من كان بلا خطيئة فليرجم زوعا ويونادم كنا بحجر

 

                                            

                                                      

 

 

                                                 

 

                                                   حازم زوري

 

     لقد تابعنا ككل المهتمين بمسيرة العمل القومي من ابناء امتنا مضمون المقترح او الدعوة التي اطلقها الرفيق نينوس بثيو السكرتير العام السابق للحركة الديمقراطية الاشورية قبل ايام مثلما تابعنا ردود الافعال عليها وما اثارته في الوسط القومي من جدل وتساؤلات وتاويلات تعددت اهدافها واسبابها ومنطلقاتها تبعا لخلفيات ورؤى وتصورات ومواقف مطلقيها واصحابها ,فمنها ما جاء من منطلق الحب والحرص الصادق على الحركة وتاريخها ومسيرتها النضالية المعمدة بدماء الشهداء الزكية ومتجردا عن الغرض السئ والكيدية ،  ومنها ما جاء لغاية في نفوس اصحابها ومطلقيها وفي اطار الشماتة والرغبة في صب المزيد من الزيت على النار وبالطريقة التي تخدم رؤاهم وتنسجم مع تطلعاتهم وتمنياتهم في اضعاف الحركة وصولا الى تحقيق حلمهم المنشود بالخلاص من هذه الشعلة المضيئة في سماء امتنا والمدافع العنيد عن حقوقها  والامين المؤتمن على مصيرها (زوعا ) فأطلقوا العنان لأقلامهم وفؤوسهم  لتعمل عملها قدحا وتجريحا وتنكيلا بها ، وتحميلها مسؤولية كل المثالب والمأسي والاخفاقات والاحباطات التي تعيشها امتنا .

     ونحن هنا لسنا في معرض الدفاع عن الحركة كطليعة امة نؤمن بها ونحمل شرف الانتساب اليها كما لسنا بصدد استعراض تأريخها وتضحياتها ومأثرها القومية في احلك الظروف والاوقات ، فذلك تأريخ جلي ومعروف لكل ذي بصر وبصيرة وذاكرة وضمير ، وقد تحملت الحركة بسبب تلك المواقف المبدئية وزرا كبيرا وتضحيات جسام وقرابين الشهداء من خيرة منتسبيها واعضائها واحرار الامة يشهدون على ذلك ،لكن ما يحز في النفس حقا ان تنبري لنا اقلام والسنة من اوساط شعبنا تلوك زوعا وقيادتها بمناسبة او من دونها وتجعل منهما مادة وموضوعا لكتاباتهم الحقودة بذريعة محبتهم للحركة وحرصهم عليها وعلى ديمومة النهج الديمقراطي فيها وتحت غطاء السعي لتخليصها من تفرد واستبداد واستئثار السكرتير العام بقرارها وتوجهاتها كما يزعمون . ان التأويلات والتحليلات وردود الافعال التي خرجت علينا هذه الايام على خلفية هذا الموضوع ومع كل اعتزازنا بأقلام ومواقف اصحاب النوايا الحسنة الذين تدفعهم الغيرة والمحبة الصادقة لزوعا ورغبتهم الصميمية في دعم وتعزيز مسيرتها النضالية لتمكينها من النهوض بالمهام والاستحقاقات القومية الكبيرة الملقاة على عاتقها كفصيل وطني وقومي شجاع تقدم الصفوف منذ عقود امن ويؤمن به طيف واسع وكبير من ابناء شعبنا ,فأننا لم نجد في اقلام وكتابات اخرى الا الشماتة والسعي لدق الاسفين في صفوفها وذرف لدموع التماسيح عليها وعلى بعض اعضائها من الذين اثروا الانسحاب من مواقعهم في المسيرة لهذا السبب او ذاك ، وحتى لو كان الامر راجعا ومتعلقا باختلافهم مع القيادة الحالية لزوعا فهو امر طبيعي ويحصل للكثير من التنظيمات السياسية والحركة ليست في هذا استثناءا ,فعلام تتباكى هذه الاقلام وهل هي احرص على الحركة من اعضائها انفسهم ؟وهل نست هذه الاقلام ام تناست كيف كانت تهاجم الحركة وتكيل لها بمختلف الوسائل يوم كانت هذه المجموعة من الرفاق في مواقع المسؤولية فيها وجزءا فاعلا من قيادتها وقرارها ؟ فما الذي تغير اليوم وهل هو حب مفاجئ نحو الحركة  تولد بغتة بين ليلة وضحاها ؟ لاشك ان الهدف من تعاطفهم المعلن والمشبوه مع بعض الرفاق واضح بالنسبة لنا وهي محاولة للاصطياد في الماء العكر بغية  توسيع الشرخ وصولا الى تفكيك زوعا وايصالها الى حال الانقسام الى فصيلين متناحرين ليسهل احتوائما وضربهما معا وهذا لن يكون ورفاقنا القياديين السابقين قد قطعوا الطريق على احلام المتربصين بالحركة من خلال البيان الذي اصدروه ردا على مقترح او دعوة الرفيق بثيو لهم والذي قطعوا فيه العهد لشعبنا وعلى انفسهم ان تظل الحركة بيتهم  الذي سوف يستميتون في الدفاع عنه وبهذا خيبوا امال المتامرين عليها  والمراهنين على ضربها من الداخل وتقطيعها الى اوصال واشلاء .

