في بيتك - يا أكيتو - يلتقي العراقيون*

 

                                                                                                                

 

 

 

 

 

 

                                                                  مديح الصادق*


الراجماتُ يرجمنَ رجماً

ووحشةُ الليلِ يخرقُها
صهيلُ المدرعات

وقابَ قوسينِ أو أدنى

عن رجفةِ الموتِ

نحنُ قابعون

الله أكبرُ يهتفُ العريف

وهم في الضفةِ الأُخرى

مثلما ردَّدْنا يُردِّدون

عن موتاهُم شهداءُ قالوا

كذلك عندنا الشعراءُ

في المذياعِ يُطبِّلون

في موضعي يحشو الرصاصَ إيشو

وأحمدُ يعطي أوامرَ الرمي

بايزيدُ يطبخُ الطعام

وآرامُ يضمِّد الجرحى

في موضعي حيث مُجبراً أقاتل

كان كلُّ العراقيينَ معي يُقاتلون

ساعة النصرِ جميعاً يرقصون

وعندما تحتكم حلقاتُها

بالموتِ مستهزئينَ يبسمون

فللَّه درُّكُم

ولا ثكلتكُم أمهاتكُم، أيُّها العراقيون

 

أينما ولَّيتَ وجهكَ؛ هكذا تجدْهم

كنيسةٌ تجاورُ مسجداً

فلا أجراسُها تعكِّر صفوَ المُصلِّين

ولا من آذانِهم يجفلُ المسيحيون

وعلى الفراتينِ، على الضفاف

وخلفَ الترميدا

يصطفُّ طامعونَ بجنَّة

وفي مَجراهما تعمَّد المندائيون

 

عربي، كردي، آشوري، كلداني

أيزيدي، مندائي، شبكٌ، تركمان

هم أهلي جميعاً

ففي الحقولِ تشابكتْ أكفُّهم

وفي المصانعِ هم جميعاً مُنتجون

والحضارة ما بناها غيرُهم

يحكي لنا الصادقُ، التأريخ

أنْ تلك الصروحَ شيَّدوها

أولئك الذين عن ديارِهم

اليومَ عُنوةً يُهجرون

تسلَّقَ الصروحَ بُغاثٌ

أرزاقَهم بالقسطاسِ يُقسِّمون

قتلاً، نفياً، تهجيراً، والتهميش

فأشهدُ باللهِ لإنَّهم عادلون

وما هم بذلك إلا واهمون

ظنُّوا جذوراً بأرضِ الرافدينِ راسخة

كلعبةِ الأطفالِ يقلعون

وليس إلا نفوسَهم يخدعون

ألا أخبِرْهم الصوابَ يا أكيتو

أنَّ آرام، بابل، آشور

 بأرضِ الرافدين

أحياءٌ، خالدون


مهما أوغلَ البُغاثُ بظلمِهم

فهُم صامدونَ لا يرحلون

ويرحل الإرهابُ والفوضى

ويولي الأدبارَ ظُلاّمٌ فاسدون

وتحت سقفك - يا أكيتو

يلتقي الأشراف العراقيون

برايات خيرٍ وسلامٍ وحُبٍّ

يلوِّحون

أناشيد للعراق وشعبه

للسهل والوادي يُنشدون

موطني .. موطني

*مديح الصادق كاتب وشاعر من مدينة تورنتو الكندية

* القيت القصيدة خلال الحفل الخاص الذي اقيم في مدينة تورنتو الكندية بمناسبة اعياد اكيتو 6762