(( هذا النص هديتي إلى أهلنا المسيحيين في العراق وفي العالم أجمع ))

 

ليلة المسيح

 

 

 

 

 

                                              

                                                   عبد صبري أبو ربيع

               

والدنيا وردٌ ومصابيح

وأيقونة حمراء

تلوذ تحت جراح المسيح

والنجوم تراقصت

والقمر ُ

مخبوء خلف السحاب

والمائدة الزرقاء

تفترش الأرض

لا جوع في بطون الفقراء

والطغاة يقتلون

هذا سحرٌ مبين

 

ياسيدي المسيح

أنها ليلة السماء

وهبتك الوان الطعام

تسرق العقول والألباب

والجائعون يبصرون

ولا يدركون

والطغاة ينكرون .. ويمكرون

والمائدة الحمراء

تزدحم بالطيبات

وكنت يا سيدي

معلمهم الحنون

أثنا عشر من الحواريين

إلا ذاك الذي خان العهود

ستسلمني قبل صياح الديك

والدم السماوي

يسكب فوق الصليب

ولا يتعظون ...؟

أنهم المنكرون

 

حتى لو زرع المسيح الأرض

بالأحياء

ذلك سحر ٌ مبين

والسماء تكتب

حكاية الغادرين

يتساقط البَرد

والكون ريحان وأنوار

تلك أشجار الزيتون

تلبس ألوان وخمار

والبسمة تشعشع

في عيون الصغار

والسماء تهب الرجاء

والقمرُ يضاحك العيون

هكذا هم ينظرون

وكأنهم من حجر مسنون

ويتساقط الرطب من السماء

من كفوف العذراء

تملأ كؤوس الاشتهاء

والإيقونة الحمراء

تطلع من سفوح جلجلة

فتنشق الحجب

وجدران المعبد

ويتزلزل وينكرون

إنها ساعة المولد

أنا المسيح ابن مريم

 

وسقط اللثام

من وجوه الأدعياء

ملؤا الطرقات بالعتاة

والصليب يحمل المسيح

والروح تصعد نحو السماء

فيستيقظ من الأجداث

وتعم المعجزات

وتأكل النار المعبد

فتنهدم الجدران

ويطلع من بين الوديان

ملايين المسيح

تهتف يا سيدي المسيح

 

ويتساقط البَرد

والدنيا عطر ومصابيح

لبست أثواب القداح

والكأس بين يديها جراح

أنها ليلة الميلاد

تتدافع الأرواح

حتى نجمة الصباح

والدنيا تنسى كل الجراح

 

في ليلة المسيح