بوادر إستحداث محافظة سهل نينوى تستبان  في الافق

 

                                                               

                                       

                                   

                                           

                                              شوكت توسا 

                 في خبر منشور على موقع زوعا اورغ الموقر,  مفاد الخبر :(  صرح النائب عماد يوخنا عن اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في مدينة الموصل بان الاجتماع قرر تشكيل لجنة لدراسة استحداث الوحدات الادارية واقسام البلدية من منطقة سهل نينوى برئاسة الامانة العامة لمجلس الوزراء وعضوية وزارة البلديات والاشغال العامة والوقف المسيحي والديانات الاخرى ، يذكر بأن لجنة دراسة احتياجات المسيحيين المشكلة بأمر ديواني رقم اربعة وخمسين برئاسة وزير البيئة سركون صليوا وعضوية عدد من الوزارات ذات العلاقة كانت قد قدمت طلباً بالموضوع قدمته الى مجلس الوزراء للدراسة والموافقة على تشكيل هذه اللجنة) . انتهى الاقتباس

مر قرابة عامين  او أكثر على إثارة موضوع أستحداث محافظة سهل نينوى أعلاميا بعد مذبحة سيدة النجاة , وقد سمعنا العديد من  تصريحات المسؤولين حول هذا الشأن كما كتب العديد من المقالات حول هذه الموضوع من ضمنهم كاتب هذه السطور,من ضمن تصريحات المسؤولين الكبار من بارك الفكره  منطلقا اما من مصلحته او من احقية ومشروعية المطلب , وأخرون رفضوها  كما اشرنا في مقالاتنا السابقه  لسبب ليس له علاقة بهدف شعبنا من المحافظة انما لمحاربة من ايد الفكر ليس الا, وهكذا الامر بالنسبة للكتابات , حيث إرتفعت أصوات المريدين لهذا المطلب الفشل من خلال تأيديهم لتصريحات السادة الكبار  كرئيس البرلمان ومحافظ نينوى  الرافضه لهذا المطلب الانساني , فقد وصفوه  ظلما بتسميات دينيه او عرقيه  او انفصاليه دون اي وجه حق او وازع قانوني , في حين ظل القسم الاخر متمسك به كونه خطوه باتجاه تطوير حياة ابناء شعبنا في اماكن تواجدهم وعيشهم  مع بقية مكونات المجتمع من عرب واكراد  وتركمان وشبك ويزيديون  بعيدا عن اقاويل و مقالب السياسة والسياسيين .

  الان قرأنا الخبر المنشور اعلاه عن لسان السيد عماد يوخنا , نتمنى صحته وجدية المعنيين  في متابعة تفاصيل تنفيذه , من هذا الخبر المهم رغم إقتضابه  يمكن ان يستشف  اننا امام الخطوه العمليه الصحيحه الأولى  باتجاه  التركيز اولا على  أهمية الانسان كإنسان وليس كبضاعه نستخدمها في متاجراتنا السياسيه ,  ابناء شعبنا  يتطلعون الى كيفية تحسين الخدمات في قراهم وبلداتهم  المهمله خدميا لعقود طويله, اذن استحداث القضاء والناحيه هو خطوة باتجاه تطوير الحياة وإسعاد الإنسان  , ابناء شعبنا  بحاجه  الى توفير فرص إستقرارهم في اماكنهم من خلال منحهم الحق والاذن  في بناء الدور وتشييد المرافق الخدميه  والمشاريع الانتاجيه لهم في اماكن تواجدهم  وليس مغادرتها الى اماكن أخرى بحثا عن الأفضل  او تنفيذا لأجندات سياسيه وديموغرافيه , لو تحققت هذه الخطوه التي نحن بصددها بإعتبارها إنسانيه بالدرجه الاساس ,فإنها ستساهم في منع الهجره وفي  التقليل من معاناة الناس  اليوميه  بسبب الصراعات السياسيه القوميه والطائفيه  التي أنتجت لنا  غياب الامن و قلة الخدمات وانعدامها في القرى الصغيره هذا من ناحيه .

 من ناحيه أخرى فان هذه الخطوه التي اصفها بالجباره, ستساهم  بشكل مباشر وفعال  في وضع حد للإرباكات والمشاكل ( الديموغرافيه)التي تسببها  حاجة المواطن البريئه في البحث عن العيش في القضاء والمدينه  , ناهيك عن ان كثافة  القرى التابعه و الملحقه  بقضاء واحد او ناحيه واحده ( كبرطله , وقرهقوش  والقوش ) قد يكون لحقيقة مكونات هذه المناطق العرقيه والدينيه  تأثيرها السلبي في فرض واقع سياسي او انتخابي تمثيلي   ينتج عنه فرض سلطه محليه لا تتوالم مع تطلعات  سكان القصبة  سواء كان قضاء او ناحيه  كما هو الحال في برطله وقرقوش والقوش, لهذا السبب يكون موضوع احترام خصوصيات الاخر واجب وطني وانساني دون جعله وسيله سياسيه للتراشق وادارة الصراع .

