رغبات المعتزلين

 

                                          

                                                                                              

                

                                                                                  سامر الياس سعيد                     

      رغبة محمد الدعيع الحارس السعودي الذي يستعد لإعلان اعتزاله المحلي ومغادرة الملاعب  تثير الكثير خصوصا في أوساط لاعبينا ممن ودعوا الملاعب وفي قلوبهم الحسرات لأنهم غادروها دون وداع ولااحتفالية تكريمية تليق بما قدموه ..

وأخبار الدعيع كما أوردتها وسائل الإعلام تشير الى تمسكه برغبته بمشاركة نادي يوفنتوس الايطالي في احتفالية اعتزاله وتفضيله على النادي الأهلي المصري بالرغم من محاولات إدارة ناديه إقناع الدعيع بان حضور النادي الأهلي له أيضا مكانة كبيرة خصوصا في أوساط الجالية المصرية في السعودية فضلا عن مكانة النادي العربي عموما في أوساط السعوديين  ولم تفد محاولة إقناع الدعيع بان المتبقي من الميزانية المخصصة لاستقطاب يوفنتوس والذي أعلن التزامه بجدول مزدحم يحول دون حضوره للسعودية  فطرح النادي  فكرة استقطاب النادي الأهلي المصري بديلا ليوفنتوس على ان يعوض فارق القيمة المالية للاستقطاب للاعب السعودي المخضرم  ..

أتساءل عن ما يدور في مخيلة لاعب عراقي  تسنى له الاطلاع على تفاصيل الخبر وقراءته من كل الأوجه  وحينها سيفكر عما يختلف عنه الدعيع خصوصا من لاعبينا الدوليين ممن غادروا الملاعب ولم نعلم لحد الان وجهتهم ومحطتهم التالية التي اختاروها بديلا عن نجوميتهم التي افلت في الملاعب وازدهرت في محطات تالية كان تكون تدريبية او إدارية وما الى  غيرها من محطات قد تكون بعيدة عن الوسط الرياضي ككل ..

لكل لاعب أمنية خصوصا ممن اقتربت محطة مغادرتهم أديم الملاعب وتحويل دفة لعبهم نحو محطة أخرى لكن الأمنية الأكبر ان يحصدوا ما زرعوه في تلك الملاعب من أداء ونجومية  وان يكون حصدهم لتلك الشعبية عبر مباراة تكريمية او احتفالية تستقطب فيها فرق ذات مستوى عال لغرض المشاركة ولكنها هنا في العراق تعتبر تلك الأمنية من باب المغالاة خصوصا ممن يعتبرون تمسك الدعيع بالنادي الايطالي من باب (البطر) ويطالبوه لاعبون لم يحظوا بمثل تلك اللفتة التكريمية لاالتمسك بالنادي المصري بل حتى أندية تأتي من دول ليس لها موقع على خارطة الكرة  عموما  حتى يشعر اللاعب بأنه قدم لناديه وجمهوره شيئا لاان يدور في مخيلته بان ما قدمه خلال السنين الماضية لم يكن إلا تحصيل حاصل او إسقاط فرض  او لعبة حياتية  عليه ان يكملها بتفوق على ان يغادر متسللا من الأبواب الخلفية  عندما تتذبذب مستوياته الفنية ويتقهقر أدائه فعندها سيلومه الجمهور وتفتح عليه الأقلام الصحفية نيران انتقاداتها فيسارع لحفظ ماء الوجه ويغادر ليختفي وراء الكواليس وكأنه لم يكن ذلك النجم الذي كان في يوم من الأيام محمولا على الأكتاف وفي يديه يلمع بريق الكؤوس والبطولات التي حققها للفرق التي مثلها ..علينا ان نستخلص من مطالبة الدعيع باستقطاب نادي له حضوره فكرة مهمة هي ان نسعى للاحتفاء برياضينا وان نسعى لتكريمهم حتى بمباراة احتفالية نعبر من خلالها للاعبينا باننا نتذكرهم وهمن في قلوبنا مهما ابتعدوا ..