبنان, ومثله كمثل جميع اعضاء الحركة عرف بتفانيه والتزامه بمبادئها والتي من أهمها الوفاء للوطن, سخر كل إمكانياته وطاقاته في سبيل خدمة أبناء شعبه في تلك البلدان، عرف عنه السخاء وبوقوفه الى جانب جميع المحتاجين من العراقيين المغتربيين ماديا ومعنويا إضافة الى مشاركته همومهم والى جانب ذلك كله لن يكن بمقدورنا وصف كرمه و سخاءه وطيبته وتلك الصفات التي تجعل ضيفه لا يشعر إلا وإنه في داره .

مرت سنين عديدة ولم أشاهده إلا كنجمة ترتفع و ترتفع و بريق نورها يلمع في مقلة عيني , وجاء اليوم ولكنه ليس كاي يوم فهو يوم اسود عكر صفاء حلة هذه النجمة ونشر الحزن والإكتئاب علينا بسماعنا إنطفاء شمعة حياته وهو لم يزال في ربيع عمره أثر مرض مفاجئ و بدون سابق إنذار، في مستشفى جرمانا بدمشق وهو في عيادة طبيب الأسنان عن طريق الخطأ والإهمال..

ولكن القدر لم يتيح لنا المجال كي نسأل لماذا .. لماذا.. لماذا؟

ولا كي نفهم ما جرى... إنما كي نقبل فقط !.

واليوم ألاسود ألاخر حجب علينا الشمس و تغلب علي اليأس والأسى عندما شاهدت منظرا لم تتخيله عيناي مطلقا، حين أحضر جثمانه الى بغداد, وزوجة وثلاث بنات وولد لم يشبع من نور الشمس، يبكون وعيونهم تذرف الدموع احتراقا، ورودُ غابت عنهم شمسهم..

 في اليوم ذاته ساد الصمت وغابت البسمة عن وجوه كل من يعرف هذه الجوهرة التي انكسرت هباءا، أصدقاءه و معارفه و إخوانه في الحركة الديموقراطية الأشورية هنا و تحديدا في قلب العراق في بغداد الحبيبة.
واليوم ألاسود الثالث حل علينا حين ودعناه في جنازته في مسقط رأسه بسرسنك بحضور جميع محبيه ومن ساندهم و عاونهم وجميع الكوادر في الحركة و الذين كانوا يصرخون بصمت وبقلوب غابرة واثقين أن ذكرى نينوس ستبقى جذورها راسخة في قلوبهم, ولن تفنى هذه حتى وإن ذابت قلوبهم نفسها.
وإني لسائل الله أن يسكنه في فسيح جناته. حيث يشهد على أعماله كل من شرب من ماء عطفه في الغربة.