إن إعادة ترتيب الوضع الادراي في اقضية ونواحي وقرى سهل نينوى  بقصد تنظيم حياة المواطنين ورفاهها سوف يعكس حاله ايجابيه من التآخي والمحبه التي تبعث الامن والارتياح النفسي  لدى المواطنين , فعندما يتم على سبيل المثال  فصل  قرية بوزان  اداريا عن ناحية القوش و يصاغ  الى جعلها مركز ناحيه  تتبعها  اداريا قرى ايزيديه( هذا مثال  واحد من امثله  موجوده في عموم مناطق سهل نينوى)  , بالتأكيد  سيتحقق من ذلك اكثر من أمر ايجابي, اولهما تطوير بلدة بوزان  اليزيديه وهكذا توابعها الجديده, لان ادارتها كمركز ناحيه  ستتوجه الى الاهتمام باوضاع الاخوة الايزيديين في بقية قراهم انطلاقا من أحترام  واقعهم وتقاليدهم الدينيه والثقافيه والقوميه , وهذا يعني ان السكان وادارة وحداتهم الاداريه سيتوجهون نحو الانشغال في كيفية تطوير حياتهم  الاقتصاديه  والثقافيه  والصحيه بعيدا عن استغلال همومهم  سلبيا   في زجهم في صراعات سياسيه وانتخابيه لفرض واقع سياسي وتمثيلي  ضاغط , فمثلا في القوش  على سبيل مثال  التي لا يعيش فيها سوى اهلها  لهم وحدهم الحق في اختيار طريقة ترتيب حياتهم في القوش  , اذ ليس من حق الالقوشي ان يذهب ويشارك في انتخاب مجلس بلدي في بوزان  او خورزان  ليكون له دور في رسم طريقة عيش اهالي بوزان وطريقة ممارسة شعائرهم او تشييد بناياتهم .

من المؤسف القول ان ما يحصل اليوم  في بلدات وقرى سهل نينوى  من محاولات تغييريه لواقع ديموغرافي قديم واصيل   لا يبعث الامل والطمأنينه  في نفوس الناس , فالوضع  بحاجه الى حلول إنسانيه وقرارات جريئه وسريعه  من خلال إجراءات  اداريه  تحفظ  وحدة اراضي العراق وشعبه  اولا  وتضمن للجميع خصوصياتهم  و حقهم في إدارة شؤون بلدتهم بأنفسهم, فالالقوشي الساكن في القوش سواء كان يميل الى الفكر اليساري  او القومي  او الديني بإمكانه ان يشترك  في تنافسه مع  ابن عمه السياسي الالقوشي في رسم خطط تطوير البلدة حسب رغبات اهالي القوش نفسها  وليس كما يريد اهالي  قرية بدرية مثلا او خربة صالح  او بيبان او خورزان مع احترامنا لهم ولمعتقداتهم  , في نفس الوقت نحن ضد ان يمنح للالقوشي  حق التدخل في رسم حياة اهالي بلدة  نصيريه مثلا , كلامنا هذا  ليس من باب التعصب والانغلاق , انما  لقطع دابر الدور السلبي الذي  تخلفه الصراعات السياسيه  التي استجدت بعد سقوط النظام الديكتاتوري.

 لو تم السير في خطوات تنفيذ مسالة استحداث اقضيه ونواحي  بشكل انساني , بالتأكيد سنكون قد شاركنا  في زرع بذور جديده من  محبه العيش وتبادل الثقه التي سيصبح الدستور مقررها ومشرعها , عندئذ سيكون الكلام عن تشكيل محافظة من هذه الوحدات الاداريه الجديده امر في غايه السهولة والطبيعيه  بعيدا عن قال فلان انها مسيحيه وقال علان انها انفصاليه او تكريديه او تشييعييه,,, دعونا  إذن نتكلم عنها من منطلق انساني يحفظ لاهلنا تواجدهم في اماكنهم بالعيش احرارا يقررون لانفسهم طريقة عيشهم بحسب ما يريدونه تحت ظل قانون ودستور وطني في  وطن غني  ومساحه  تتسع لملايين  وملايين.

نتمنى على السلطات الحكوميه  وكافة الاحزاب العراقيه أخذ المسأله بجديه من ابوابها الانسانيه  كي تنال تاييد الجماهير لها كما  نؤكد تمنياتنا من القائمين على هذا المشروع وضع مصلحة الانسان العراقي بالدرجه الاساس , وعندما تكون المصلحه العامه هي من اولويات كل مشروع او قرار , حينها نقول لا خوف علينا ولا هم يحزنون , انما في احترام الخصوصيات نكون قد وفرنا المزيد من فرص التعايش السلمي  والوطني الحقيقي , والشاطر الذي يبدع في تخطيط وصنع الوسائل التطويريه لاهله في بلدته ستكون له الحظوة الاكثر في الفوز باصوات اهله .

الوطن والشعب من وراء القصد