     ان الغريب في كل هذا والمثير للدهشة والريبة في ان واحد هو انه كلما اثيرت قضية في الشأن الداخلي لزوعا خرجت الينا هذه الاقلام ومثيلاتها لتعض في جسدها  او لتتخذ من نفسها وتأخذ على عاتقها دور الناصح والواعظ والمصلح المتبرع ومترافقا ذلك كله بهجوم عنيف على قيادتها ومواقفها وساعية بكل الوسائل لتغذية عوامل الاختلاف والفرقة بين منتسبيها  سعيا كما اشرنا الى ضربها والتخلص منها , فهل ان هذا النفر ال على نفسه ان يكون ابناء جلدته هدفا لرماحه ونباله على الدوام  ؟ وهل نحن شعب بات هدفه وشاغله الوحيد الانتقام من رموزه وتسقيطهم ؟ هل نحن امة لا تتحمل رؤية نجم يسطع في عليائها لينير عتمتها وتهتدي به الى طريقها شخصا كان ام حزبا وطليعة ؟

     ان هذا لا يعني ابدا ان امتنا لم تنجب سوى زوعا وقادتها وانهم وحدهم القادرون على قيادتها فأمتنا ولودة ومن الطبيعي ان يكون فيها رجال بمستوى وقدرات الموجودين في زوعا الان وربما افضل وسوف يظهرون حين تحتم الظروف والاحوال وفي الوقت المناسب ,فلكل مرحلة رجالها وبتواضع وبساطة نعتقد ان الحركة الديمقراطية الاشورية ومناضليها هم رجال المرحلة الان والقادرين على ايصال سفينة شعبنا الى بر الامان المطلوب ,فلماذا تتم  معاداتهم وخذلانهم والاساءة لدورهم ولمصلحة من ؟ لماذا نضع العصي والعراقيل في عجلة مسيرتهم ؟ لماذا لا يكون كل الغيارى في امتنا عونا وسندا وظهيرا لهم ؟

    لقد وصل حد الكره بزوعا لدى البعض الى درجة انه لا يتحمل أي موقف منها حقا كان ام باطلا مع ان هذا البعض والايام وشعبنا شاهد عليهم لم نلمس منهم أي موقف جدي وعملي من اية معضلة تعرض لها شعبنا وما اكثر معضلاته , فأذا تكلمت زوعا عن اهمية  الارادة الحرة والقرار المستقل لشعبنا وعن ضرورة رفض محاولات الهيمنة على قراره ومصادرة حقوقه في الوطن من اطراف كثيرة وصموا ذلك بانها شعارات ومزايدات , واذا تحدثت عن عمليات التغيير الديمغرافي التي تستهدف ارضنا وشعبنا هنا وهناك وضرورة مواجهتها بالوسائل الممكنة وبجهود جميع الخيرين في امتنا تهكموا وقالوا: هل ان هذا كل ما يمكن ان تفعله الحركة؟ واذا ما تعرض شعبنا لاية محنة اونكبة او ضائقة او اعتداء قالوا بلا مواربة : ان الحركة هي السبب وهي الوحيدة التي تتحمل المسؤولية لأن المطلوب منها من وجهة نظرهم ان تحقق المعجزات وان تتحمل مسؤولية كل مرارات وأحباطات ومأسي وانقسام وانكسار وتداعي الحال في امتنا وأخشى ان يصل الامر بهؤلاء الى تحميل الحركة وسكرتيرها العام مسؤولية خلافاتهم الشخصية والعائلية ...أجل فليس في متناول ايديهم الا الحركة ويونادم كنا ليرجموهم بلا استحياء.

