عذرا.....لن تكون القوش ماردين ثانيه

 

                                            

                                                      

                                                                

                                                         شوكت توسا

        

                في ديسمبر كانون الأول 2010,  كتبت مقالا بعنوان : القوش تنادي  أين أنتم يا ابنائي ؟ هل ستجعلوا مني ماردين ثانيه ؟   ولمن يرغب في الإطلاع على المقال يرجى الضغط على الرابط أدناه.

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=8174:2010-12-31-14-07-18&catid=66:2010-04-10-08-27-04&Itemid=63

 

عندما كتبت المقالة اعلاه, كان الخوف  على  أشده  من تصاعد وتيرة هجرة ابناء القوش وبقية قرانا , لذا بدأت ألأقلام والحناجر تدلو بدلوها  وهي تحذر من خطورة  هذه الظاهره وضرورة إيجاد سبل الحد منها.

 

بعد  عامين أقتطف فقرة من ذلك المقال :

القوش التي  منحتنا  شارات الفخر والعز تطالب أولا :   مسؤولي الإدارة المحلييين في( القضاء والناحيه) أن يتحملوا مسؤولياتهم  الملقاة على عاتقهم  ويرتبوا اوضاعهم  و علاقاتهم الداخلية الرسمية وغير الرسميه فيما بينهم ونبذ خلافاتهم الشخصيه  من أجل عيون أهل المدينة ومن أجل إيجاد الحلول البناءه لإيقاف ظاهرة الهجرة المخيفه , إذن مطلوب من مسؤولينا المحليين  بالذات بذل اقصى الجهود من أجل تطوير البلدة وتحقيق خدمة إحتياجات الناس وليس إستغلالها لمصالحهم الشخصية  ( والحليم تكفيه الأشاره).

 

الآن حــَقَ علي ّ الإعتذار في حضرة بلدة ألقوش و أمام هيبة أبنائها ,وهو  أضعف الإيمان  أزاء ما شاهدته أعيننا في يوم التظاهره الألقوشيه التي نظمتها وقادتها منظمات المجتمع المدني والتي أفصح  الأهالي من خلالها عن حقيقة أنهم الأصدق والأكفأ في ولائهم لبلدتهم وتاريخها و انهم الأقدرعلى منع المتلاعبين في مقدراتها ديموغرافيا , لقد اثبت الجماهير في مظاهرتهم المتواضعه والمسالمه  بأنهم الأكثر إحتراما لشهداء بلدتهم  والأخلص تقديسا للدماء  التي روت هذه الشجره الباسقه والمعطاء.

 

 بعيدا عن مدى صواب او خطأ التوقيت وبغض النظر عن موضوعة التوفيق مع ما قد  يتخذ من إجراءات بخصوص وعود المسؤولين بتهدئة الاوضاع  و إيقاف مساعي التغيير الديموغرافي , إن المظاهرة التي سار تحت شمس يومها الحارق شيب البلدة وشبابها  لهي المعبر الحقيقي عن ماهية هذه البلدة واصالة أبنائها, فقد وضعوا الصراعات الحزبيه  والإختلافات الفكريه جانبا ورفعوا صوت بلدتهم عاليا لتقول  للعالم : ها هم أبنائي الذين  ربيتهم بعرق جبيني ونقاء حليبي ليرثوا من أبائهم  محبة بعضهم البعض  وتمسكهم بأخلاق الحفاظ على  كرامة  الأم الحنون  التي تربوا  بعزها  ورضعوا من حليبها وأكلوا من زادها.

 

بوركت جهود أهلنا في القوش و طريقة ردة فعلهم الحضاريه  التي نتمنى أن تبقى  بعيدة عن تأثير ومنال  الصراعات السياسيه وحبذا لو خلت اليافطات من اي شعار سياسي يفقدها حياديتها  او يشكك بإنحيازها لما هو لصالح القوش وبقية البلدات في مناطقنا.

 

 بقي لي أن أعيد الى الذاكره مرة أخرى  طلبا وأمنيه  سبق و أعلنته  قبل عامين  وهو مذكور في  فقرتي المقتبسه أعلاه من مقالي السابق , بكل محبه واحترام  أشدد مرة أخرى على  كامل مضمون الفقرة أعلاه خاصة أسطرها  الثلاث الاخيره  لما لمعانيها  من إنعكاسات إيجابيه في حال تحقق هذا التنسيق بين مسؤولينا الإداريين ليزيد من المحبه ويسود تناسق وتوافق جماهيري القوشي , وإلا يا سادتي المسؤولين المحليين , ما فائدة ان تطالب الجماهير من مسؤول في بغداد او الموصل او في دهوك  في حين مسؤولينا الإداريين المحليين لا يجلسون ويتحاورون فيما بينهم  حول شؤون بلداتهم ومطاليب أبناء شعبهم؟

 

القوش ومستقبلها من وراء القصد