قصة حب في رواية جديدة للروائية رويدة عبد

 

                     

 

                                             إبراهيم برخو

 

      كثيرة هي قصص وروايات الحب التي تأتي نتيجة سحر وخيال الكاتب، ويلعب الأحساس دورا رئيسيا في السرد الحكائي، حيث يتغلل الحس في القلب ويداعب الروح والوجدان لتكتمل الصورة الحسية لتخرج لنا سيناريو متكامل بالصور المجازية للمشاعر الأنسانية. بهذه المقدمة الصغيرة يمكن ايجاز مشروع كتابة رواية جديدة لكاتبة جديرة لأن تدخل عالم الرواية وتطلق العنان لأحاسيسها وتتدفق معاني الأنسانية والمشاعر النبيلة التي تتمخض عنها روايتها.

 

    إنها (( عشتار )) الرواية التي كتبتها الروائية رويدة عبد وباللغة الأنكليزية والتي صدرت الطبعة الأولى في أمريكا عام 2012  لتضيف جهدا أدبيا يضاف الى سلسلة أبداعات كتابنا ومثقفينا.

 

     لقد جاءت الرواية لتعبر عن رؤية بديلة للحقد السائد بين أبناء البشر وأعطاء صورة أكثر واقعية لمشاعر البشر بغض النظر عن كل الهويات والأنتماءات والصراع الحضاري القائم على سطوة الأنسان لجهد أخية الأنسان. ليس بالضرورة لأن تكون الرواية واقعا معاشا بل أن يكون التركيز بأن تأتي الرواية لحل قضية أجتماعية أوسياسية أو دينية بصورة عالمية أي بمعنى أخر بشمولية مطلقة، وأن تقوم بأرسال رسالة انسانية وتنهض بأفكار ومفاهيم إيجابية ممكن أن تفيد المجتمعات. بعيدا عن مفاهيم الغزو الفكري والثقافي والسياسي والديني وأخيرا الجغرافي.

 

    الكاتبة رويدا عبد من مواليد 1985 نينوى/العراق أتجهت بهذه الرواية لتعلن للملأ إحلال الحب بدلا للكراهية وتطلقها رسالة في رواية بحجم 340 صفحة. التي هي أشبه بأن تكون عبارة عن مجموعة أفكار تنهض بالأنسان كي يعيش جل وقته من أجل الأخرين وهو في أمس الحاجة لأن يلملم أجزاءه المبعثرة. لقد وظفت أمكانياتها الأدبية في تصوير حالة الأصرار لدى البشر لتحقيق ما يهدف اليه من خلال العمل المضني والجهد الخلاق وتذليل المصاعب والنهوض من واقع مهين للمشاعر الأنسانية الى واقع متفاءل يبحث عن الأنسان وأشكاليته مع الأخرين.

 

     إن عشتار العراقية التي أحبت وليم الأمريكي الجنسية جاءت لأعطاء صورة كيف يتلاقى النقيضين ويبدأ أحدهما بالأقتراب من الآخر بمشاعر إنسانية يجمعهما حب أنساني فريد من نوعه، ويتفقا على الزواج لتتغلب العاطفة والأحساس البشري محل الكره ثم ليأتي موت وليم بحادثة 11 سبتمبر حيث كان متواجدا في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ليغيب عن حبيبته تاركا لها مجموعة من الذكريات الجميلة.

 

    بأختصار شديد ..عشتار  رواية حب تحمل بين طياتها مشاعر نبيلة،لأصرار الأنسان في تفانيه مع اخيه الأنسان والذي لايمكن تجريده من العاطفة إنها رسالة حب مفتوحة للعالم لتبني مفهوم جديد في عالمنا الجديد.