    يشهد الله ... لسنا في وارد تأليه وتنزيه الاشخاص والاحزاب او نزع المسؤولية عنهم حين يخطئون او يقصرون ،ومن يعمل في حقل السياسة في  العراق وبالظروف المعروفة للجميع لابد ان يخطأ وان يتعثر احيانا والحياة الانسانية في جميع ميادينها اطوار من النجاح والفشل ، ولكن من حقنا ان نسأل المتصيدين للأخطاء والسلبيات والساعين للايقاع بزوعا وابنائها : ماذا قدموا لشعبنا غير الخطابات ؟ وهل قدموا ولو جزءا يسيرا مما قدمته زوعا ورجالاتها من مواقف وتضحيات بلغت حد الشهادة وشهد لها الخصوم قبل الاقرباء فأقضت مضاجع المتأمرين عليها ممن كانت ولا زالت زوعا بالنسبة لهم غصة في القلب وشوكة في العين والذين كان ديدنهم ولا زال التطاول عليها وعلى رموزها والانتقاص من قيمة دورها ومواقفها وتضحياتها ونعت قيادتها بشتى النعوت والاوصاف والذي لن يكون اخرها وصف سكرتيرها العام بالدكتاتور المتفرد بتوجهاتها والمستأثر بقرارها ، ولا ندري هل ان الديمقراطية التي ينشدونها لزوعا مطبقة ومترجمة ممارسة وسلوكا في الحياة اليومية والمحطات الانتخابية  للاحزاب الوطنية والقومية الاخرى في العراق وان زوعا هي الاستثناء والشواذ فيها وهي في اخر قافلة الديمقراطية واصحابها ؟ وهل هم غافلون ام متغافلون عن احزاب وطنية عديدة في الساحة العراقية لا زالت تقاد وتحكم ومنذ عشرات السنين برموزها الدينية والعشائرية وبعيدة كثيرا عن الممارسة الديمقراطية الصحيحة والحقة ولم نسمع من اقلامنا القومية اومن غيرها ان تحدثت عن ذلك وبالطريقة المهينة والجارحة  التي تتحدث بها عن الشأن الداخلي لزوعا الى درجة ان كل المنصفين يقرون ان شراسة الهجمة التي تتعرض لها زوعا لم يسبق لها مثيل ولم يتعرض اليها أي فصيل قومي اخر وان هذا التكالب عليها يؤشر لنا امرا واحدا ومهما وهو ( ان زوعا على الطريق الصحيح وان الشجرة المثمرة كما هو الحال دوما ترمى بحجر ) .

    ان الحركة كتنظيم سياسي ويونادم كنا ككائن بشري يحتملون الخطأ والصواب ومعرضون للنجاح والاخفاق ولكنهم على أية حال يعملون وفي اقسى الظروف بدأب وهمة ونكران ذات واستعداد لا نظير له للبذل والعطاء في كل حين وكل اعضائها مشاريع جاهزة للتضحية والفداء ، فماذا شاهدنا او لمسنا من الطاعنين والموتورين والشامتين  بها سوى التشفي والبحث في السواقي الاسنة  والسعي لتقزيمها وتحجيم دورها وفاعليتها وانجازاتها ومترافقا كل ذلك بسيل هادر من الكتابات الصفراء التي تنفث سما زعافا وتقطر كرها وقيحا كريها على متن الصفحات الالكترونية .

    ان دعوتنا الاخوية لهؤلاء ان يتركوا شأن زوعا الداخلي لمنتسبيها والغيارى من مؤازريها الصميميين فهي بيتهم الوارف الضلال وحضنهم الدافئ الامين وهم الاحرص على حصانة اسوارها وعلو بنيانها ،  والمحبين لها من ابرار امتنا وهم الاكثرية واثقون من قدرتها وقدرة  اعضائها على تجاوز الصعاب وقهر الشدائد والخروج من اية محنة اصلب عودا واشد تماسكا ، فارفعوا سيوفكم عن اعناقنا ووفروا محبتكم الزائفة لنا لان افعالكم ومواقفكم من زوعا ماضيا وحاضرا تفضح وتكشف زيف محبتكم وبهتان اقوالكم ،وهذه المحبة لا تضارعها الا قبلة يهوذا الاسخريوطي التي اسلمت المسيح (له المجد ) لصالبيه ،فحبكم المزعوم لزوعا يراد منه اليوم تمزيقها وايصالها الى الهاوية تمهيدا لوأد هذه الثمرة المباركة في شجرة امتنا .

     وفي الختام لم يبق لنا من حيلة لثنيكم عن غيكم سوى  تذكيركم بقول الفادي للجموع التي جاءته بالمرأة الخاطئة ليحكم في امرها وهي الجملة التي اختزلت الحكمة الانسانية في ارقى وابلغ معانيها ومراميها اذ قال لهم :(من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ) ونحن ايضا نقول هذا لكم مهتدين ومسترشدين بنص وروح تلك الجملة المقدسة ونردد على مسامعكم : من كان منكم بلا خطيئة فليرجم زوعا ويونادم كنا بالف حجر .